طلال سلامة من روما: شهد العام الماضي هروباً لافتاً للاستثمارات خارج ايطاليا. إذ ان ما مجموعه 53 بليون يورو هاجر من صناديق الاستثمار الإيطالية. وتبرز معطيات وكالة quot;أسوجيستيونيquot; (Assogestioni) جواً قاتماً من عدم الثقة والتلبك في صفوف المستثمرين إزاء الأسواق المالية الداخلية. وتراجعت القيمة الإجمالية لرأسمال المدخرات الموجودة في صناديق الاستثمار الوطنية بنسبة 5.8 في المئة نزولاً الى 570 بليون يورو.

أما موازنات صناديق الاستثمار الخارجية فليست نهائية بعد، كون معطياتها ستتدفق في الشهر القادم، إنما تشير تلك الموقتة الى ارتفاع وصل الى 2.9 بليون يورو. في أي حال، تعتبر صناديق الاستثمار الخارجية جذابة أكثر من تلك الوطنية التي خيبت الآمال. يكفي النظر الى أدائها الفعلي كي نجد أنه أسوأ بقليل من التوقعات المالية الموقتة، الصادرة يوم الجمعة الماضي، التي أشارت الى ثغرة بقيمة 49 بليون يورو في عام 2007 في صناديق الاستثمار الإيطالية. في شهر ديسمبر(كانون الأول) الماضي وحده، هاجر 5.6 بلايين يورو من أموال هذه الصناديق الى الخارج بدلاً من ال5.5 بلايين يورو التي توقعها لها الخبراء والمحللون.

وشهدت الصناديق الاستثمارية التي تستثمر أصولها في الأسهم هجرة أكثر من 23.6 بليون يورو. هكذا، تراجعت ثروتها من 154 الى 134.9 بليون يورو. وسجلت الصناديق الاستثمارية التي تستثمر أصولها في السندات نتائج أسوأ حيث هاجرت منها 46.3 بليون يورو وتآكلت ثروتها من 247 بليون يورو، في نهاية 2006، نزولاً الى 204.4 بلايين يورو في عام 2007. على العكس، سجلت الأسهم التي تتبنى نظاماً مرناً (Flexible) نتيجة إيجابية، في العام الماضي، كونها حصدت 10.5 بلايين يورو أي أن القيمة الإجمالية لثروتها قفزت الى 66.8 بليون يورو.

علاوة على ذلك، حققت صناديق التحوط quot;هيدج فاندquot; قفزة متواضعة. إذ هي حصدت في العام الماضي 112 مليون يورو مما رفع القيمة الإجمالية لهذه الصناديق بنسبة 31 في المئة صعوداً الى 36.5 بليون يورو.