تطوير العلاقات الهندية السويسرية

جنيف

اختتم وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس زيارة هامة إلى الهند كشفت عن رغبة البلدين في تعزيز علاقتهما الاقتصادية بشكل أعمق مما هي عليه الآن، لاسيما في مجالات الخدمات والاتصالات والمعلوماتية والاستثمارات، وتتأهب الشركات السويسرية الصغرى والمتوسطة للاستفادة من هذه الفرصة في مقابل فتح الباب أمام الاستثمارات الهندية في سويسرا.

وقال وزير التجارة والصناعة الهندي كمال ناث في لقائه مع الصحفيين إثر اختتام مباحثاته مع وزير الاقتصاد السويسري جوزيف دايس، بأن الشركات الصغرى والمتوسطة السويسرية سيكون لها دور أفضل في توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وأضاف quot;لقد طلبت من السيد دايس بأن يرتب زيارة لوفد من الشركات السويسرية الصغرى والمتوسطة وستساعد الحكومة الهندية في ذلك لفائدة الجانبين، فلدينا في الهند الأيادي العاملة المدربة، وعند السويسريين التقنية المتطورةquot;.

من ناحيته أكد جوزيف دايس للمسئولين الهنود على أن زيارته تهدف إلى تعاون مزدوج بين الهند وسويسرا، وليس فقط البحث عن فرص للشركات السويسرية، وقال quot;نحن نريد أيضا أن نحافظ على أماكن العمل في سويسرا، ولذا فنحن نرحب بالاستثمارات الهندية المباشرة في بلادنا في مجالي الخدمات وصناعات التقنية الدقيقةquot;.

وقال دايس في حديثه مع سويس انفو، بأن وفد رجال الإعمال المرافق له قد تمكن من عقد لقاءات واتصالات جيدة يمكن أن تسهل له الدخول إلى السوق الهندية، وتفهم كيفية عمل النظام الاقتصادي فيها.

ولم يخف دايس حقيقة معاناة الشركات السويسرية (كغيرها من الشركات الأجنبية) في الدخول في المناقصات والعطاءات الكبرى في الهند، حيث تستولي الشركات المحلية على حصة الأسد فيها، بينما يمكن للتعاون المشترك بين الشركات السويسرية والهندية أن يمهد الطريق لمزيد من الفرص هناك.

مخاوف من البيروقراطية

في الوقت نفسه يتخوف بعض رجال الأعمال السويسريين من البيروقراطية في الدوائر الحكومية والرسمية في الهند، التي قد تعرقل سير العمل بالسرعة المعهودة في سويسرا، والتي يعتبرها الخبراء استنزافا للطاقات وإهدارا للوقت.

ويقول الكسندر يتسر من شركة نوفارتيس لصناعة الأدوية لسويس انفو، بأن الهند تستحق التهنئة على ما قامت به لضمان حقوق الملكية الفكرية وبراءات الاختراعات، ولكنها في الوقت نفسه تحتاج إلى إصلاحات كثيرة لتتحول إلى ساحة للشركات المتخصصة في البحث العلمي، للدخول في المجالات التجارية المختلفة في شبه القارة الهندية، وهي الرغبة التي ربما تدور في أذهان الكثيرين من رجال الأعمال السويسريين الذين كانوا في تلك الرحلة.

العلاقات السويسرية الهندية لا تقف عند هذا الحد، بل تدخل أيضا في مفاوضات منظمة التجارة العالمية، حيث يجمع بين البلدين مجموعة من الاهتمامات المشتركة لاسيما في المجال الزراعي، وسيلتقي دايس مع ناث بعد أيام قليلة على هامش أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (25-29 يناير) في الاجتماع غير الرسمي لوزراء الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية.

بين النمو والتنمية

زيارة وزير الاقتصاد السويسري إلى الهند على رأس وفد رفيع المستوى أعطت الفرصة للتعرف عن قرب على الهند، ليس فقط على الجانب الاقتصادي، بل أيضا في نواح متعددة، ولعل أهمها التعرف على هذا الشريك التجاري المقبل، الذي يحقق نموا إاقتصاديا هادئا ومتصاعدا بثبات، وماذا ينتظر الشركات السويسرية هناك، وكيف ستستقطب سويسرا المستثمرين الهنود إليها.

إلا أن هذا النمو الإقتصادي الكبير، لم تنتشر آثاره على جميع السكان، فنسبة كبيرة لا تزال تعاني من الأمية والفقر في مناطق مختلفة، بينما يتركز هذا النمو الإقتصادي في مناطق محددة.

شتان بين الأمس واليوم، زيارات الوفود السويسرية السابقة إلى الهند كانت للبحث عن احتياجاتها من المشاريع التنموية وبرامج المساعدات الإنسانية، والآن يتوجه وزير الاقتصاد ومعه وفد رفيع المستوى من رجال الأعمال، بحثا عن استثمارات هندية في سويسرا، وفتح فرص عمل لشركات سويسرية في الهند.