صناديق الاستثمار الأفريقية تسحر الأنظار


طلال سلامة من روما

بات سماع الأخبار اليومية حول قدرات الهند والصين التوسعية اللامتناهية من جملة أحداث حياتنا الروتينية لكن الخبراء يؤمنون بأن القارة الأفريقية ستكون المفاجئة الأكبر، الآتية من الأسواق النامية. وعلاوة على جمهورية أفريقيا الجنوبية، ستتجسد الأرض الموعودة للاستثمارات في دول مصر والمغرب ونيجيريا وجزر ماوريتيوس وناميبيا وبتسوانا. لكن تكمن المشكلة في صعوبة الدخول الى المنتجات المالية والمصرفية، في هذه الدول، ما يردع المستثمرين الدوليين من استهدافها.

فصناديق الاستثمار نادرة وحركة التداولات (Exchange Traded Funds)، التي تسمح بشراء وبيع الأسهم دون قيود، في سوق مالية رسمية أو منظٌمة، وفقاً لسعر ثابت ومقيٌم بحسب اللقاء بين العرض والطلب، غائبة كلية. وعلى رغم هذا النقص، نجد من بين الأنظمة المالية، القادرة على عرض واجهة موسٌعة ومتنوٌعة للسوق الأفريقية، صندوق استثمار أُطلق عليه اسم أفريكا اميرجينغ ماركيت فاند (Africa Emerging Markets Fund)، وهو من نوع أوفشور فاند (Offshore Fund)، أي يشرف على إدارة أمواله مجموعة أو شركة متخصصة في أعمال الاستثمارات وتتخذ من بلد خارجي مقرا رئيسيا لأنشطتها، ويحوي 15 بليون دولار، وأسسته شركة اميرجينغ ماركيت ماناجمينت (www.emi-emm.com) في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) من عام 1993.

ومنذ انطلاقته، ولٌد الصندوق أداء معدله 14 % سنوياً، وفي الاشهر التسعة الأولى من العام الماضي، زادت عائداته الصافية بنسبة 33.6 في المئة مقارنة مع نسبة 25.5 في المئة، التي حققها (MSCI Emerging Markets Index) وهو مؤشر لقياس أداء الأسهم في سوق البلدان النامية الكلية.

ومن ناحية تشغيل الصندوق، تسعى شركة اميرجينغ ماركيت ماناجمينت لتقليص موقعها في مصر، حيث تبقى نظرتها إيجابية حول المصارف لكنها بدأت تتخذ موقفاً حذراً حيال شركة أوراسكوم تليكوم للاتصالات، المملوكة لرجل الأعمال المصري نجيب ساويريس. ومنذ بداية شراء أسهم اميرجينغ ماركيت ماناجمينت ارتفع تقييمه بنسبة 4.000 في المئة.

وضرائبيا، يستوطن صندوق الاستثمار الأفريقي في جزر كايمان ويدير ثروة مالية تجاوز 400 مليون دولار. أما الأسهم فيه، فتصنف من النوع (أ)، ومدرجة في البورصة الايرلندية (Irish Stock Exchange) ويمكن شرائها عبر استثمار أدناه 500 ألف دولار. وتوزع الشركة الأرباح، سنوياً، على حملة أسهمها. أما تقييم صندوق الاستثمار (NAV)، الذي يعتمد على سعر الأسهم(الموجودة في الصندوق) في البورصة، فيتم مرة واحدة في الشهر، وتصل تكلفة الاستشارة السنوية الى 1.5 في المئة. أخيراً، اضطرت الشركة الى حدٌ التدفق المالي الصافي الى خمسة ملايين دولار كل شهر، بسبب نجاح صندوق الاستثمار الهائل والسيولة المالية المحدودة في سوق السلع.