لندن : هيمنت النغمة المتشددة ضد إيران على الخطاب الأمريكي خلال جولة الرئيس جورج بوش في الشرق الأوسط لكن تشديد الضغوط الاقتصادية بقيادة واشنطن هي التي تشكل التحدي الأكبر بالنسبة لطهران .

ومع تصعيد بوش من خطابه ووصفه إيران بانها تشكل خطرا على الأمن الدولي وانها أكبر دولة راعية للإرهاب ظهرت بعض المؤشرات الملموسة على أن الضغط على اقتصاد إيران وهي دولة مصدرة للنفط آخذ في الزيادة.

وهناك أيضا في ذات الوقت مؤشرات على أن إيران تصمد أمام هذا التحدي بل يتشكك بعض المحللين في فعالية العقوبات.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات خاصة بها على إيران وتضغط من أجل استصدار قرار ثالث من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لفرض مجموعة ثالثة من العقوبات على طهران حين تجتمع القوى الكبرى في العاصمة الألمانية برلين يوم الثلاثاء لمناقشة الاستراتيجية بعد رفض إيران وقف تخصيب اليورانيوم.

وبالاضافة إلى وضع أفراد وجماعات وشركات أعمال تشتبه واشنطن في تورطهم في الإرهاب أو في أنشطة نووية غير مشروعة في قائمتها السوداء تسعى واشنطن إلى دفع حلفائها في شتى أنحاء العالم لفرض عزلة اقتصادية أوسع نطاقا على إيران.

وأبلغت مصادر مطلعة رويترز يوم الأربعاء انه في أحدث المؤشرات على أن الضغط الأمريكي بدأ يؤتي بعض الثمار علق البنك الأهلي المتحد وهو أكبر بنك في البحرين معاملاته مع الجمهورية الإسلامية.

وأواخر العام الماضي أوقفت شركة التكرير النفطية الهندية (ريفاينر) مبيعات البنزين ووقود الديزل لطهران بعد ان امتنع بنكان فرنسيان هما (بي.ان.بي) باريبا وكاليون عن تقديم خطابات اعتماد وهي ضمان ضروري في المعاملات التجارية الدولية.

وقال مستشار ألماني رفيع في الشؤون المصرفية والمالية quot;اليوم من المستحيل تقريبا في أوروبا باستثناءات قليلة الحصول على خطاب اعتمادquot; للتعاملات التجارية مع إيران.

وأبلغت مصادر مالية في الخليج رويترز هذا الأسبوع أن البنوك في دولة الإمارات العربية المتحدة توقفت أيضا عن إصدار خطابات اعتماد للشركات الإيرانية.

وعلى الرغم من أن هذا صعب المعاملات على إيران إلا انها وجدت طرقا للالتفاف حول هذه القيود ومنها فتح خطوط ائتمان تسوى باليورو لتمويل واردات الوقود بدلا من الدولار.

ويقول خبراء في الشؤون الإيرانية إن تضييق الخناق على إيران مازال مستمرا بالرغم من تقرير للمخابرات الأمريكية قال الشهر الماضي إن إيران توقفت عن السعي لامتلاك أسلحة نووية عام 2003 مما عمق من الانقسامات الدولية بشأن الاستراتيجية المقترحة للتعامل مع إيران وأنهى فعليا خطر قيام الولايات المتحدة بتحرك عسكري ضدها.

ويضيفون أن المنطق وراء تشديد الضغوط يستند إلى استمرار تحدي إيران لمطالب الأمم المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم والتأكيد الذي ورد في تقرير المخابرات الأمريكية على أن التزام الغرب بخط واحد متشدد يمكن أن يؤثر على مسلك طهران.

وقال علي الانصاري من جامعة سانت اندروز باسكتلندا quot;هذا إلى حد ما يبرر سياسة تشديد العقوبات وتشديد الضغوط السياسية.quot;

وأضاف quot;تقرير المخابرات كان في الأساس لوقف الدفع في اتجاه الحرب داخل الولايات المتحدة. لكن بخلاف ذلك بقيت باقي الأشياء كما هي وكل هذه العقوبات آخذة في الاشتداد.quot;

ويقول شانون كايل من معهد أبحاث السلام الدولي في ستوكهولم إن هم إيران الأكبر هو quot;اضعاف العقوبات التي تؤثر على المواطن العادي في الشارع.quot;

واتفق المحللان على ان خطوة البنوك الفرنسية بسحب خطوط الائتمان هى خطوة هامة وربطا بينها وبين الخط الأكثر تشددا الذي اتخذته فرنسا منذ تولي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السلطة العام الماضي.

وقال كايل quot;ساركوزي أصبح ملكيا أكثر من بوش نفسه في الضغط من أجل تشديد العقوبات على إيران.quot;

وأبلغ مسؤول كبير في الخزانة الأمريكية رويترز الأسبوع الماضي انه حدث quot;تغير كبير ملموسquot; في رغبة البنوك الأجنبية في التعامل مع البنوك الإيرانية.

لكن هناك تشككا بشأن فعالية هذه العقوبات في بعض الدوائر ومنها مكتب محاسبة الحكومة وهو جهاز رقابي في الكونجرس الأمريكي.

وجاء في تقرير جديد للمكتب انه quot;يصعب تحديدquot; أثر العقوبات وأشار إلى أن إيران وقعت عقودا مع شركات أجنبية عاملة في مجال الطاقة بلغت قيمتها نحو 20 مليار دولار منذ عام 2003 .

وذكر مصرفي من الشرق الأوسط انه واثق من أن إيران ستجد وسيلة للالتفاف حول العقوبات.

وقال المصرفي quot;اعتقد ان هناك سبلا أخرى.. على سبيل المثال استخدام الوسطاء واقامة شركات تكون بمثابة واجهة لأنشطة أخرى.quot;