البعض وصفها بأنها quot;الدواء المرquot;...!!!
محاكمة quot;الكويزquot; بعد عامين من التطبيق

* المؤيدون : البروتوكول أنقذ المصانع من التوقف والاستثمارات من الانهيار.
* نجح فى زيادة صادراتنا للسوق الاميركى ..و منع إغلاقه امام المنسوجات.
* المعارضون: الاتفاقية بمثابة quot;الدواء المرquot;..ونحن نحتاج اليها ..ولكن!!!


محمد نصر الحويطى من القاهرة


اتفاقية الكويز...انها إحدى أكثر الاتفاقيات التي وقعتها مصر واثارة حولها القلاقل والانتقادات ...العجيب حقا أن تلك الاتفاقية وجدت من يدافع عنها ويشيد بها فى نفس الوقت الذى وجدت فيه من يشن عليها حربا شنعاء لاعنا من تسبب بأي حال من الأحوال فى دخول مصر بها...وبين الانتقادات المدوية والتحفيز الشديد انقضى عامان بالتمام والكمال على quot;اتفاقية الكويزquot; او التى يطلق عليها quot;اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلةquot; تلك التى وقعتها مصر مع إسرائيل واميركا بشأن السماح لصادرات مصر بدخول اميركا بشرط احتوائها على 11.8% من المادة الخام الإسرائيلية.

فى الرابع عشر من ديسمبر للعام 2004 تم توقيع بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة quot; الكويز بين كل من مصر والولايا ت المتحدة حيث يسمح البروتوكول لعدد من المنتجات والسلع المصرية بالنفاذ للسوق الامريكى دون اى رسوم جمركية او قيود كمية بشرط استخدام نسبة مكون اسرائيلى فى حدود 11.8 % من اجمالى القيمة المضافة للسلعة المصدرة .

وبعد مضى نحو عامين على الاتفاق لا يزال الجدل حول البروتوكول مشتعلا فى الاوساط السياسية والاقتصادية حيث يرى البعض انه لم يحقق اى نتائج فيما يى المصدرون والمتعاملون مع السوق الامريكى والعديد من الاقتصادين ان الاتفاق انقذ الالف المصانع من الاغلاق كما انه دعم استمرا ر تدفق صادراتنا من النسيج والملابس الجاهزة لسوق الامريكى فضلا عن مزاياه الكبيرة فى تشجيع تدفق الاستثمارت العالمية على مصر للعمل فى قطاع النسيج للاستفادة من مزاياه .كما يعتبر المؤيدين للاتفاق عدم تشريد نحو 125 الى 250 الف عامل كانو مهددين بقد اعمالهم من اغلاق مصانع للنسيج اكبر ميزة للاتفاق الذى لا يرتب اى التزامات على الجانب المصرى فيما تتحمل الولايات المتحدة كل اعبائه مما حدا ببعضهم الى التاكيد على ان البروتوكول افضل من اتفاق المشاركة باعتبار ان الاخير يرتب التزامات واعباء متبادلة فيما يحقق البروتوكول المزايا لمصر دون ان يحملها اية التزامات .

وبعد عامين على توقيعه لاتزال quot; محاكمة quot; بروتوكول الكويز مطروحا فى الاوساط السياسية و الاقتصادية حيث تحاول (ايلاف) فى السطور التالية التعرف على حقيقة quot;الكويزquot; من خلال الارقام و البيانات التى تحدد ما اذا كان الاتفاق قد نجح ام فشل فى تحقيق اهدافه و التعرف على وجهات نظر الخبراء والاقتصاديين و وعدد من رجال الاعمال الذين لهم تجارب مع السوق الامريكى .
الرافضون للاتفاق يرون انه لم يقدم الكثير للصناعة المصرية التى تعانى من المشاكل والاعباء وبالتالى فان البروتوكول لن يكون بحال من الاحوال مفيدا .


مشاكل الصناعة
يشير رئيس وحدة البحوث باكاديمية السادات للعلوم الادارية الدكتور عبد المطلب عبد الحميد الى اهمية النظر الى الطاقة التصديرية وهو امر كان ينبغى التركيز عليه قبل ان يضع المستثمرون احلامهم على الاتفاقية مؤكدا ان الطاقة التصديرية للصناعة بطبيعتها ضعيفة ومن ثم كان الحديث عن الاتفاقية حديث عن امور اكبر من قدرات الاقتصاد القومى.

