دبي/المنامة: بدأت البنوك في منطقة الخليج العربية ترضخ لضغوط لكي تقطع العلاقات مع إيران بينما تدعو الولايات المتحدة إلى تشديد العقوبات على طهران بسبب برنامجها النووي.
وقال مصرفيون إن البنوك في الإمارات العربية المتحدة ثاني أكبر اقتصاد عربي أوقفت إصدار خطابات الضمان للشركات الإيرانية في حين تضغط البحرين على أكبر بنوكها لتجميد العمليات الإيرانية لإحدى وحداته.
ولطالما تمتعت إيران التي تزداد عزلتها من جانب الغرب بعلاقات اقتصادية وثيقة مع معظم دول الخليج ولاسيما الإمارات والبحرين البلدان الحليفان لواشنطن وموطن أكبر مراكز المال في الشرق الأوسط.
ورغم ازدهار الأعمال عبر شاطيء الخليج من التجارة الرسمية والسياحة إلى التهريب إلا أن الجهود الأمريكية لمنع وصول إيران إلى النظام المالي العالمي بدأت تترك أثرا.
وقال مسؤول ببنك الفجيرة الوطني يقيم في دبي وقد طلب عدم كشف هويته quot;بسبب الوضع القائم واحتمال فرض عقوبات فاننا لا نصدر خطابات ضمان لصالح الشركات الإيرانية الآن.quot;
وأضاف quot;حدث هذا على مدى الأشهر الستة الأخيرة.quot;
وحث الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال جولة في الشرق الأوسط هذا الأسبوع دول الخليج على مواجهة إيران quot;قبل فوات الأوانquot;. وتضغط واشنطن على الأمم المتحدة لتشديد العقوبات على إيران متهمة إياها بالسعي لإنتاج أسلحة نووية وهو ما تنفيه إيران.
وقال ناصر هاشمبور نائب رئيس مجلس الأعمال الإيراني في دبي إن الإمارات بدأت ترضخ للضغط وهو يقدر أن الإيرانيين يشكلون نحو عشرة بالمئة من سكان الإمارات البالغ عددهم أربعة ملايين نسمة.
وتلتف الشركات الإيرانية حول هذه المشكلة من خلال التسجيل في الإمارات. وقال هاشمبور إن عدد الشركات الإيرانية في الإمارات تضخم إلى حوالي تسعة آلاف شركة الآن من 2300 في 2003.
وقال quot;شهدنا طفرة على مدى العامين إلى الثلاثة أعوام الأخيرة لأن الشركات كانت تتوقع عقوبات من نوع ما ومن ثم انتقلت إلى الإمارات.quot;
وأضاف quot;خطابات الضمان الإيرانية غير مقبولة في الكثير من الدول ولذا تلجأ الشركات إلى الإمارات. بنوك الإمارات لا تقبل الشركات الإيرانية إلا إذا كانت مسجلة في الإمارات.quot;
وقال هاشمبور انه على مدى الأشهر الخمسة الأخيرة بدأت حكومة الإمارات بشكل غير رسمي عرقلة محاولات الشركات الإيرانية لفتح مكاتب في البلاد.
وأوضح أن معظم هذه الشركات هي مشاريع للقطاع الخاص في إيران وليست واجهات لمؤسسات تابعة للدولة مثل شركة النفط الوطنية الإيرانية.
وتحجم البنوك الخارجية بالفعل عن التعامل مع إيران. فقد قالت مصادر في الصناعة الأسبوع الماضي إن بنكي بي.ان.بي باريبا وكاليون الفرنسيين أوقفا العام الماضي إصدار خطابات الضمان لمبيعات الوقود إلى إيران وذلك تحت ضغط من الولايات المتحدة.
وقال مصدر بصناعة النفط يوم الاثنين إن إيران تواجه هذا الإجراء باستخدام خطوط ائتمان مفتوحة لتمويل واردات الوقود. وأوضح أن الصفقات تسوى باليورو لتجنب الرقابة الأمريكية.
كما تضيق البحرين التي تنافس دبي في مجال الخدمات المالية بالمنطقة الخناق على العلاقات المصرفية مع إيران.
وصرح جاسم علي عضو اللجنة المالية والاقتصادية بالبرلمان لرويترز بأن الحكومة تضغط على البنك الأهلي المتحد أكبر بنوك البلاد لتجميد الأنشطة الإيرانية لوحدته بنك المستقبل.
وتأسس بنك المستقبل عام 2004 كمشروع مشترك مع بنك صادرات إيران وبنك ملي إيران حسبما يذكر موقعه على الانترنت. ورفض مسؤولو البنك الأهلي المتحد التعليق.
وقال علي quot;هناك ضغط كبير على البحرين... الولايات المتحدة ليس بيدها الكثير. إيران شريك تجاري رئيسي مع الإمارات والبحرين ولديها الكثير لتقدمه... الغذاء والطاقة والسياحة.quot;
- آخر تحديث :
التعليقات