الأسهم السعودية قادت الجميع للهبوط
quot;فوبياquot; التراجعات quot;المرعبةquot; تطل من جديد على الأسواق العربية

bull; المحللون: البورصات العربية قد تدخل quot;النفق المظلمquot; لو لم يتحرك المسئولون.
bull; حالة المستثمرين النفسية غير جيدة مع اقتراب فبراير الحزين.


محمد نصر الحويطى من القاهرة


اطلت من جديد فوبيا التراجعات المرعبة على الأسواق العربية وبلون احمر قانى اصطبغت مؤشرات معظم بورصات المنطقة خلال تعاملات اليومين الفائتين ودخلت اسهمها فى معترك جديد من التردى ذلك الذى بات سمة رئيسية لها منذ الأشهر الأولى من العام المنصرم خاصة اسهم بورصات السعودية ومصر والكويت ..وتجلى واضحا ان الأغلبية العظمى من الأسواق العربية تتجه من جديد نحو (نفق مظلم) يتزامن مع الذى دخلته فى (اذار) من العام الماضى ولازالت تعانى من تبعات خسائره.


استراتجيات المستثمرين
وبيد أن الأيام الفائته القليلة بالعام الجديد شهدت تطورا ونشاطا معقولا فى اسواق بعض البلدان العربية كمصر ودبى الا ان التراجع الذى منيت به نظيراتها الكويتية والسعودية القى بظلاله من جديد على تلك النشطة نسبية ليقودها الى منطقة من الأنحدار لا يعلم الكثيرون ستنتهى اين ومتى.

اما الملفت للنظر حقا هو ان البورصات العربية عادت من جديد لتتأثر ببعضها البعض على الرغم من انها قد تركت تلك الخاصية ورائها لفترة طويلة وظل كل سوق يسير وفق استراتيجيات مستثمريه...فالسوق السعودى شهد اداءا معقول خلال الأيام المنقضية رغم ما خيم على اسواق الخليج المجاورة من تردى الا انه عاد منذ يوم الأربعاء ليسجل هبوطا مدويا زاد عن الثلاثة بالمئه وقاد معه باقى اسواق المنطقة المحيطه.
وتعتبر الحالة النفسية للمستثمرين هى السمة المحركة لاسواق كل المنطقة فى هذا الوقت من العام خاصة وان الفترة التى انقلبت فيها المؤشرات راسا على عقب بدأت تلوح فى الأفق مما جعل الحالة النفسية للمستثمرين وحتى الجانب غير مطمئنة بالمرة.


حركة المؤشرات العربية
وكانت البورصة المصرية خلال تعاملات جلستى الثلاثاء والأربعاء قد شهدت انخفاض في مؤشرات الاداء حيث اغلق مؤشر CASE30 الرئيسى الذى يقيس اداء اعلى 50 شركة منخفضا ليسجل 6452.13 نقطة بانخفاض يزيد عن 1.5% فى يومين , فيما المؤشر السعودى بنسبة تزيد عن 5% خلال اليومين الفائتين مسجلا مستوى 86ر6987 نقطة.


هوى مؤشر السوق السعودية اليوم الأربعاء دون مستوى الـ 7 آلاف نقطة، للمرة الأولى منذ أكتوبر/تشرين الأول من العام 2004، ضاربة بذلك عرض الحائط بمليارات الريالات التي أعلنتها الشركات المدرجة كأرباح عن العام 2006، فيما أرجع محللون سبب ذلك إلى تعرض الأسهم لموجات بيع عارمة، تزامن معها غياب واضح للطلبات خاصة على الشركات الكبرى بقيادة البنوك والاتصالات.

وأغلق المؤشر العام منخفضاً بنسبة 2.36 % بما يعادل 168.56 نقطة، ليصل إلى 6987.86 نقطة، بما يمثل أدنى مستوى له من 27 شهراً تقريباً، فيما كانت خسائر المؤشر خلال الجلسة قد وصلت إلى 4%، فيما يرى محللون فنيون أن كسر حاجز الـ 7000 نقطة، يعطي إشارات سلبية على احتمالات مزيد من الانخفاض خلال الفترة القادمة، خاصة وأن معنويات المتداولين ستتأثر سلباً بشدة بهذا الإنزلاق.

تراجعت البورصة الكويتية متأثرة بتراجع اغلبية بورصات المنطقة الاربعاء ولازالت تعاني من ضعف واضح في أحجام وقيم التداولات، رغم بدء الشركات في الإعلان عن أرباحها السنوية للعام 2006، والتي تظهر معدلات نمو جيدةquot; , وهو نفس الحال بالبورصة المصرية.
وخسر مؤشر الأسهم الكوينى العام خلال جلستي الثلاثاء والأربعاء ما يزيد عن 60 نقطة ليصل إلى مستوى 1ر9704 نقطة , وكذلك الحال بالنسبة

في استمرار نزيف الخسائر في سوق الدوحة للأوراق المالية، وفقد المؤشر 60 نقطة (الأربعاء) أخرى تمثل 0.87 % من قيمته، رغم قيمة التعاملات القياسية التي شهدها السوق وبلغت للمرة الأولى منذ بداية العام نحو 506.5 ريال .


