يحضره 500 متعامل، ويعقد تحت شعار quot;أرض الفرص الاستثمارية الجديدةquot;
الجزائر تحتضن المؤتمر الاقتصادي الثالث لرجال الأعمال العرب اعتبارا من الأحد


كامل الشيرازي من الجزائر
تحتضن العاصمة الجزائرية، الأحد والاثنين، أشغال المؤتمر الاقتصادي الثالث لرجال الأعمال العرب الذي يقام بنزل الشيراتون وسط العاصمة الجزائرية تحت شعار quot;الجزائر أرض الفرص الاستثمارية الجديدةquot;، ويشهد الموعد الذي سيفتتحه الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، مشاركة ما يربو عن خمسمائة متعامل اقتصادي يمثلون 19 دولة عربية تتقدمهم المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت فضلا عن البلد المضيف الجزائر، إضافة إلى لبنان ومصر وتونس وغيرها، واللافت إنّ عدد كبير من المجموعات الاستثمارية العربية من مختلف دول الخليج والمشرق وشمال أفريقيا، ستكون حاضرة، في صدارتها مجموعة دلة البركة السعودية، المؤسسة العربية المصرفي (ABC)، شركة مواد الاعمار القابضة (السعودية) مجموعة سيتاديل كابيتال القلعة (مصر)، أوراسكوم تيليكوم المصرية، تراست بنك الجزائر، فضلا عن لبنان فرنسبنك ومجموعة بيوتك.
ويناقش المشاركون في المؤتمر على مدار يومين، عدة موضوعات تتوزع بين تطوير آفاق الاقتصاد الجزائري وبرامج التنمية والاصلاح، وخصائص البيئة الاستثمارية والحوافز المتاحة في الجزائر من خلال القوانين الجديدة، كما سيجري تنظيم ورش تتولى مقاربة فرص الخصخصة والفرص الناشئة عنها، بجانب استعراض تجارب نموذجية لمستثمرين عرب وأجانب، وقالت مصادر مسؤولة بالغرفة الجزائرية للصناعة والتجارة التي ترعى هذا اللقاء الاقتصادي الهام، لـquot;إيلافquot; إنّ المناسبة ستتوج لإبرام اتفاقات شراكة وتعاون مع عديد المتعاملين العرب، كما شدّد quot;ابراهيم بن جابرquot; رئيس الغرفة الجزائرية للتجارة والصناعة، على أهمية المؤتمر، وتشكيله فرصة فريدة لمد الجسور بين عموم المستثمرين العرب، والتعريف بإمكانات الجزائر الاستثمارية.
وبناتج محلي فاق المائة مليار دولار، تراهن السلطات الجزائرية على هذا اللقاء الثالث من نوعه لتطوير منظومة الاستثمار العربي الذي بقي محتشما في الجزائر، عدا تجارب ناجحة لأوراسكوم المصرية وسيدار السعودية والوطنية الكويتية في قطاعات الخدمات والاتصالات والاسمنت والأدوية وتحلية مياه البحر، لذا تسعى الجزائر نظرائها العرب بحتمية الخوض في مجالات ذات أولوية بالنسبة إليها على غرار خصخصة 1200 مؤسسة مملوكة للحكومة، فضلا عن تطوير البنى التحتية من خلال 1600 مشروعا للانشاءات العامة، وتحديث وتطوير قطاع السكك الحديدية الذي خصصت له 18 مليار دولار، كما ستحاول إقناع المتعاملين العرب بالإسهام في تجسيد استثمارات ضخمة في مجالات البنوك والتأمين والخدمات، ناهيك عن السياحة والصناعة وقطاع البيتروكيمياء، ناهيك عن مجالي الانشاءات العامة والطاقة، علما إنّ الجزائر تعوّل على جلب رؤوس أموال عربية لدفع قاطرة النمو في 22 منطقة توسعية رصدت لها 150 مليار دولار لتفعيل عشرات المشاريع المتصلة بالاستثمارات المباشرة، مع الإشارة إلى تنظيم الجزائرالمؤتمر الأول في صائفة العام 2000، وأعقبته بآخر سنتين من بعد، قبل أن تحتضن منتدى الاستثمارات العربية في أواسط نوفمبر/تشرين الثاني 2006، وشهدت تلك المواعيد حضور ما يزيد عن 1200 رجل أعمال عربي، كللت بدخول مجموعات استثمارية كبرى من منطقة الخليج خصوصا الإمارات العربية والكويت والسعودية وقطر ومصر ولبنان وتونس، لكن هذا الحضور المكثف لم تترتب عنه أشياء كثيرة، إذ لم يتعدّ إجمالي الاستثمارات العربية خارج قطاع المحروقات عارضة الست مليارات دولار منذ سنة 2003، ما يمثل 43 في المائة من نحو 562 مشروع استثماري جرى تنفيذها على مدار الأعوام المنقضية.
وكان تقرير جزائري حديث حصلت quot;إيلاف quot; على نسخة منه، تحدث عن 5.6 مليار دولار، كإجمالي للاستثمارات العربية المسجلة في الجزائر للعام الجاري، وتندرج هذه المشاريع في مجالات الطاقة والأدوية وإنتاج الكهرباء والاتصالات والسياحة والفندقة والعقارات والتجارة، إضافة إلى مراكز الأعمال وإنتاج الأسمدة الفلاحية العالية الجودة.
وتتصدر لائحة المشاريع العربية تلك التي ستطلقها المجموعة الكويتية quot;كيبكوquot;، وكذا مجموعة quot;إعمارquot; هذه الأخيرة تنوي استثمار قيمة 25 مليار دولار لإنجاز حظيرة تكنولوجية كبيرة بالمدينة الجديدة سيدي عبد الله على مستوى الضاحية الغربية للجزائر العاصمة، إضافة إلى تشكيل واجهة بحرية جديدة للمدينة الأولى في البلاد، وبحسب مصادر على صلة بالملف، ستفوق قيمة المشروعين الملياري دولار.
والملاحظ أنّ قيمة المشاريع الاستثمارية العربية المسجلة للعام 2008، تعادل مجموع مخصصات المشاريع العربية في الجزائر على مدار الست سنوات المنقضية، وهي فترة شهدت رصد ست مليارات دولار (منها 2.4 مليار دولار لمجموعة أوراسكوم المصرية في قطاعي الاتصالات والإسمنت)، وعرفت الفترة ذاتها تنفيذ 217 مشروع استثماري، بينها 53 مشروع شراكة بين مجموعات عربية وجزائرية، و174 مشروع استثماري مباشر، واشتملت على إنشاء مصانع تحلية مياه البحر، فضلا عن مشاريع صيدلانية وأخرى سياحية وفندقية، إلى جانب إنجاز برجين في الضاحية الغربية للعاصمة من طرف المجموعة القطرية quot;الفيصل هولدينغquot;، سيتم استلامهما في غضون الفترة المقبلة.
في سياق متصل، توقعت مصادر جزائرية مطلعة، أن يشهد المؤتمر، تفعيل مجلس الأعمال الجزائري اللبناني، علما إنّ لبنان سيمثلها وفد كبير يضم شخصيات اقتصادية بارزة على غرار رئيس اتحاد الغرف العربية وزير الاقتصاد والتجارة السابق عدنان القصار ورؤساء الغرف اللبنانية السادة غازي قريطم، جوزف جريصاتي، محمد الزعتري، عبد الله غندور ونائب رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان محمد لمع إضافة إلى حوالى 30 شخصية اقتصادية تمثل قطاعات التجارة والصناعة والمقاولات والمصارف.