إيران تغري روسيا بمصالح اقتصادية ولاريجاني يطلق التحذير الأخير



أحمد عبدالعزيز من موسكو

قبل أيام قليلة من انعقاد جلسة أمناء الوكالة الدولية للطاقة الذرية في 2 و3 شباط (فبراير) المقبل، والذي يمكن أن يسبقه لقاء للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي على مستوى وزراء الخارجية في لندن يوم 30 كانون الثاني (يناير) الحالي، أعلن السفير الإيراني في موسكو غلام رضا أنصاري أن العلاقات الاقتصادية بين إيران وروسيا ستغدو أكثر فاعلية، مشيرا إلى أنها تتطور بالفعل في مجرى الحوار السياسي.

ويأتي هذا التصريح متزامنا مع المباحثات المكثفة التي يجريها اثنان من كبار المسؤولين الإيرانيين في روسيا وهما نائب وزير الخارجية مهدي صفاري، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي على لاريجاني حول الأزمة الإيرانية في محاولة شبه أخيرة لإقناع موسكو بعدم الاستجابة للمساعي الأوروبية بنقل الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي.

وفي سياق تصريحاته التي وصفها المراقبون بـ quot;الجزرة الإيرانيةquot;، على عكس تصريحات لاريجاني التي تمثل quot;العصاquot;، قال السفير الإيراني أن هناك مشاريع كبيرة فعلا بمشاركة روسيا، ومن ضمنها استكشاف النفط والغاز واستخراجهما، وبناء محطات توليد الكهرباء، وفي طليعتها مشروع بوشهر الكهروذري. وشدد على أن هناك أيضا مشاريع قيد البحث والدراسة، وستجري المصادقة عليها خلال العام الحالي. وسيعقد في طهران اجتماع اللجنة الثنائية للتعاون الاقتصادي برئاسة مدير الوكالة الفيدرالية الروسية للطاقة الذرية سيرجي كيريينكو ووزير الاقتصاد والمالية في إيران.

وفي ما يشبه الوعد، أعرب السفير الإيراني عن تقديره بأن تغدو الشراكة بين موسكو وطهران متنوعة أكثر من ذي قبل، إذ يجري الجانبان اتصالات ومباحثات حول قطاع النفط والغاز ومد الأنابيب، والاستخدام السلمي للطاقة الذرية، وصناعة الطائرات والمروحيات، والأقمار الصناعية والاتصالات اللاسلكية. إضافة إلى أن شركات صناعة السيارات في البلدين أنهت جملة من المباحثات بنجاح كبيروتوصلت إلى اتفاقات محددة، وسوف تدخل سيارات quot;بيجوquot; المصنعة في إيران، ومنتجات مصنع السيارات الوطني quot;ساماندquot; إلى الأسواق الروسية قريبا.

وفي سياق الوعود، قال غلام رضا أنصاري أن التعاون الجدي نشأ أيضا في قطاع النفط والغاز، وكذلك في صناعة الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أنه بوسع روسيا أن تستخدم الإمكانيات المتاحة للبدء بالعمل في الجنوب (ساحل الخليج)، وفي شمال إيران (منطقة بحر قزوين)، والمشاركة أيضا في مد الأنابيب، وخاصة خط أنابيب الغاز (إيران-الهند-باكستان). كما إنه بوسع الشركات الروسية الاستفادة بأكبر قدر ممكن من المرافئ الإيرانية الشمالية والجنوبية.

وفي أكد على أن الجانبين اتفقا أيضا على التعاون في مجال الطيران، وصنع وإطلاق قمرين صناعيين: الأول، quot;سينا-1quot;. والثاني، القمر quot;زهرةquot;، ركز على أن التعاون في مجال الطاقة أكثر جدية واتساعا، إذ أنه يتميز بطابع متعدد الأطراف، وتجري مباحثات مكثفة بين روسيا وأذربيجان وإيران حول ربط شبكات الكهرباء وتبادل الطاقة الكهربائية.

وإذا كانت المغريات التي تقدمها إيران بهذا الحجم، فقد فضل على لاريجاني أن يستخدم طريفة أخرى للإقناع، إذ أعرب عن قناعته بأن إحالة الملف النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي لن يأتي لا بالنفع ولا بالسلام ولا بالأمن في المنطقة. وحذر بأن بلاده تحتفظ بالحق في تخصيب الوقود النووي صناعيا في حال الضغط السياسي عليها. بل وذهب إلى أن إيران، في حالة الضغط السياسي، لديها احتمالات أخرى تفكر بها. وإذا تطرق مجلس الأمن الدولي إلى الملف النووي فسوف تلغي طهران بموجب قرارات برلمانية كل أنواع التجميد التي التزمت بها طوعا.