تأثير محدود للانفلونزاعلى الاقتصاد التركي



أنقرة

من المرجح أن يكون لانفلونزا الطيور تأثير محدود على اقتصاد تركيا المزدهر في الوقت الراهن لكن الفشل في كبح تفشي المرض قد يهدد صناعة السياحة التي تدر أموالا كثيرة على البلاد ويخل بميزان مدفوعاتها، وقتلت انفلونزا الطيور أربعة أشخاص على الاقل في منطقة شرق تركيا الفقيرة منذ بداية عام 2006 وفرضت اعدام 764 ألفا من الطيور الداجنة في مختلف أنحاء البلاد.

وأخذ الاقتصاد التركي في التعافي بقوة من أزمة مالية أصابته في عام 2001 مع تحقيق معدل نمو بواقع ثمانية بالمئة في المتوسط ومعدل تضخم في خانة العشرات لاول مرة منذ عقود، ولا يرى اقتصاديون ومصادر صناعية يوم الاثنين تهديدا فوريا لهذه الصورة الايجابية، وقال تركر حمزة اوجلو المحلل الاستثماري quot;في الوقت الحالي يمكننا الحديث فقط عن تأثير ضئيل للغاية على السياحة والاقتصادquot; من انفلونزا الطيور.

واتسمت الاسواق المالية بالقوة يوم الاثنين في أول يوم تعاملات لها بعد عطلة لمدة أسبوع بمناسبة عيد الاضحى. وارتفع مؤشر بورصة اسطنبول الرئيسي 2.46 في المئة الى 42937.16 نقطة في منتصف يوم الاثنين وهو مستوى قياسي جديد وسط تفاؤل ازاء توقعات الاقتصاد التركي، لكن شركات الدواجن شهدت تهاوي أسهمها بنسب وصلت الى 4.17 في المئة.

وقال حمزة اوجلو ان قطاع الدواجن الذي يبلغ حجم أعماله 2.5 مليار دولار قد يتضرر بشدة مع تحول الناس الى بدائل مثل الاسماك واللحوم الحمراء لكنه قال انه من المستبعد أن يؤجل المستهلكون الاتراك خطط الانفاق بسبب مخاوف اتفلونزا الطيور، وتتركز كافة الانظار الان على قطاع السياحة البالغ حجم أعماله 20 مليار دولار ويعتبر مصدرا رئيسيا للعملة الصعبة التي تحتاجها تركيا بشدة في حربها ضد عجز متصاعد في ميزان الحساب الجاري.

وقال مسؤولو الصناعة ان الوقت مازال مبكرا جدا لتقييم أي تأثير لانفلونزا الطيور على السياحة لان حجز الرحلات لموسم العطلات يبدأ عادة في يناير كانون الثاني. كما أشاروا أيضا الى أن المناطق الاكثر تضررا بانفلونزا الطيور كانت في شرق تركيا النائي بعيدا عن المنتجعات السياحية على البحر المتوسط وبحر ايجه.

وقال اقطاي فارليير رئيس اتحاد مستثمري السياحة الاتراك لرويترز quot;التغطية الاعلامية الواسعة أخافت بعض السياح الاوروبيين لكننا لا نرى خطرا كبيرا جدا على قطاع السياحة لديناquot;، وتمثل صناعة المنسوجات والملابس قطاعا اخر في الاقتصاد التركي يواجه خطرا محتملا حيث يقوم المشترون عادة بزيارة تركيا في هذا الوقت من العام للتعاقد على طلبيات توريد الملابس.

وقال كانيب كاراكوس رئيس اتحاد صناع الملابس في أنقرة quot;العديد من رجال الاعمال الذين كان من المتوقع أن يأتوا الى بلادنا من أجل عقود تجارية قاموا بالفعل بتأجيل أو الغاء زياراتهمquot;، لكن قطاع الدواجن كان أكثر القطاعات تضررا.

وقال أومير جورينير المدير العام لشركة بانفيت الرائدة لانتاج الدواجن quot;يصعب الحديث عن تراجع في الاسعار لانه لا توجد مبيعات على الاطلاقquot; مضيفا أن قطاع الدواجن التركي قد يتراجع الى نصف حجمه بنهاية عام 2006.

وقال صندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي انه من المستبعد أن يؤثر انتشار انفلونزا الطيور على اتفاق قرض مشروط لتركيا بقيمة عشرة مليارات دولار في هذه المرحلة لكنه قال ان الموضوع مثير للاهتمام ويخضع لمراقبة عن كثب من قبل الصندوق.

وقال محلل انه يمكن لتركيا أن تتوقع مساعدة الاتحاد الاوروبي الذي تأمل في الانضمام اليه أو البنك الدولي اذا فرض انتشار المرض ضغوطا كبيرة على الوضع المالي الهش للدولة.