وفود الحجيجتنعش اسواق المدينة المنورة

سعيد القحطاني من الرياض

تنتظر الأسواق التجارية بالمدينة المنورة وفود الحجاج الآتين من مكة المكرمة بعد أن انهوا فريضة حجهم، وكما اعتادت عليه كل عام من حركة اقتصادية هائلة تسببها وفود الحجاج التي تحط رحالها هذه الأيام جوار قبر رسول الله ومسجده، وتنتظر أسواق المدينة أن تشهد حركة اقتصادية تشمل كافة أنشطتها التجارية مما سيجعل المردود المادي عليها كبير جداً.

وكانت المدينة المنورة قد شهدت في السنوات الأخيرة قفزة نوعية على جميع الأصعدة الاقتصادية والعلمية والعمرانية والاجتماعية وغيرها. واحتل الجانب الاقتصادي مكانة كبيرة، فقد أعيد بناء المنطقة المركزية المحيطة بالحرم النبوي، وأسست فيها أسواق تجارية ضخمة، كما فتحت العشرات من المصانع المختلفة ونشطت الحركة التجارية ، وفتح الباب أمام عشرات الآلاف من الزوار والمعتمرين على مدار العام، وتضاعفت أعدادهم في المواسم مما أسهم في زيادة الحركة التجارية في المدينة المنورة.

ومن جانب الأسواق التجارية في المدينة كانت الشهرة في القرن الماضي لعدة أسواق سميت بأسماء السلع الرئيسة التي تباع فيها كسوق القماشة نسبة لبائعي (الأقمشة)، وكذا سوق الحبابة (للحبوب)، والتمارة (للتمور)، والعياشة (للخبز)، والقفاصة (للأقفاص والأسرة المحلية).

وبعد الاهتمام الذي أولته الحكومة السعودية للمدينة المنورة من توسعة الحرم النبوي، واهتمام بالمنطقة المركزية التي تحيطه، ظهرت أسواق تجارية جديدة نسبة إلى المناطق التي تقوم فيها، وأهم هذه الأسواق ما يلي:

1 - أسواق المنطقة المركزية:
وتقع هذه الأسواق في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف من جهاته الثلاث الشمال والغرب والجنوب، وداخل المجمعات السكنية التجارية، وهي من الأسواق الصاعدة والرئيسة في المدينة المنورة، أنشئت مع التوسعة الكبرى للمسجد النبوي في العقد الأخير، وتقدر مساحتها الإجمالية بحوالي 110.000 متر مربع. وتشتمل على معظم المنتجات المحلية والعالمية المستوردة والتي يعاد تسويقها في هذه البلدة الطيبة. ويتوقع لها أن تصبح مركز التسوق الرئيسي في المدينة المنورة، حيث يقوم الزائرون بشراء معظم هداياهم منها بما يعادل 70% من مجمل مصروفاتهم خلال فترة الزيارة.

2 - أسواق الحرم (وقف المسجد النبوي):
وتقع جنوب المسجد النبوي، مقابل سوره مباشرة، وتضم أكثر من (390) محلاً، تباع فيها المجوهرات والتحف والتمور والهدايا إضافة إلى ما يحتاج إليه الزائرون.

3 - سوق التمور المركزي:
يقع هذا السوق في المنطقة المركزية في الجهة الجنوبية الغربية للمسجد النبوي (منطقة المحمودية سابقاً) على بعد 300 م منه تقريباً. تأسس عام 1404هـ، ويضم أكثر من 100 محل مخصص لبيع التمور بأنواعها وأشكالها المختلفة. ويعتبر هذا السوق أحد أهم أسواق المدينة المنورة، وأكثرها شهرة وازدحاماً أيام مواسم الحج والعمرة، وذلك بفضل الشهرة الواسعة التي اكتسبتها المدينة من القدم بوجود أفضل أنواع التمور فيها، وبفضل الأحاديث الواردة في فضل التمر بشكل عام وعجوة المدينة بشكل خاص، حيث جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيح laquo; من تصبح بسبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحرraquo;. مما جعل الناس تقبل على شراء كميات كبيرة كلما جاءت إلى هذه الديار الطاهرة، تحملها كأجمل هدية إلى شتى بقاع العالم.

