الطريق السيار دخل شوطه الأخير
الجزائر تعتزم إنهاء 1600 مشروع للإنشاءات العامة هذا العام


كامل الشيرازي من الجزائر

أعلنت الجزائر أنّها ستجسّد 1600 مشروع للإنشاءات العامة قبل نهاية العام الجاري، كما أكّدت اقتراب مشروع القرن quot;الطريق السيّار شرق/غربquot; من شوطه الأخير، مشيرة إلى أنّ المشروع الذي سيربط الحدود الجزائرية التونسية مع المغربية، مكّن السلطات من استحداث 150 إلى 200 ألف منصب شغل.
وقال الوزير الجزائري للأشغال العامة عمار غول، في مقابلة صحفية، إنّ أشغال معظم المشاريع التنموية تسير بوتيرة جيدة، في صورة الطريق السريع للهضاب بطول ثلاثة آلاف كيلومتر، وكذا مشروع ازدواجية الطريق العابر للصحراء الذي سيمتدّ من الجزائر إلى نيجيريا.
وتنقسم الـ1600 مشروع المشار إليها، بين محافظات الجزائر الثماني والأربعين، وتولي أهمية خاصة إلى الجنوب الكبير والهضاب العليا.
أما عن مشروع الطريق السيار (شرق غرب) الذي انطلقت أعماله منذ أيلول/سبتمبر 2006، وكلّف الخزانة العامة 800 مليار دينار، سيتم تسليم أغلبية أجزائه قبل نهاية عام 2008، أما الأجزاء المتبقية فستستلم في جانفي من العام المقبل وفق العقد المبرم مع الشركات المنجزة للطريق على امتداد 40 شهرًا، علمًا أنّ الطريق السيار سيربط 32 محافظة من الجهات الأربع للبلاد، إضافة إلى ربطها الموانئ والمطارات.
وأضاف المسؤول ذاته، أنّ أشغال الطريق السيار تشهد تقدمًا كبيرًا، وتتم وفق معايير دولية بعد دراسات معمقة من طرف خبراء دوليين، مع الإشارة إلى أنّ الوكالة الجزائرية للطرق السريعة، تشرف على المشروع المذكور، رفقة مكتب فرنسي كندي وثلاثة مكاتب دولية أخرى، ولجعل مثل هذه المشاريع مجدية اقتصاديًا، سيكون مستعملو الطريق السيار مطالبين بدفع مستحقات محددة مقابل استغلال هذه المنشأة، وتقول السلطات الجزائرية إنّ الأسعار التي سوف تطبق ستكون في متناول جميع المستعملين.
في غضون ذلك، شدد مسؤول حكومي جزائري على أنّ مشروع الطريق العابر للصحراء مرتبط بتشجيع المبادلات بين الدول الأعضاء فيه، ودعا quot;محمد عياديquot;، الأمين العام للجنة المكلفة بإتمام المشروع، إلى ضرورة إعداد دراسة حول فرص المبادلات التجارية بين الدول الست المعنية بالطريق العابر للصحراء، وهي الجزائر وتونس ومالي والنيجر والتشاد.
والطريق العابر للصحراء الذي تمّ الشروع فيه قبل خمس سنوات، وعرف تعثرات كثيرة، عانى من نقصالتمويل، ما أعاق إنهاء بعض الأجزاء على غرار المحور الرابط بين الجزائر ولاجوس، وهو ما يهدد بعدم إنهاء المشروع في آجاله المحددة العام 2010، على الرغم من تمكّن الجزائر إنجاز 1200 كيلومتر من حصتها البالغة 1400 كلم، تمامًا مثل نيجيريا التي أنجزت هي الأخرى 1200 كيلومتر، بينما استكملت النيجر ألف كيلومتر، في حين لا تزال التشاد تدور في فلك مشاكل منعتها من الوفاء بحصتها، وتنظر الجزائر كما دول منطقة الساحل إلى الطريق العابر للصحراء كبوابة للنهوض بمخططات التعاون الاقتصادي بين الأفارقة، وتقوية فرص الشراكة بينهم، بعدما ظلّ مستوى المبادلات محتشمًا لسنوات طويلة.