الملكالسعودي يزور الهند المتعطشة للطاقة لدعم العلاقات



نيودلهي

يزور العاهل السعودي الملك عبد الله نيودلهي هذا الاسبوع لدعم العلاقات الاخذة في التحسن باضطراد بين أكبر مصدر للنفط في العالم والهند الحريصة على تدبير الاحتياجات المستقبلية من الطاقة لاقتصادها المزدهر، وسيصاحب الملك عبد الله وفد من رجال الاعمال والمسؤولين الحكوميين من بينهم وزير النفط علي النعيمي خلال الزيارة التي تستمر أربعة ايام وتبدأ في 24 يناير كانون الثاني. وهذه أول زيارة يقوم بها ملك سعودي للهند منذ 50 عاما.

وسيزور الملك عبد الله الهند في اطار رحلة تضم أربع دول منها الصين وباكستان. وسيكون العاهل السعودي الضيف الرئيسي في العرض العسكري السنوي الذي تقيمه الهند بمناسبة يوم الجمهورية في 26 يناير كانون الثاني كما سيجري محادثات مع رئيس الوزراء مانموهان سينغ بجانب آخرين، وتحسنت العلاقات بين السعودية والهند التي تملك ثالث أكبر اقتصاد في اسيا وتضم أقلية مسلمة ضخمة بشكل كبير منذ أوائل التسعينات.

وقال محمد حميد أنصاري وهو سفير هندي سابق لدى السعودية quot;يتطلع البلدان الى تعزيز مساحة الاتفاق بينهما التي أخذت في التوسع خلال السنوات القليلة الماضيةquot;، ويتطلع السعوديون الى تعميق العلاقات الاقتصادية مع العملاقين الاسيوين الصين والهند اللتين تواجهان طلبا متزايدا على الطاقة بسبب النمو الهائل الذي يشهده اقتصاداهما.

ويقول مسؤولون إن ذلك يشمل المزيد من المشروعات المشتركة بين الشركات الهندية ونظيرتها السعودية، وتحرص نيودلهي على الاستجابة حيث تتوقع زيادة وارداتها من النفط الخام من المملكة إلى مثليها خلال 20 عاما، وقال وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي ماني شانكر ايار لرويترز quot;اذا اخذنا في الاعتبار ان السعودية هي أكبر مزود لنا بالنفط وأن لديها فائضا ضخما يمكن استثماره.. فان هذه الزيارة تاريخية.quot;

وتزود السعودية الهند بنحو ربع وارداتها من النفط الخام والبالغة اجمالا 1.9 مليون برميل يوميا. واشترت نيودلهي في عام 2004 نفطا من السعودية بلغت قيمته 6.2 مليار دولار، وتقول الرياض إنها ستستمر في كونها مصدرا يعتمد عليه. وتحرص الرياض على الاحتفاظ بنصيبها من واردات النفط الهندية المتزايدة مع نمو الاقتصادي الهندي بما يترواح بين ستة وسبعة في المئة خلال العقد المقبل.

وقال السفير السعودي لدى نيودلهي صالح الغامدي قبل زيارة الملك عبد الله ان بلاده ملتزمة بامداد الهند باحتياجاتها من النفط مهما كانت، وشهدت العلاقات بين البلدين توترا في الثمانينات بعدما رفضت الهند ادانة غزو الاتحاد السوفيتي لافغانستان فيما ساعدت السعودية في تمويل المجاهدين الاسلاميين الذين كانوا يحاربون القوات السوفيتية في افغانستان.

كما برزت خلافات أيضا بين الرياض ونيودلهي بعد اندلاع تمرد في كشمير في عام 1989 بعدما اعتبرت الهند أن السعودية أخذت موقفا أكثر ميلا إلى موقف باكستان بخصوص الاقليم المتنازع عليه، وتشعر الهند منذ ذلك الحين بالقلق بخصوص العلاقات الوثيقة بين السعودية وعدوتها باكستان.

وقال انصاري إن العلاقات بين الرياض ونيودلهي لم تعد مقيدة كما كانت مع تحسن العلاقات الهندية الباكستانية وانهيار الاتحاد السوفيتي قبل ذلك، ومما يزيد من قوة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الهند والسعودية وجود 1.7 مليون هندي يعملون في المملكة والهنود أكبر مجموعة من العمال الاجانب هناك.