نيويورك: اقتحم سعر برميل النفط السنة الجديدة بقوة بوصوله الى عتبة المئة دولار في نيويورك مستفيدا من توترات جيوسياسية متزايدة ومن ضعف الدولار المستمر، ما دفع الذهب ايضا ملك المواد الاولية الى اعلى. ففي نيويورك حطم سعر برميل النفط الخام الخفيف quot;لايت سويت كرودquot; رقمه القياسي بالغا للمرة الاولى في تاريخه المئة دولار. وفي الساعة 18.30 تغ عاد سعر البرميل تسليم شباط / فبراير وانخفض ليقفل على 97.74 دولارا.وفي لندن، تجاوز سعر برميل نفط برنت من بحر الشمال حد 97 دولارا التاريخي وبلغ 97.74 دولارا. وفي جولة واحدة قفزت الاسعار بما لا يقل عن ثلاثة دولار. وفي نفس الوقت لمعت اونصة الذهب بكل بريقها وبلغت 859 دولارا محطمة رقمها القياسي التاريخي ( 850 دولارا ) الذي يعود الى كانون الثاني / يناير 1980 خلال الازمة النفطية الثانية والثورة الاسلامية في ايران.
واعلن روبرت موتفوسكو من شركة سوكدن للمتعاملين في البورصات quot;عادت الاموال الى السوق مع بداية السنة، لدينا المزيد من المشاكل في نيجيريا وكذلك ثمة قلق مما سيجري في باكستان واخيرا نتوقع انخفاض المخزون في الولايات المتحدةquot;. وفي ظروف امدادات تعتبر غير مستقرة، تسبب تصاعد العنف في نيجيريا، اول منتج نفط افريقي، في احداث الشرارة المتوقعة منذ اسابيع: وكانت السوق منذ نهاية تشرين الثاني/نوفمبر ساخنة وتشهد مضاربة حول تجاوز عتبة المئة دولار الشهيرة للبرميل. ويأتي الارتفاع الجديد، والمتوقع بسبب تزايد الطلب العالمي على الطاقة، فضلا عن مخاوف تتعلق بالإمدادات وتقارير عن عجز دول أوبك على تلبية الاحتياجات بحلول 2024.
واعلن البيت الابيض ان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش لن يأمر باستخدام الاحتياطي الاستراتيجي من النفط لخفض الاسعار في السوق. وكشف تقرير وزارة الطاقة عن تراجع الاحتياط الأميركي من النفط الخام، في سابع تراجع على التوالي لمخزون أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وفي الغضون يتوقع المحللون أن يضع ارتفاع الطلب وعدم الاستقرار الجيو-سياسي ضغوطاً على أسعار المادة الحيوية في مطلع العام الحالي.
يذكر ان الصين بدأت في نهاية العام الماضي بناء مخزون استراتيجي من النفط، ما جعل السوق تتحسب لاحتمال شرائها كميات كبيرة من الخام زيادة على ما تحتاجه للاستهلاك. ويتوقع كثير من المحللين ان تأخذ منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تلك الزيادة في الاسعار في اعتبارها عندما تجتمع مطلع الشهر المقبل في فيينا لتقرير مستوى انتاجها من النفط.
وقتل ما لا يقل عن 12 شخصا خلال عيد نهاية السنة في هجوم على مركزي شرطة وفندق شنه مسلحون في بورت هاركورت المركز النفطي في نيجيريا. وكان انتاج ذلك البلد الذي يقدر بنحو 2.1 مليون برميل يوميا، قد فقد ربعه بين 2006 و2007. واوضح جون كيلداف المحلل في شركة غلوبل quot;ان ذلك يزيد من المخاوف ان تعرقل عودة الفوضى في ذلك البلد مجددا تسليم النفط الى السوق الدوليةquot;.
وكان ارتفاع حدة التوترات الجيوسياسية في باكستان بعد اغتيال رئيسة الوزراء سابقا بنازير بوتو الاسبوع الماضي دفعت باسعار النفط الخام الى الارتفاع. وارجئت الانتخابات التشريعية التي كانت مقررة في الثامن من كانون الثاني/يناير الى 18 شباط/فبراير المقبل. ورغم ان باكستان لا تنتج نفطا، يقع ذلك الحليف الاساسي للولايات المتحدة في منطقة استراتيجية بامتياز ويملك السلاح النووي. ويندرج الحدث في سياق مخاوف مستمرة حول توازن السوق. ويعرب المتعاملون عن القلق من ان لا يكفي العرض لتلبية الطلب المتزايد بقوة.
وتخشى السوق من نفاذ المخزون النفطي في الولايات المتحدة. وبالنسبة للاسبوع الذي انتهى في 28 كانون الاول/ديسمبر يتكهن المحللون الخميس انخفاضا لمخزون النفط للاسبوع الثالث على التوالي. ولم يفاجئ ارتفاع اسعار المعدن الثمين بالموازاة مع السائل الاسود، لان تعرجات سعر الذهب تتبع بشكل عام تعرجات سعر النفط لان ارتفاع اسعاره يغذي التخوفات من التضخم ويحث المستثمرين على التزود بالذهب كحل احتياطي في حال ارتفاع الاسعار.
من ناحية اخرى يساهم ضعف الدولار --الذي تم التداول به الاربعاء قرب ادنى سعر تاريخي امام اليورو-- في ارتفاع سعر الذهب والنفط. وبما ان سعر تلك المواد يتم تداوله بالدولار فان انهيار الورقة الخضراء يعزز القدرة الشرائية للمستثمرين الذين يحملون عملة اخرى ويزيد في الطلب.
التعليقات