طلال سلامة من روما: قفزت أسعار النفط الى مستويات أسطورية نطحت حاجز المائة دولار، وقفزت معها بالتالي هواجس رفع الأسعار على ظهر سائقي السيارات بإيطاليا حيث وصل سعر الغازولين الى مستوى قياسياً جديداً. في محطات التوزيع quot;أبيquot; (Api) وquot;آي بيquot; (IP) بلغ سعر الغازولين في اللتر الواحد 1.327 يورو مقارنة ب1.319 يورو في شهر نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي. كما يلقي مفعول أسعار النفط الباهظة ظلاله على أسعار البنزين التي تقترب من أعلى المستويات المسجلة إيطالياً. ويحوم سعر البنزين حول 1.40 يورو في اللتر. كما أعادت quot;أبيquot; وquot;آي بيquot; النظر صعودياً الى الأسعار المنصوح العمل بها المتعلقة بالبنزين الأخضر الذي وصل سعره الى 1.397 يورو في اللتر.
هذا ويتوقع الخبراء الإيطاليين أن تواصل أسعار النفط ارتفاعها، طوال الربع الأول من هذه السنة، الى أن ترسو على عتبة ثابتة في الربع الثاني من 2008. على الصعيد الدولي، قد يرتبط ارتفاع أسعار النفط بالتوترات السياسية الحاصلة في باكستان وتفاقم موجة العنف التي ضربت نيجيريا وتراجع مستويات مستودعات الاحتياطات النفطية في الولايات المتحدة الأميركية. كما تلعب الأزمة التي أصابت الأسواق العقارية، لا سيما بأميركا، وما نجم منها من تداعيات سلبية على عالم المال والاقتصاد العالمي دوراً كذلك في رفع أسعار النفط.
في سياق متصل، لا يلقي رئيس الوزراء الإيطالي الحالي، البروفيسور رومانو برودي اللوم على قوانين السوق على وجه الحصر. فالمضاربات العالمية لها مسؤولية مباشرة ثقيلة الوزن في ما يحصل اليوم. في أي حال، ستحاول حكومة روما التدخل ابتغاء تخفيف العبء عن المستهلكين المحليين. ولا يتمثل هذا التدخل في إدخال الإصلاحات الضريبية فحسب إنما يتوسع ليشمل تطبيق سياسات الادخار الطاقوي الجدية. اليوم، تعجز ايطاليا عن التفاعل مع تداعيات أحداث الطاقة، وكل ما تنجح في فعله هو الرضوخ لما يأتيها من الخارج.
- آخر تحديث :
التعليقات