خلال افتتاحه الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول
النعيمي: إيجاد تقنيات متطورة مطلب أساسي لاكتشاف احتياطات جديدة من النفط والغاز

الرياض: افتتح معالي وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، اليوم الاحد الملتقى السعودي لتقنيات استكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي الذي انعقد في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض بتنظيم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية بالتعاون مع وزارة البترول والثروة المعدنية.
وأوضح الوزير النعيمي أن لهذا الملتقى أهمية خاصة لصناعة النفط والغاز على المستوى المحلي والدولي، حيث يركز على قضايا تقنية خاصة باستكشاف وإنتاج النفط والغاز الطبيعي وتبادل الخبرات في هذا المجال وفتح مجالات التعاون مع الشركات المستثمرة في هذه الصناعة داخل وخارج المملكة والعمل على استمرار تطوير واستخدام التقنية في هذه الصناعة الحيوية.
وأضاف قائلا: المملكة تولي ومنذ ما يزيد عن نصف قرن اهتماما خاصا بالأبحاث والعلوم والتقنية في مجال البترول والغاز والصناعات الأخرى المرتبطة بها، مشيرا إلى أن هذا الاهتمام يزداد سنة بعد أخرى، فتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين تركز باستمرار على أعطاء أهمية خاصة للعلم والبحث والتطبيقات العلمية والاهتمام بها والاستثمار فيها.
وتابع: كون المملكة تمتلك ربع الاحتياطي العالمي من البترول وأكبر دولة منتجة للنفط ومن أكبر الدول المنتجة للغاز فإنه من الطبيعي أن يكون للبحث والتطوير في العلوم المرتبطة بهذه الصناعة أهمية خاصة، فعدد من الجامعات السعودية، مثل جامعة الملك فهد للبترول والمعادن وجامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لديها القدرات العلمية لتساهم بشكل خلاق في عمليات البحث والتطوير في تقنية استكشاف واستخراج النفط والغاز في جميع مراحلها.
وتحدث النعيمي عن التنظيم الخاص بمركز الدراسات والبحوث البترولية، الذي سيقوم بإجراء الدراسات والبحوث العلمية والتطبيقية الخاص الصناعة البترولية ومن ضمنها طرق الكشف والتنقيب والتطوير والإنتاج والتكرير، وإجراء الدراسات التي تتصل بتقديم تلك النصاعة وتساعد على الحفاظ على البيئة، ونعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية باستمرار من أجل أن يبدأ العمل الفعلي في المركز خلال هذا العام.
وقال إنه سيكون لهذا المركز دور رائد في دراسات وأبحاث الطاقة والبترول على مستوى المملكة وعلى المستوى العالمي بما في ذلك الأبحاث الخاصة بتقنيات البحث والتنقيب وتقنيات البيئة. ومن أجل تحقيق أهدافه، ستعاون المركز مع الجامعات ومركز الأبحاث السعودية والعالمية، بما في ذلك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية.
وأضاف: ندرك جميعا أن التقنية هدفها النهائي هو التطبيق الناجح والفعال، وهنا يأتي دور شركات البترول والغاز وشركات الخدمات المصاحبة، لتتبنى التقنيات الجديد وتطبيقها لتحقيق النتائج المرجوة منها.
واردف يقول: quot;أود أن أشير إلى جانبين لهما أهمية خاصة في الأبحاث العلمية وتطبيقاتها في المجالات البترولية على مستوى المملكة، حيث تعد شركة أرامكو السعودية الآن من الشركات الرائدة في مجال البحث والدراسات المرتبطة بتكنولوجيا الاستكشاف واستخراج البترول والغاز، وإدارة المكامن لهذه الثروة المهمة. فمركز البحوث والتطوير لدى الشركة يقوم بتنفيذ الأبحاث العلمية الرائدة وتطوير تقنيات جديدة وتقديم الخدمات المخبرية المتخصصة لزيادة مستوى الاستكشافات والإنتاج مع رفع أرباح الشركة بطريقة فعاله واقتصاديةquot;.