اما بورصة البحرين فقد شهد مؤشرها تراجعا نسبته 1.25% ليومين متأثرا بنفس الموجة التراجعية المرعبة التى تتزامن مع انهيارات فبراير (شباط) من العام الماضى 2006.


العشوائية
وللمستثمرين سياسة غريبه فى المضاربة فى كافة اسوق المنطقه هى الأشبه ب (العشوائية) ndash;ان صح التعبير- فالمتاجرة السريعة والتنقل العشوائى بين سوق والأخر اصبحت علة بين المستثمرين العرب ومن ثم جعلت مبيعاتهم فجائية لا مبرر لها الأمر الذى ادى الى هبوط مؤشرات الأسعار بشكل واضح فى كل اسواق المنطقة العربية.

ان المستثمر العربى يبتغى فى الوقت الحالى توزيع محفظته المالية على اكثر من سوق وكأنه (تزوجها مسيارا) فينتقل من هذه الى تلك دون يقينا منه فى بناء سوقا قوية يربح من خلالها على الأجل الطويل حتى لو كانت سوق بلاده , فلا يهتم الكثير من المستثمرون بما يعلن من انباء ايجابية حول شركات السوق ولكن اهتمامهم ينصب كله فى بوتقة واحده وهى المضاربة السريعه , وما ساعدهم على ذلك هو الربح العالى الذى حققه بعضهم فى وقت قياسى .

والغريب ايضا أن معظم هؤلاء المستثمرين فضلوا المضاربة على الاستثمار الطويل الأجل، طمعاً في تحقيق ثروة سريعة وبالتالي تجاهلوا المؤشرات المالية ومؤشرات الربحية عند اختيار أسهم الشركات الجيدة، أو الشركات المناسبة. وشجعهم على المضاربة سهولة البيع والشراء ومتابعة حركة الطلب والعرض والتداول من خلال أجهزة الكمبيوتر المتوافرة، سواء في منازلهم أو مكاتبهم أو من خلال تواجدهم في مكاتب الوسطاء أو قاعات التداول في الأسواق المالية.


ثقافة استثمارية غريبة
الخبراء يرون ان كل من الطمع، وانخفاض الوعي الاستثماري، وسهولة الحصول على القروض من البنوك العربية ، لعبت دورا دوراً محوريا فيما تشهده اسواق الأسهم العربية حاليا، فتضاعف حجم التداول في معظم الأسواق المالية الخليجية والعربية نهاية العام الماضي إلى مستويات قياسية فاقت كل التوقعات كان لابد له من عودة تصحيحة لكنها للأسف الشديد ابقت تبعاتها حتى الأن فخلقت ثقافة استثمارية جديدة غريبة ترفض الأستثمار طويل الأجل وتحفز المخاطر مقابل تحقيق مكاسب مالية كبيرة وسريعة لكنها للاسف الشديد لا تبنى اسواق ولا مستثمرين.

ولعل تراكم تلك الثقافات العشوائية فى الأستثمار هى التى اودت بالأسواق العربية حاليا الى ما تشهده من تراجعات وانخفاضات غير طبيعية وغير مبررة فسوق الأسهم السعودى اضاع ثروات العديدون وها هو الكويتى يقصم ظهور مستثمريه كما فعل المصرى فى اذار المنقضى .
فوبيا التراجعات
انها حقا فوبيا التراجعات العشوائية ...هكذا يقول عمرو العراقى مدير علاقات المستثمرين ب quot;مباشر مصرquot; وخبير اسواق المال العربية والذى يضع اسبابا عديدة للتراجعات الفجائية التى تمنى بها اسواق المنطقة بين الحين والأخر على رأسها تزايد اعداد المضاربين من (الهوامير) بالأسواق العربية ككل اولئك الذين وجدوا ان هناك مكاسب سريعه من جراء تلك المضاربات ومن ثم اتخذوها منهجا لهم متجاهلين الأستثمار طويل الأجل بكل مميزاته.

ويقول العراقى ان الهيئات العربية المسئولة عن الأسواق المالية لم تتخذ ndash;للاسف الشديد- اى خطوة فعالة لصد اولئك الهوامير او منعم من تنفيذ مضاربتهم الضارة مدللا على ذلك بما يشهده السوق المصرى خلال الأيام الحالية من صعودات غريبه الأطوار لاسهم لم نسمع عنها من قبل يتلاعب بها متأمرون فيما تتراجع الأسهم الكبرى وتقود معها المؤشرات المصرية للهبوط المرعب .

ويعود عمرو العراقى ليؤكد ان ما يصيب سوقا بعينه من تراجع لا يعتبر مؤشرا سلبيا لتراجع باقى الأسواق كما يحدث الأن ..فعلميا وفنيا لا توجد مبررات لهذه الفوبيا التراجعية لكن عقول المستثمرين العرب لازالت بعيدا عن الأستثمار الصحيح.