النفط في مفترق طرق بعد خسارته عشرة بالمئة في العام الجديد



لندن

أثار شتاء معتدل بصورة غير معتادة ومصادر جديدة لامدادات النفط وتباطوء نمو الاقتصاد في الولايات المتحدة أكبر مستهلك للطاقة في العالم تراجعا لاسعار النفط أكبر مما كان يتوقعه حتى أكثر المحللين تشاؤما.وتراجعت الاسعار بنسبة عشرة بالمئة منذ مطلع العام وهي وفقا لبيانات رويترز أشد خسارة منذ ديسمبر كانون الاول 2004 وتتجاوز كثيرا أي تراجع بسبب العوامل الاساسية وامتدت الى فئة السلع الاولية عموما.

ويحوم النفط الخام الامريكي يوم الجمعة فوق 55 دولارا للبرميل وهو مستوى فني رئيسي يمهد اختراقه السبيل أمام تراجع أعمق.وقد يشد تراجع النفط من عزم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) على تنفيذ تخفيضات متفق عليها للامدادات قدرها 1.7 مليون برميل يوميا.

وقال محللون ان عاملا أساسيا آخر في كبح التراجع قد يتمثل في ضخ أموال جديدة من صناديق الاستثمار حين يحدد مديرو الاستثمار مخصصاتهم السنوية.وقال ايفان سميث وهو مدير صندوق في يو.اس جلوبال انفستورز ومقرها تكساس quot;أعتقد أنه من السابق لاوانه التخلي عن سوق الخام بالكامل... لاتزال هناك الكثير من العوامل الداعمة.quot;

وقال quot;نرى أن السعر سينحصر على الارجح في نطاق بين 55 و65 دولارا للبرميل هذا العام مقارنة مع 66 دولارا للبرميل في المتوسط في 2006.quot;لكن ثمة أيضا مخاطر فورية اذا واصلت صناديق التحوط البيع بعد زيادة في صافي المراكز المفتوحة أي المراكز التي لم يتم تسويتها بعد.

وقال اوليفر جاكوب المحلل لدى بتروماتريكس في سويسرا quot;احتمال استمرار حركة التصحيح لايزال قائما. ليس مؤشرا جيدا أبدا عندما يحدث تراجع كبير كهذا مع مستويات مرتفعة من المراكز المفتوحة.quot;وقال انه اذا اغلقت اسعار النفط دون 55 دولارا فقد يمهد ذلك السبيل للنزول الى 50 دولارا للبرميل.

ويقل هذا السعر كثيرا عن مستوى 60 دولارا لبرميل الخام الامريكي الذي يعتقد على نطاق واسع أن أوبك تسعى للدفاع عنه كما يقل أيضا عن نطاق 55 الى 65 دولارا الذي يعتقد أن السعودية تريده.
ويتوقع المحللون الاقل تشاؤما أن تنجح أوبك في دعم السوق.

وفي أعقاب تراجع الاسعار بنسبة 25 في المئة من ذروتها القياسية 78.40 دولار لبرميل الخام الامريكي اتفقت أوبك على خفضين انتاجيين أحدهما قدره 1.2 مليون برميل يوميا بدءا من أول نوفمبر تشرين الثاني والثاني 500 ألف برميل يوميا من أول فبراير شباط.

ووفقا لحسابات دويتشه بنك فان تخفيضات أوبك السابقة نجحت في دعم الاسعار بنسبة حوالي 70 في المئة وكانت المنظمة أكثر قدرة على الالتزام بحصص الانتاج في أوقات نمو الاقتصاد.
وقال مايكل لويس من دويتشه بنك quot;نرى أن أوبك لاتزال مهمة... نرى أن النمو العالمي لا يتباطأ كثيرا.quot;