ونفى ان تكون quot;الكويزquot; هى طوق النجاه لصناعة الغزل والنسيج والملابس الجاهزة معتبرا ان القيمة فى دفع القدرة التنافسية للمنتج المصرى بما يعنيه ذلك من متطلبات زيادة القدرة الانتاجية والتصديرية حتى يمكن تعظيم الاستفادة مشيرا الى ان الصناعة تحولت الى quot; جثة هامدةquot; وذلك على حد تعبيره بعد ان بلغت مشاكلها مداها وعجزت الحكومة ان تضع تصورا او برنامجا للخروج بها من ازمتها.
الامين العام لاتحاد المستثمرين العرب السفير جمال بيومى يرى ان التعاون العربى يمكن ان يكون البديل الافضل لدفع معدلات النمو فى البلدان العربية الى المعدلات المطلوب بدلا من اللجوء الى امريكا واسرائيل .

الدواء المر
ويقول مجدي طلبة شركة كايرو قطن سنتر ورئيس المجلس التصديري للملابس الجاهزة ان بروتوكول المناطق الصناعية المؤهلة المعروف بـ quot;الكويز quot;يمكن اعتباره الدواء المر الا كان ضروريا لصادراتنا من الملابس الجاهزة والمنسوجات خاصة مع الغاء نظام الحصص بالنسبة للصادرات للسوق الامريكى اعتبارا من اول يناير 2005 حيث كانت صادرتنا للسوق الامريكى مهددة بالتوقف .
ويشير الى النتائج الايجابية التى تم تحقيقها على ارض الواقع من البروتوكول الذى تم توقيعه فى اخر 2004 وبدا تفعيله فى الربع الاول من 2005 موضحا انه من غير الصحيح ما يتردد عن البيروتوكول وعد الاستفادة منه او انه الزم الشركات باعباء كبيرة او ان فائدته تقتصر على الجانب الاسرائيلى .


ويوضح مجدى طلبة ان الصادرات المصرية من الملابس الجاهزة والمنسوجات للسوق الامريكى حققت طفرات ملحوظة الفترة الماضية كما لا يفرض البروتوكول اى التزامات او اشتراطات مشددة على مصر على عكس البروتول بين الولايات المتحدة والاردن حيث يتضمن اشتراطات من بينها الزام المنتج بتقديم بيانات عن كل امر وان يستخدم المكون الاسرائيلى فى نفس المنتج والصفقة التى تم الاتفاق عليها مما يعنى التعرف على الاسرار والمعلومات عن الصناعة المحلية وهذا لم يحدث فى البروتوكول مع مصرحيث يمكن للمصدر شراء مواد صباغة وبيعها للمصابغ دون ان تدخل فى الشحنات التصديرية فيما يسمح الاتفاق لمنتجاتنا بالنفاذ الى السوق الامريكى دون جمارك حيث تصل الجمارك الى ما بين 16 الى 36 %

تكلفة المنتج النهائى
ويقول رئيس المجلس التصديرى للملابس الجاهزة ان هناك فرق بين سعر الخامة وتكلفتها على المنتج النهائى وان نسبة المكون الاسرائيلى لا تتجاوز 2.5 الى 3 % من اجمالى التكلفة النهائية للمنتج رغم ان الخامات الاسرائيلية ليست الارخص بالمقارنة بالخامات والمستلزمات المثيله المستوردة من دول شرق اسيا الا انها فى نفس الوقت لاتزيد عن الاسعار الاوروبية وفى النهاية يتفيد المصدر من الغاء الجمارك التى تصل الى 36 % على الواردات موضحا ان الاهم فى الاتفاق انه وجه الصناعات المصرية باتجاه العمل فى البوليستر حيث ترتفع الجمارك على الواردات الامريكية من الملابس والمنسوجات التى يستخدم فيها البوليستر او يتم انتاجها منه بالكامل فيما تعد قيمة الجمارك الامريكية على الواردات من المنسوجات والملابس القطنية فى ادنى مستوياتها وبالتالى تطورت صناعتنا ووصلت الى مناطق كانت تعانى من الاهمال لعقود طويلة .


ويرى مجدى طلبة ان صادرات الملابس الجاهزة حققت طفرة كبيرة خلال الفترة من يناير الى نوفمبر 2006 حيث بلغ معدل النمو 4ر71 % وان صادرات الكويز بلغت 3ر748 مليون دولار وبلغ إجمالي عدد الشركات المصدرة والمسجلة 166 شركة حتى نهاية سبتمبر الماضي مشيرا الى انه من المنتظر ان ترتفع حصيلة صادرات المنسوجات والملابس المصرية للسوق الامريكى وفقا لاتفاق الكويز الى 1.3 مليار دولار بنهاية العام الحالى وفقا للمؤشرات والارقام الاولية فيما تزيد صادرات القطاع الى العالم الى نحو 2.5 مليارد ولار ليصبح القطاع ثانى اكبر قطاع صناعة تصديرى بعد البترول .