ولقد كانت التمور في المدينة المنورة أنواعاً كثيرة، ومع مر الزمن واتساع رقعة العمران صاحبها نقص في من حيث الكم والكيف. ولا تزال هناك العديد من هذه الأنواع وأهمها: العنبرة، العجوة، الصفاوي، برني المدينة، الشلبي، سكرة، حبشية، شقرى، (شقرة ) الحلية، طبرجلي، عرموزي، بيض، سكرية، ربيعة، سكرة ينبع، حلوة، روثانة، خشيمي، كعيك، مشوك، أفندي، سويدة، جوزانة. وتعتبر العجوة والعنبرة والصفاوي والشلبي أجود أنواع التمور في المدينة.
وكانت التمور في السابق تسوق محلياً مابين هدايا للحجاج والمعتمرين، واستهلاك لأهل الحاضرة والبادية، حتى جاءت الطفرة وظهرت عشرات المصانع الخاصة بالتمور بالمدينة المنورة، وتوافدت عليها التمور من شتى أنحاء المملكة ليتم تسويقها مع تمور المدينة من خلال سوق التمور المركزي؛ أو من خلال تلك المصانع التي اكتسبت شهرة عالمية وثقة عالية جعل إنتاجها يصل إلى شتى بقاع العالم. والتمور التي تأتي من خارج المدينة لتسوق فيها أنواع منها :المبروم ويأتي من العلا، والخضري والصقعي من الرياض والقصيم والمنطقة الشرقية، بنوت سيف (الرياض)، الخلاص (الإحساء)، برني العيص (وادي العيص)، أم دبار (القصيم)، خشرم (الرياض).ويقرر بعض مزارعي النخيل أن بعض الأنواع من التمور التي تتميز به المدينة لو نقلت فسايلها إلى غيرها لاتعطي نفس النوعية التي كانت تعطيها في المدينة.

4 - سوق المدينة الدولي:
يقع سوق المدينة الدولي في منتصف شارع سيدنا أبي بكر الصديق (سلطانة )، ويعتبر أرقى سوق بالمدينة المنورة من حيث اللمسة الجمالية في الداخل والخارج، بحيث يضفي على الزائر إحساساً بالذوق والجمال.
تأسس عام 1409-1990م لمالكه شركة محمد علي مغربي وأولاده، وأقيم على مساحة إجمالية قدرها 25.000 متر مربع ndash; منها 12.500 متر مربع مساحة السوق والباقي للمواقف الخاصة به.

وبلغت عدد المحلات التجارية فيه 136 محلاً، تشتمل على معظم البضائع التي تسوق في المدينة المنورة مثل: العطور والأحذية والملابس الجاهزة للرجال والنساء والأطفال والساعات والأقمشة بأنواعها، ومكتبة وصيدلية وأجهزة كهربائية وإليكترونية وأدوات تجميل وملابس رياضية واستراحات ومجوهرات وتحف وإكسسوارات وكريستال ونظارات وفضيات وغير ذلك من البضائع المختلفة، إضافة إلى محل كبير للأغذية والمواد الاستهلاكية (سوبر ماركت). ويمتاز السوق بوجود محلات لها شهرة تجارية واسعة على مستوى المملكة كمحمود سعيد للعطور وسوبر ماركت سروات، وبامعروف والعيسائي وغيرهم كثير. كما يتميز بوجود نظام أمني كامل على مدار الأربع والعشرين ساعة داخل السوق وخارجه بالإضافة إلى الكاميرات الجديدة المتحركة مما يوفر الأمن والطمأنينة للعائلات والأطفال المرافقين.

5 - سوق بلال المركزي :
يقع على خط قربان النازل في الجهة الجنوبية للمسجد النبوي على بعد 600 متر منه تقريباً. وهو أحد الأسواق الجديدة في المدينة المنورة ويتألف المبنى من ثلاثة أدوار دور أرضي ودور فوقه ودور تحته، وقد بني في الدور العلوي مسجد باسم سيدنا بلال رضي الله عنه، وتحت المسجد محلات تجارية كثيرة تنتشر فيها البضائع المتنوعة من الملابس المختلفة والأقمشة والعطور والمجوهرات والإكسسوارات والساعات والأواني المنزلية وغير ذلك.
ويحيط بالسوق من الجهة الشرقية أيضاً عدد من المحلات التابعة له فيها كثير من البضائع كالألبسة والأواني المنزلية وبعض الهدايا ولعب الأطفال.


6 - أسواق قباء :
تقع على امتداد شارع قباء الطالع والنازل وهو أحد الشوارع الرئيسة في المدينة المنورة،وتحتوي على معظم البضائع المحلية والعالمية .

7 - الأسواق المركزية :
تقع في الجهة الغربية من المسجد النبوي الشريف، على الحلقة الدائرية الثانية، وتبعد عن المسجد النبوي نحو 4 كلم.
وهي أسواق كبيرة ومرتبة، تضم عشرات المحلات، وتشتمل على الخضار والفاكهة واللحوم والأسماك وغيرها من المواد الغذائية كالزيت والسمن والأجبان والألبان والمعلبات بأنواعها؛ إضافة إلى المنظفات وغيرها من الاحتياجات المنزلية.