وأوضح الوزير أن مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية يتعاون مع العديد من الجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة داخل وخارج المملكة ويمتد هذا التعاون إلى شركات النفط العالمية والوطنية، وشركات التقنية والشركات المتخصصة في صناعة التكرير والكيماويات وخدمات حقول النفط، حيث استطاعت أرامكو السعودية الحصول على نحو 65 براءة اختراع عالمية، كما تقوم الشركة باستكمال وتسجيل 130 براءة اختراع جديدة.
وأفاد أن هذه الشركات يعتمد نجاحها على تطوير التقنية بشكل ذاتي، بحيث يكون لديها المقدرة على المنافسة بتطبيق التقنية المتقدمة الخاصة بها.
من جانبه بين رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد السويل، أن من ابرز ملامح هذه المرحلة التي نعيشها هو ذلك الاهتمام الكبير بقطاع البحث العلمي والتطوير التقني وتوظيف عائده في مشروع التنمية الوطنية في المملكة على نحو يجعل من البحث العلمي أداة تطوير تتفاعل مع كافة القطاعات الإنتاجية في المملكة ويأتي على رأس القطاعات المقوم الاقتصادي الأساسي في المملكة وهو قطاع البترول.
وقال: quot;إن ما يجعلنا نستبشر بمستقبل أفضل للحركة العلمية والتقنية في المملكة ذلك الدعم الكبير الذي حظي به هذا القطاع من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظة الله وحكومته الرشيدة إذ حظي هذا القطاع في موازنة المملكة هذا العام بثمانية مليارات وجهت للخطة التنفيذية الخمسية الأولى لسياسة العلوم والتقنيةquot;.
وأفاد السويل أن السياسة الوطنية للعلوم والتقنية رسمت الملامح العريضة التي تربط بين القطاعات البحث والجهات المستفيدة والمجالات التي هي محل اهتمام المملكة البحثية والتقنية كجزء من مفهوم التنمية الشاملة في المملكة, وعلى ضوء تلك السياسة جاءت الخطة التنفيذية للعلوم والتقنية التي ركزت على قطاعات البحث العلمي والتطوير التقني في مجالات إستراتيجية حيوية وبالغة الأهمية وتأتي بحوث قطاع البترول والغاز والبتر وكيماويات على رأس تلك التقنيات التي ستعمل الخطة التنفيذية خلال الخمس سنوات القادمة على وضعها في مسار البحث والتطوير.
وعد السويل الملتقى السعودي لاستكشاف وإنتاج البترول والغاز الطبيعي احد تلك الفعاليات التي ستنطلق منها مشروعات بحثية تطويرية مشتركة بين المؤسسات العلمية في المملكة وبين القطاع الحكومي العام والخاص لدعم القاعدة الاقتصادية الأكبر في المملكة.
وفي ذات السياق أوضح الأمير تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لمعاهد البحوث ورئيس اللجنة الإشرافية لملتقى تقنيات استكشاف وإنتاج النفط والغاز، أن المؤتمر حظي بدعم قوي من شركة أرامكو السعودية وشركات أخرى حيث تولت أرامكو رئاسة اللجنة العلمية التي ضمت ممثلين من الجامعات السعودية والشركات العالمية.
وقال إن الملتقى يحتوي على محاضرات علمية وملصقات تقنية وحلقات نقاش ومعرض مصاحب يركز على الجوانب التقنية وكذلك رحلة حقلية لمعالم الرياض الجيولوجية، مشيرا إلى اتخاذ الملتقى لشعار quot;نحو تطوير محليquot; مبني على أمل أن يكون خطوة لعمليات مستمرة للتطوير التقني تواكب التطورات العالمية في مجال استكشاف وإنتاج البترول والغاز وتلاءم احتياجات المملكة وتساهم في بناء قدراتها في هذا المجال محليا.