نيويورك : أغلقت العقود الآجلة للنفط الخام الاميركي منخفضة يوم الخميس اثر صعودها في وقت سابق لمستوى قياسي عند 100.09 دولار للبرميل وسط تقلبات في السوق بعدما أظهرت بيانات حكومية تراجعا حادا لمخزونات الخام بالولايات المتحدة الاسبوع الماضي .

وأفادت الارقام أيضا زيادة امدادات المنتجات المكررة . وتراجع سعر الخام تسليم فبراير شباط في بورصة نيويورك التجارية ( نايمكس ) 44 سنتا أي ما يعادل 0.44 في المئة ليختم معاملات الخميس عند 18 ر99 دولار للبرميل .وكان أدنى سعر خلال الجلسة 98.45 دولار وأعلى سعر 100.09 دولار وهو مستوى قياسي غير مسبوق .

واظهرت ارقام وزارة الطاقة الامريكية تراجع مخزون الخام باربعة ملايين برميل الاسبوع الماضي ، مقابل توقعات السوق بانخفاضها 1.7 مليون برميل . فيما زاد مخزون المشتقات 600 الف برميل في اسبوع، وكانت الاسواق تتوقع تراجعها بنفس القدر تقريبا. وزادت مخزونات البنزين بمقدار 1.9 مليون برميل مقابل توقعات بزيادة 1.3 مليون برميل. وقالت المفوضية الاوروبية اليوم ان ارتفاع اسعار النفط الى حاجز المائة دولار للبرميل مؤخرا من شأنه التاثير على اقتصاديات بلدان الاتحاد الاوروبي ال 27.

وقالت المتحدثة باسم مفوضية الشؤون الاقتصادية وشؤون الخزانة الاوروبية امليا توريس في تصريح صحافي quot;تتزايد اسعار النفط بصورة مطردة منذ الصيف الماضي واذا ما تواصلت هذه الاسعار المرتفعة فسيكون لذلك تاثيرات اقتصادية مؤكدةquot;.

وردا على سؤال بشأن ارتفاع سعر اليورو مقابل الدولار قالت المتحدثة ان ارتفاع سعر صرف اليورو يمثل مشكلة امام الصادرات الاوروبية على المدى البعيد quot;غير ان الجانب الاخر من الصورة هو ان اليورو ادى الى حمايتنا امام الصدمات الخارجية وخاصة امام ارتفاع اسعار النفط الذي يباع بالدولارquot;.

وكانت اسعار النفط وصلت الى حاجز المئة دولار للبرميل في سوق العقود الاجلة للسلع في نيويورك في اول تعاملات العام الجديد امس الاربعاء. وشهدت السوق موجات شراء على عقود النفط تسليم يناير كانون الثاني الجاري ما ادى الى ارتفاع سعر برميل الخام الامريكي الخفيف الى 100 دولار.

واستقبلت الاسواق العام الجديد وسط انباء توترات امنية في دول منتجة للنفط كالعراق ونيجيريا والجزائر، ما اضاف الى مخاوف المتعاملين بشأن ضمان استمرار الامدادات. كما زادت التوقعات المتفائلة بالنمو الاقتصادي الجيد في الصين والهند، وبالتالي زيادة الطلب على الطاقة، من اقبال صناديق الاستثمار على شراء عقود النفط الاجلة تحسبا لتجاوز الطلب العالمي للعرض.

وتزامنت بداية التعاملات في السنة الجديدة مع موجة برد شديدة ضربت شمال غرب اوروبا، مما زاد من توقعات ارتفاع الطلب على زيت التدفئة. واعلن البيت الابيض ان الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش لن يأمر باستخدام الاحتياطي الاستراتيجي من النفط لخفض الاسعار في السوق.

يذكر ان الصين بدأت في نهاية العام الماضي بناء مخزون استراتيجي من النفط، ما جعل السوق تتحسب لاحتمال شرائها كميات كبيرة من الخام زيادة على ما تحتاجه للاستهلاك. ويتوقع كثير من المحللين ان تأخذ منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك) تلك الزيادة في الاسعار في اعتبارها عندما تجتمع مطلع الشهر المقبل في فيينا لتقرير مستوى انتاجها من النفط.