شرودر محامي بوتين في المانيا

اعتدال سلامه من برلين

مع ان الاجواء الطبيعية التي احاطت بلقاء المستشارة الالمانية انجيلا ماركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين نهاية الاسبوع كانت رائعة، فاللقاء عقد على شاطئ البحر الاسود الا ان النتائج لم تكن بحجم توقعات برلين لان قضية تزود المانيا بالغاز الطبيعي والنفط بعد مشكلة الطاقة التي تعرضت لها مع بلدان اخرى قبل فترة وجيزة اصبحت تشكل هاجسا حقيقيا، بل وجدت نصف حل مما دفع بالكثيرين الى القول انتهت القمة الا ان الارباك والقلق مازال قائمان. فهناك عقود لاستيراد الغاز لكن يجب احاطتها بضمانات اكثر مما عرضه بوتين حتى الان لان الاستراتيجية الروسية مازالت ترهن اوروبا لها ومشاكلها مع البلدان التي تمر فيها الانابيب لم تحل بعد .


وبناء عليه من المنتظر ان تصبح هذه النقطة سببا لاعادة النظر في اتفاق الشراكة والتعاون المخطط له بين الاتحاد الاوروبي وروسيا. الا ان بوتين اكد في لقائه مع ماركل انه على استعداد لاجراء حوار مع بلدان الاتحاد الاوروبي من اجل اعتماد استراتيجية تمثل مصالح الطرفين، وهذا يتعارض مع طرح بولندا التي تريد الثأر من روسيا لانها تسد الطريق امام تصديرها اللحوم على انواعها، مما يجعل العثور على صيغة مشتركة من الامور الصعبة.


ومقابل تزايد الانتقادات في برلين لسياسة بوتين والمطالب بالبحث عن مصادر اخرى للطاقة خاصة الغاز الطبيعي والنفط حصد الرئيس الروسي الثناء والاطراء من المستشار الاسبق الاشتراكي غرهادر شرودر. ففي محاضرة له في العاصمة مساء امس دافع بشدة عن صديقه الروسي بالقول علينا ان ندين بالكثير للشراكة الروسية ويجب ان لا ننسى الدور المهم والبناء الذي تقوم به موسكو في اوروبا. ومن وجهة نظره فان بوتين يسلك الطريق الى الاستقرار والواعي والصحيح.


كما وصف النقد الموجه الى الكرمل ان فيما يتعلق بالسياسة الداخلية او الخارجية بانه انفعالات مناهضة لروسيا وقصد بذلك التهم الموجهة اليها فيما يتعلق بوضع الصحافين ومقلت بعضهم، فمن وجهة نظره في بلدان اخرى يقتل صحفيون ولا يريد البحث عن عذر لروسيا لكن على المرء تفهم الوضع والخصوصيات الروسية الداخلية، كما ذكر بانها حققت حتى الان نجاحا فيما يتعلق بتثبيت دولة القانون. وهذا الحديث دفع بمنتقدي شرودر الى القول لو اغمضنا اعيننا ونصتنا لما يقال لاعتقدنا ان المحاضر هو سفير روسيا في المانيا.


والجدير بالذكر ان المستشار الاسبق يتمتع حاليا بمنصب رفيع في مجلس ادارة اتحاد شركات غازبروم الروسي التي تزود المانيا وغيرها بالغاز عبر بحر البلطيق كما تبنى قبل سنوات قليلة فتاة روسية لذا يعتبر السياسي الالماني الوحيد الذي له علاقات عميقة مع روسيا.