د.عبدالرحمن الحميد:

التضخم مشكلة عالمية، يتم أحياناً استغلالها محلياً، وعلى الأخص في اقتصادات الدول النامية، وغير المكتملة هيكلياً في ظل تدني مستوى الإفصاح والشفافية، وكذا قلة الرقابة أحياناً وانعدامها؛ مما ينتج عنه على المستوى القصير quot;فوضى سعريةquot;، إلا أنه على المستويين المتوسط والطويل تعود المياه لمجاريها، ولا بد أن معادلة العرض والطلب ستحدد مسار الأسعار مستقبلاً.
يعرف كل طالب علم في الاقتصاد أن هناك تناميا في الطلب على المواد الأساسية حول العالم، مع بقاء مستوى العرض على حاله أو نموه بمستوى أقل من مستوى الطلب المتنامي، عليه فإن حقيقة ارتفاع الأسعار ستبقى معنا على المديين المتوسط والطويل، قدم علماء الاقتصاد في بلدنا حلولاً كثيرة، ولكل حل مزاياه وعيوبه، وأرى أنه حان الأوان لرب الأسرة ذات الدخل المتوسط والمحدود البدء بترتيب أولويات النفقات، ومحاولة الحد من الإسراف في استهلاك بعض المواد الأساسية بحيث لا يؤثر في مستوى معيشة عائلته، فهل فكر أحدنا أن عائلته تستهلك على سبيل المثال من الرز والسكر والحليب وغيرها أضعاف ما تحتاج إليه فعلاً، ولو تم ترشيد استهلاك مثل هذه الكميات، لأدى إلى قلة الطلب على تلك المواد بنسبة تعلو نسبة ارتفاع أسعارها؛ فكر معي كم ستوفر لو أنك بدأت مثل هذا البرنامج، ستحافظ على مستوى عائلتك المعيشي، ولن تدفع من ميزانية الأسرة أكثر مما كنت تدفع سابقاً، ولكن التنظير سهل، والفعل صعب وشاق، فمن شب على شيء شاب عليه والله أعلم.