فينميكانيكا تطمح في تصدر سوق الأعمال الأوروبية
طلال سلامة من روما
باشرتquot;فينميكانيكاquot; (Finmeccanica)، شركة الفضاء والدفاع الإيطالية التي قاربت من الانهيار قبيل عقد، أولى خطواتها نحو الهيمنة على بي آي اي سيستمز (BAE Systems)، منافستها البريطانية اللدودة. والآن، تستهدف الشركة الإيطالية، التي تمتلك فيها حكومة روما 32.4 في المئة من الأسهم والتي حققت زيادة في الأرباح بنسبة 22 في المئة في الشهور التسعة الأولى من العام الماضي لتصل بالتالي الى 180 مليون يورو، بي آي اي سيستمز وهي ثاني أكبر شركة دفاعية في بريطانيا. ولقد بدأت خطتها العدوانية من طريق اكتساب quot;أوغوستا ويستلاندquot; (AugustaWestland)، منتجة الهليكوبترات، عدا عن شرائها حصة كبيرة في أعمال هندسة الطيران، التابعة لشركة بي آي اي سيستمز.
وفي بريطانيا، تستخدم quot;فينميكانيكاquot; 10.000 عاملاً، أي خُمس قوتها العاملة الإجمالية الحالية، وتصل مبيعاتها هناك الى 1.8 بليون جنيه إسترليني، وهو ما يعني ربع مبيعاتها الرئيسية الكلية. وتخطط الشركة، عقب شبه سيطرتها على quot;تالزquot; (Thales)، منافستها الفرنسية، للتوسع الى حد أبعد، خصوصاً في عمليات الهليكوبتر والأنظمة الإلكترونية الدفاعية. وستستغل مبلغ المليار يورو الطازج، الذي جنته نتيجة بيع جزء من أسهمها في أعمالها غير الصميمة، كسلاح مالي فعٌال للتغلغل أيضاً في سوق الدفاع الأميركية الضخمة، التي تبلغ قيمتها 450 بليون دولاراً، سنوياً. هذا وتأمل الشركة الإيطالية في مضاعفة الطلبات الأميركية بنسبة ثلاث مرات لتصل قيمتها الإجمالية هكذا الى 5.2 بليون يورو، بحلول عام 2007.
مشروع quot;أنسالدوquot; (Ansaldo Rail Business) في أعمال سكة الحديد
تعتزم quot;فينميكانيكاquot; طرح الأسهم المالية، المتعلقة بمشروع quot;أنسالدوquot;، هذا العام وتخطط لشراء شريحة من أعمال الأنظمة الإلكترونية الدفاعية، بالولايات المتحدة، بغية توطيد موقعها أمام وزارة الدفاع الأميركية. لكن على خلاف تطلعات بي آي اي سيستمز، التي أرادت أن تصبح من جملة الشركات الدفاعية القيادية في السوق الأميركية، تعتبر quot;فينميكانيكاquot; نفسها، في الوقت الحاضر، موجودة في قلب تعزيز الصناعة الدفاعية الأوروبية، الى مدى أبعد. في هذا الصدد، يعبر مجلس إدارتها عن استعداده للتفاوض مع الشركات الأوروبية الكبرى الأخرى، إنما قرار المضي قدماً في تلك المناقشات يأخذ طابعاً سياسياً، بالإشارة الى الحصص التي تملكها الحكومة الفرنسية في كل من شركة quot;تالزquot;(31 في المئة) وquot;اي آي دي اسquot; (EADS)، وهي شركة أخرى ألمانية فرنسية أسبانية.
على أية حال، تبدي quot;فينميكانيكاquot; حماسها لصياغة الشراكات أو الاندماجات المضمونة، في فرنسا، حيث تعمل ست شركات دفاع كبرى.
