المبيعات التكنولوجية تستهدف النساء


طلال سلامة من روما

بدأ عالم التكنولوجيا يأخذ منعطفاً جديداً حيث لا يتجسد أبطاله بالرجال فقط إنما تلعب النساء دوراً أخاذاً فيه. فعدد النساء اللواتي يكتشفن التكنولوجيا ويستعملنها ويبحثن عنها يتكاثر لدرجة أنهن أصبحن هدف المبيعات المفضٌل من جانب الشركات التكنولوجية، وهو ما يعد ثورة لا تمر دون إثارة الإعجاب.

وسُجٌل تفوق النساء التاريخي على الرجال، من حيث استخدام التكنولوجيا، في منتصف العام وبالتزامن مع وقت وصل فيه الحضور الحريمي على الشبكة العنكبوتية، في الولايات المتحدة، الى 51 في المئة من إجمالي الزوٌار. ويعود الفضل في ذلك الى انتشار الإنترنت فائق السرعة (Broadband) في أماكن العمل، مما فرض على جميع الموظفين(وأغلبهم من النساء) استعمال الإنترنت.

علاوة على اكتشاف الإنترنت في مواقع العمل، عزز النساء حضورهن في مواقع الدردشة الحرة (Blog) وخاصة من طريق اللجوء الى برمجيات التواصل الفوري (Instant Messaging) التي أصبحت إحدى أشرس حلبات الصراع الأساسية بين الشركات، من أجل الهيمنة على سوق الويب. كما تمحور العمل المتأنق الذي أنجزته quot;تكنولوجيا العاطفةquot; حول السماح لشريحة كبرى من النساء، أو على الأقل تلك الشريحة النسائية المتململة، تقليدياً، للاقتراب من عالم الكمبيوتر، بالتغلٌب على ظاهرة quot;التكنوفوبياquot;، أي الخوف من عدم استطاعة استعمال أجهزة تكنولوجية معيٌنة.

ويُسجٌل، الى جانب حضور النساء المتصاعد على الشبكة العنكبوتية، ارتفاعاً في الإنفاق على التكنولوجيا من جانب جمهور النساء. لذا، غيٌرت تلك المعطيات، حول تغلغل الاستعمال التكنولوجي من قبل النساء حول العالم، التي بدأت تبرز الى سطح السوق أكثر فأكثر، الاستراتيجيات الترويجية والتسويقية عند الشركات، التي تنتج التكنولوجيا وتبيعها.

وفي حين اعتنقت الهواتف المحمولة (التي تعكس بامتياز تكنولوجيا العاطفة) اتجاهاً جديداً، كعنصر لتقريب المستعملين من الأجهزة التكنولوجية المتقدمة، بدأت أعمال القارئ الرقمي والكمبيوترات الدفترية استقطاب النساء أو الحصول على تقدير أو اعتراف بالجميل، منهن، كشهادة شعبية بغية القيام بحملة دعايات ناجحة. وعلى مستوى القارئ الرقمي، خاصة جهاز آي بود، قررت شركة آبل (Apple) مثلاً، بغية جذب جمهور المشتريات من النساء، تصميم جهاز إلكتروني بسيط(مع زر كبير ومفرد) متعدد الألوان. وفي الماضي، لم يفكر المصنعون قط في بيع منتجات، مصممة على وجه التخصيص للنساء، في عالم الكمبيوتر الرجُليٌ.

سر المبيعات التكنولوجية للنساء في محاكاة العلاقات الاجتماعية والعاطفية

وكوفئت وصفة الشركات الجديدة، الاستراتيجية والناجحة، كون حوالي نصف مبيعات القارئات الرقمية (MP3) تم شرائها من قبل النساء. وبالطبع، لم تشمل المبيعات تلك الأجهزة الأكثر تطوراً أو الأكثر سعة(لتخزين البيانات)، حيث تعتبر أغلبية مشتريها من الرجال، لكنها تفرض نفسها في الأسواق كمستجدات جوهرية لم يفكر بها أحد، فيما مضى. هكذا، ينجم عن الظاهرة الجديدة ردود فعل إيجابية متسلسلة، فارتفاع الحصة الكلية للتكنولوجيا، التي تشتريها النساء، تخفٌض مستوى مرض quot;التكنوفوبياquot; العام لديهن، ما يقلٌل بالتالي من عدم ثقة النساء تجاه الأجهزة المعصرنة. وفي إيطاليا، تعتبر النساء من جملة المشترين ذوو العود الصلب، في أعمال ألعاب الفيديو، لأن 40 في المئة منهم نساء. ورد أوف كرافت، لعبة فيديو تشهد تهافتاً قوياً للاعبين، من النساء، بإيطاليا



ذي سيمز، لعبة فيديو أخرى رائجة في السوق الإيطالية

ويحوي العديد من ألعاب الفيديو مكوٌنات اجتماعية متينة، تعتمد في معظم الأحيان على محاكاة العلاقات الاجتماعية العاطفية. ولا شك بأن هذا النوع من الألعاب يستطيع quot;إغراءquot; الفتاة الى حد أبعد بكثير مما تقدمه ألعاب العنف التقليدية أو تلك المتعلقة بمحاكاة الألعاب الرياضية. والآن، بدأت عدة شركات قيادية، مثل شركة سوني اليابانية، تجنيد عدداً أكبر من النساء في مراحل تخطيط وتطوير وإنجاز كافة ألعاب التسلية والترفيه بسبب ما يستطعن فعله من ناحية تخصيبها بميٌزات ترفيهية توفي بحاجات الجنس اللطيف.

ويكمن الحاجز الأخير في هدم عقبة التجارة الإلكترونية، فعندما سيتخطى النساء مرحلة عدم الثقة والطمأنينة في التسوٌق عبر الشبكة العنكبوتية (Shopping Online) عندئذ سيشهد ذلك القطاع انتعاشاً فورياً. وبحلول نهاية العام، يتوقع أن تحقق مبيعات مستحضرات التجميل والعطور، على الشبكة، ارتفاعاً بنسبة 33 في المئة مقارنة مع المسح الأخير.