رانيا تادرس من عمان

رغم أن اختيار مدنية البتراء (250كم جنوب عمان) كإحدى عجائب الدنيا السبع ألا أن التوقعات الاقتصادية المأمولة تتعلق بالمنتج السياحي الأردني وليس بالمواقع السياحية والأثرية المنتشرة في معظم المناطق الأردنية . ورأى محللون أن quot; العوائد السياحية المتوقعة من هذا الموسم ربما تستفيد من الترويج الإعلاني الذي رافق حملة التصويت خلال الأشهر الماضية لكن هذا لا يعني طبعا تدفق أفواج السواح بقوة إلى الأردن في ظل الخدمات والعوائق الحالية التي تعاني منها البتراء quot;.

وفي التفاصيل ، اعتبر الكاتب الاقتصادي حسن الشوبكي أن quot; التأثير الاقتصادي المترتب عن فوز البتراء بالمرتبة الثانية كأعجوبة من عجائب الدنيا السبع بحاجة للتركيز على المنتج السياحي الأردني في البتراء وكذلك المناطق المجاورة لها عبر وضع خطة إستراتيجية من شأنها quot; زيادة عائدات السياحية لتصل إلى 30% من الناتج المحلي الإجمالي ،وجعل الاقتصاد الأردني متخصص كاقتصاد سياحي واجتماعي quot;.

وحول الخطوات العملية التي على وزارة السياحية الأردنية وكذلك القطاعين الخاص والعام القيام بها من اجل تحقيق هذه النسبة بين الشوبكي انه quot; لابد من حركة استثمارات يصل حجمها إلى 5 مليارات دولار خلال العامين المقبلين من رجال الأعمال في الأردن والعالم quot;. كما أن quot; تطوير البنية التحتية في البتراء عبر استحداث الطرق السياحية التي تدلل على المعالم الحضارية والتاريخية لهذا الموقع ، وكذلك عمل بوابات سياحية لربط البتراء بالمعالم السياحية المجاورة له في منطقة الجنوب خصوصا العقبة والشوبك لتصبح منظومة سياحية متكاملة ،إضافة إلى quot;إنشاء مطار متكامل يتحمل حركة سياحية داخلية وخارجية يعد عامل جذب مهم quot;.

وتابع أنه quot; لابد من زيادة عدد الغرف الفندقية لتصل إلى 10000 الآلاف لتستوعب الوفود السياحية لاسيما أن عدد الغرف الحالية تصل 2000 غرفة في مختلف فنادق البتراء quot;. ومن عناصر الجذب في البتراء عمل quot;تلفريكquot; ليتمكن الزائر من التحليق فوقها والاستمتاع بالمناظر الموجودة،إلى جانب الاهتمام أكثر بنظافة البيئة وكما انه quot; من الضروري زيادة الأنفاق على الخطط الترويجية والتسويقية للمناطق السياحية فيها بحسب الشوبكي .

متوقعا انه quot; في حالة تنفيذ هذه الخطة الترويجية سيزور البتراء أكثر من مليون سائح إضافة إلى quot;تخفيض نسبة البطالة( 14 % حسب الأرقام الرسمية الأردنية ) عبر فرص العمل التي تخلق في هذه المشاريع الاستثمارية quot; . وذكر أن quot; quot;مساهمة القطاع السياحي حاليا حسب الأرقام الحكومية الرسمية في الناتج المحلي تتراوح بين 11الى 13 % من الناتج المحلي الإجمالي حيث يزور المناطق السياحة حوالي 100 إلف سائح تستحوذ البتراء على 8% من أقامة السواح فيها

من جانبه ،قال خبير مطلع في الشؤون السياحية الأردنية أن quot;المهم ليس الفوز بهذا التصنيف العالمي الغير رسمي ،بل المطلوب إزالة العوائق أمام تطوير المنتج السياحي الأردني quot;. موضحا ابرز العوائق انها quot; تتمثل بضعف الترويج الداخلي والخارجي وعدم جاهزية البنية التحتية فيها علاوة عن افتقارها لمرافق عامة ، خصوصا انها quot; لم تشهد أي تطور نوعي منذ سنوات طويلة من شأنها منح السواح وقتا كافيا للاستمتاع بجمالية المنطقة الوردية quot;.

مضيفا أن quot; وكالات السياحية المحلية ما تزال غير قادرة على فتح أفاق تسويقية على الخارج إضافة إلى ضعف وعجز البعثات الدبلوماسية الأردنية على ترويج البتراء وغيرها من المناطق السياحية الأردنية معيقات يجب أيجاد حلول لها لجذب السواح وتحقيق عائدات اقتصادية جديدة للاقتصاد الأردني quot;.

إلى ذلك ، أعلن رئيس الوزراء الأردني الدكتور معروف البخيت أمس خلال رعايته المؤتمر الأول بعنوان البتراء مركز الثقافة الإنسانية بإنشاء صندوق البتراء لتطوير البنية التحتية وكذلك بناء قصر للمؤتمرات فيها بعد فوزها في المرتبة الثانية من عجائب الدنيا السبع .