اهداف تصديرية
ويشير رئيس شركة كايرو قطن الى ان برامج العمل فى القطاع تستهدف تحقيق صادرات تصل إلي 3 مليارات دولار وتوفير 730 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة عام 2010 لصناعة صادرات الملابس الجاهزة وإنشاء موقع اليكتروني خاص بمصدري الملابس يضم بيانات كاملة عن جميع العملاء الأجانب الذين يتعاملون مع السوق المصري وكل ما يتعلق بالقوانين واللوائح التي تؤثر علي صناعة الملابس الجاهزة خاصة وانه اصبح لدينا قاعدة بيانات تم انشاؤها بالتعاون مع الشركاء الاجانب موضحا ان أهم الدول المستوردة للملابس الجاهزة المصرية خلال النصف الأول من عام 2006 هي الولايات المتحدة الأمريكية حيث بلغت صادراتنا لها من الملابس الجاهزة 385 مليون دولار بنسبة 61 % كما بلغت صادراتنا للاتحاد الأوروبي 226 مليون دولار بنسبة 36 % خلال نفس الفترة وباقي دول العالم بلغت صادراتنا لها 18 مليون دولار بنسبة 3 % .


ويضيف ان الاستفادة الاكبر بالكويز وهو اتفاق غير ملزم ويمكن ان يستر 3 او 4 سنوات ولايحتم علينا فتح اسواقنا للمصدر الامريكى او تقديم اى مزايا تتطلب تاهيل الشركات الانتاجية حيث ان المشكلة الان اصبحت فى المصدرين بعد ان سبقت الاجراءات الحكومية جهود وخطوات القطاع الخاص الذى قد يشهد بعض حالات الكسل غير المفهومة او المبررة حيث قمت الحكومة بكل ما عليها من اجراءات والقت الكرة فى ملعب المنتجين والمصدرين الذين اصبح عليهم واجب تطوير مصانعهم وتاهيله تكنولوجيا وتسويقيا واستخدام وسائل الاتصالات الحديثة لان المستورد الان يرغب فى متابعة الصفقات والالمام بمراحل تطورها داخل المصنع وومتابعة الامر وما اذا كان فى الصباغة ام فى المقص وهذا يتطلب تحديث التكنولوجيا وانه من غير المقبول الان الا يكون لمصنع او شركة بريد الكترونى E- Mail او موقع على شبكة الانترنت .

التعاون العربى
ويقول جمال بيومى ان التنمية فى مصر فى حاجة لاستثمار نحو 30% من الناتج القومى فى حين لايمكن ادخار سوى نصف هذا الرقم فقط ومن ثم فانه يجب البحث عن كيفية سد الفجوة بين الادخار وماينبغى استثماره وذلك اما بالاقتراض او فتح المجال للاستثمار المباشر المصرى والعربى ايضا مؤكدا ان التجارة ليس هدفها التصدير فقط وانما الهدف فى القيمة المضافة للاقتصاد القومى وخلق وظائف كما ان الاستثمار ايضا ليس هدفا فى حد ذاته وانما الهدف هو اضافة لميزان المدفوعات والميزان التجارى.


واشار بيومى الى ان الخروج من تلك المشكلة يتطلب النظر الى المجتمع الدولى من خلال اتفاقيات تجارية وايضا فتح الباب لاستثمارات مباشرة عربية ومحلية مشددا على اهمية المنطقة العربية فى خلق استثمار قوى من خلال تفعيل التجارة العربية البينية التى وصلت الى 11% حتى الان فضلا عن زيادة معدلات الاستثمار العربى فى مصر مؤكدا انه من المصلحة عمل منطقة تجارة حرة مع امريكا لان عدم اقامتها يعد خسارة للاقتصاد القومى اكثر مما هى لامريكا وارجع السبب فى ذلك الى ان كل دولار تصدره مصر لامريكا تستورد مقابله 6 دولارات مما يعنى خسارة للاقتصاد القومى.


ويشيرالسفير جمال بيومى الى ان العلاقة مع اسرائيل ليست ممثلة فى quot;الكويزquot; فقط وانما هناك مصالح اقتصادية اخرى داعيا الى فكرة اخراج الكويز من العلاقات الاسرائيلية المصرية وفى ذات الوقت رحب بيومى بالتعامل مع اسرائيل طالما ان ذلك يخدم المصلحة القومية كاشفا عن قيامه بمهام دبلوماسية فى اسرائيل خدمة للصالح القومى.


ويصف الامين لام لاتحاد المستثمرين العرب الكويزبانها اتفاقية quot;مستفزةquot; وليست مشجعة على التصدير منتقدا الذين شجعوا على توقيع الاتفاقية من البداية وانها انها تخدم مصالح عددا محدودا من رجال الاعمال .


على الجانب الاخر يرى عدد من رجال الاعمال والمتعاملين ان الاتفاق انقذ صادرات النسيج للسوق الامريكى من التوقف كما انقذ العديد م نالمصانع من التوقف موضحين ان البروتوكول ساعد على تدفقالاستثمارت وزيادة الصادرات وتحقيق مكاسب كبيرة للقطاعات الاقتصادية لا يمكن اغفالها .