مشروع جوينت سترايك فايتر
تكمن طموحات quot;فينميكانيكاquot; الرئيسية في أن تصبح المنتجة الأوروبية القيادية للطائرة المقاتلة من نوع (F-35). ويعتبر المشروع المسمى quot;جوينت سترايك فايترquot; (Joint Strike Fighter)، وتصل تكلفته الى 400 بليون دولار لتخليق جيل جديد من الطائرات الحربية للجيش الأميركي، رأس الحربة التي تصقلها وتعتني بها شركة quot;لوكهيد مارتينquot; (Lockheed Martin)، وتستحوذ شركة quot;بي آي اي سيستمزquot; على حصة الأسد فيه.
وعانى المشروع من تأخيرات كبيرة، خصوصاً بسبب النزاع المتطاول حول نقل التكنولوجيا، من الولايات المتحدة الى حلفاؤها الأوروبيين، بما فيها نظام البرمجية الشِفري، السري للغاية. وأتت هذه التأخيرات على رغم التدخلات المتكررة من قبل توني بلير وسيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، وكلاهما دعما الحرب في العراق، بإرسال أفواج من القوات المسلحة.
وفي إيطاليا، تذمر العديد من المديرين التنفيذيين جراء المنافسة الدائرة بين quot;فينميكانيكاquot; وquot;بي آي اي سيستمزquot;، التي تريد تصنيع طائرة (F-35) البريطانية وحدها، فيما يخص فقرات العقود لإنتاج هذا النوع الجديد من الطائرات لكل البلدان الأوروبية الراغبة في شرائها.
أعمال المروحيات
ستستعمل quot;فينميكانيكاquot; حضورها في السوق البريطانية كمنصة للوثب تجاه السوق الأميركية، وذلك بعد ضمان العقد لبناء quot;مارين وانquot; (Marine One)، وهو الأسطول الجديد للمروحيات الرئاسية للبيت الأبيض، عبر شراكة مع شركة quot;لوكهيد مارتينquot;. ويساوي العقد مبلغ 1.6 بليون جنيه إسترليني لتسليم المروحيات الثماني الأولى، ومبلغاً إضافياً مقداره 6 بليون جنيه إسترليني لإنتاج وتسليم 15 مروحية أخرى.
من جانبهم يعترف الخبراء الأوروبيين بصعوبة الدخول الى السوق الأميركية، حتى على ضوء نجاح شركة quot;أوغوستا ويستلاندquot; في تسويق مروحياتها من نوع (EH101) هنالك.
وحالياً، توحٌد quot;فينميكانيكاquot; وquot;لوكهيد مارتينquot; جهودهما وقواهما في مناقصة يعرضها البنتاغون لتجهيز القوات الأميركية المسلحة بمروحيات من نوع 140/150، المصممة لإنجاز عمليات التفتيش والإنقاذ للقوات الأميركية المحاصرة، حول العالم.
وتتوقع quot;فينميكانيكاquot; أن ترتفع مبيعاتها العالمية بنسبة 20 في المئة، العام، صعوداً الى ما مجموعه 14 بليون يورو، في عام 2007. علاوة على ذلك، تعلٌق آمالها في التوسع في بريطانيا خاصة بعد مراجعة استراتيجية الصناعة الدفاعية البريطانية التي ستجعل قدرة المملكة متلائمة مع المتطلبات الاستراتيجية والقيود المالية.
وعلى غرار المنتجين الأوروبيين الآخرين، تريد quot;فينميكانيكاquot; الاستيلاء على حصة أكبر في السوق. لكن على عكس شركة quot;بي آي اي سيستمزquot;، التي لم تتمكن من تحقيق طموحاتها في السوق الأميركية لا وحدها ولا بواسطة شراكة مع المنتجين الآخرين مثل quot;نورثروب غرومانquot; (Northrop Grumman) و quot;ريثيونquot; (Raytheon)، تُنعم الشركة الإيطالية نظرها في هدف أكثر تواضعاً، في السوق الأميركية، ينعكس في دور الشريك الأصغر لمقاول أميركي أساسي.
التعليقات