عبدالله الجعيثن
العنوان أعلاه وصف عربي بليغ للديون، ويكفي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استعاذ من الدين وقرنه بالكفر فقال: quot;اللهم إني أعوذ بك من الكفر والدين وغلبة الرجالquot; أو قهر الرجال..

والذين قصمت الأسهم ظهورهم هم الذين استدانوا مع الأسف، وشجعتهم البنوك على ذلك بمختلف الطرق حين كان السوق يرتفع ارتفاعه المجنون،، فالذي لديه أسهم منحته تسهيلات بنكية (ديون) بضمان أسهمه أو أعطته (مرابحة سنوية= ديون أيضا) والذي اشترك في صناديق البنوك للمتاجرة في الأسهم السعودية عرضوا عليه أن يستدين من البنك بضمان ماله الموجود في الصندوق، والذي لا يملك شيئاً غير راتبه أغروه بأخذ دين كبير يسدّد بالتقسيط من مرتبه ليلحق بطفرة الأسهم كما زعموا،، وكثيراً ممن أخذوا قروضاً بضمان مرتباتهم اشتروا بها أسهماً ثم أخذوا قروضاً أخرى بضمان هذه الأسهم (ديون مركبة) ومن وضع القرض الذي حصل عليه بضمان مرتبه مصدر رزقه ووضع القرض في احدى صناديق البنوك للمتاجرة في الأسهم السعودية عرضوا عليه قرضاً آخر بضمان ماله في الصندوق (دين مركب) ومع أن الفوائد الرسمية على الريال كما حددتها مؤسسة النقد وقتها كانت عامي ( 2005- 2006م) في حدود واحد ونصف في المئة إلا أن بنوكنا كانت تأخذ على المقترضين فوائد عالية خيالية مركبة تتجاوز العشرة في المئة!

وحين هوى السوق من حالق كطائر أصابته رصاصة وهو يحلق عالياً، كشرت البنوك عن أنيابها في وجه المقترضين وأصحاب التسهيلات، وحين كان موظف البنك يقول للعميل ليغريه بأخذ القرض (عمّي.. عمّي!) صار يريه العين الحمراء حين نزل السوق ويكلمه بلهجة التهديد ويقول هذه أموال مودعين وكأنها حين أقرضه لم تكن أموال مودعين..

لقد كتبت في أول عام 2006مقالين طويلين بعنوان (ظاهرة التساهل بالديون) صرخت فيهما محذراً من الديون ومخاطرها الوخيمة ولكن حصل ما حصل مما يعرفه الجميع وغرق الكثيرون في مستنقع الديون، وليس الهدف الآن الحديث عن الماضي بل مطالبة المصارف والبنوك بتخفيف الفوائد المحسوبة على القروض فهي جائرة، والمقترضون على رواتبهم خسروا وصارت فوائد البنوك تأكل طعام أطفالهم في وقت اندلع فيه التضخم وارتفعت أسعار السلع كلها سوى الأسهم التي ورطت المجتمع.