كراتشي: قبل أكثر من ست سنوات عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول على المدن الامريكية.. كانت قلة من مستشاري الاستثمار العاقلين تنصح بشراء الاسهم الباكستانيه.

ليتهم فعلوا لان عملاءهم كانوا سيجنون ثروة.

ومنذ عام 2001 افرزت الدولة النووية الواقعة في جنوب اسيا والمتهمة بتفريخ اجيال من المتشددين الاسلاميين وتهديد الامن العالمي عددا كبيرا من المليونيرات في عملية اشبه ما تكون بسك العملات المعدنية الجديدة.

وفيما ينتاب الحكومات الغربية الفزع بشأن سقوط الاسلحة النووية الباكستانية في ايدي المتشددين ارتفع المؤشر الرئيسي لبورصة كراتشي أكثر من عشر مرات.

ولا يرجع السبب فقط لضعف التعاملات في بورصة كراتشي بحيث يمكن لمضاربين الصعود به لمستويات قياسية في اي وقت بل زادت الارباح ايضا.

وحتى اغتيال زعيمة المعارضة الباكستانية بينظير بوتو في الشهر الماضي وما اثاره من اعمال عنف مخيفة رغم انها لم تدم طويلا كان تأثيره محدودا على السوق.

يشعر رجال الاعمال بقلق أكبر من السماسرة ولكن يتفق الجميع على ان وأد الازدهار الذي يستند لسياسات فتح الباب امام الاستثمار والخصخصة يتطلب اكثر من اغتيال بوتو.

وقال عمر صابر الذي يبيع السيارات الرياضية الفارهة التي يزيد سعر الواحدة منها على مئة الف دولار في المتجر الوحيد الذي يبيع سيارات بورش في كراتشي quot;انه امر محزن ويؤثر على النشاط التجاري ولكن اعتقد ان هذا يحدث منذ فترة طويلة حتى اعتاده الناس.quot;

وتزدهر كراتشي التي يقطنها 14 مليون نسمة. وشهد الميناء حيث اختطف متطرفون اسلاميون الصحفي الامريكي دانييل بيرل وقتلوه ارتفاعا في أسعار العقارات وتزايد عدد مراكز التسوق.

واشترت بنوك اجنبية مثل ستاندرد تشارترد وايه.بي.ان امرو بنوكا محلية. وهذا الشهر فقط اتفق بنك مسقط ومؤسسة نومورا هولدينجز اليابانية على شراء البنك السعودي الباكستاني في باكستان بمبلغ 200 مليون دولار.

كما يسعى باركليز لاقامة مشروع محلي.

وتقول مؤسسة اينفيسور سيكيورتيز انه حتى خلال فترات انقطاع الكهرباء المتكررة يمكن ان يرى مصرفيون باكستانيون على ضوء المولدات ان الارباح جيدة وبين اعلى العائدات على مستوى العالم.

لكن في الوقت الحالي ربما يكون الحفل قد قارب على الانتهاء فرغم ان مؤشر بورصة الاسهم يقل ثلاثة بالمئة فحسب عن أعلى مستوياته الا ان التوقعات تبدو اقل يقينا الى حد كبير منها قبل ستة اعوام عندما بدأ الرئيس برويز مشرف اصلاحاته وشجع الاستثمار الاجنبي والمحلي.

وعلى مدار خمس سنوات حتى يونيو حزيران 2007 بلغ متوسط معدل النمو في البلاد سبعة بالمئة ولكن الاقتصاد يتباطأ ونسبة التضخم اخذة في الارتفاع. كما ان الاستثمار الاجنبي والقطاع الزراعي وهما محركان مهمان لقصة نجاح الاقتصاد الباكستاني بدآ يتراجعان.

كما يموج الشارع بالغضب.

وبالنسبة لكثير من الباكستانيين اقتصر الازدهار على المشاهدة. فمن يزورون مراكز التسوق الجديدة عاجزون عن شراء اي شيء ولا يزال نحو ثلثهم يعيش في فقر ويكسب أقل من الف روبية في الشهر رغم ان البيانات الحكومية لعام 2006 تفيد ان هذه النسبة تتراجع.

وعلى مقربة من متجر بيع سيارات بورش يصطف رجال ونساء لساعات لشراء جوال دقيق من متجر حكومي كما ان انقطاع التيار الكهربائي يزيد من قتامة الشتاء.

ويقول تاج فريد وهو يقف بجوار حشد امام المتجر الحكومي quot;أحضر الى هنا منذ شهر وانظر.. انني خالي الوفاض.quot;

ولكن هل سيكون هناك تغيير في السياسات الاقتصادية العامة أو بالنسبة للطبقة الغنية في باكستان اذا ما قال هؤلاء الباكستانيون كلمتهم في الانتخابات التي تجري في 18 فبراير شباط المقبل؟

ويجمع رجال الاعمال والمحللون السياسيون والاقتصاديون على الاجابة بالنفي.

ويقول جاويد فاروقي من مكتبه في محطة سماء وهي واحدة من القنوات التلفزيونية الجديدة في البلاد التي افرزتها زيادة الانفاق الاعلاني quot;أيا كان من سيأتي.. اؤكد انه سينتهج نفس السياسات.quot;