عملاق الألبان محمد الفيصل يدافع أمام quot;إيلافquot; عن الأسعار
حملة شعبية سعودية في مواجهة quot;جنون حليب البقرquot;

محمد الفيصل
سلطان القحطاني من دبي: الرسائل التي دعت إلى بدء رأس السنة الهجرية الجديدة بمقاطعة الألبان ومشتقاتها في السعودية لم تصل إلى هاتف الأمير محمد عبد الله الفيصل حتى هذه اللحظة، إذ إنه لم يتحدث مع quot;إيلافquot; حول وجود أي احتمال مقاطعة شعبية لهذه المنتجات التي يعتبر عملاقها الأكبر من خلال ترؤسه مجلس إدارة شركة quot; الصافي quot;.

وهذا الأمير المعروف بأنه ناقدٌ لاذعٌ ورياضيٌ معتق من خلال عضويته الشرفية في نادي الأهلي السعودي قال في حديث مع quot;إيلافquot;، على هامش زيارة إلى دبي لتسجيل مقابلة تلفزيونية، إن quot;الأسعار تريد العودة إلى حالتها الطبيعية قبيل حرب الألبان، لذلك فإن السعر الحالي لن يكون مرتفعاً .. هذه هي حالته الطبيعيةquot;.

وفي بداية الألفية الثانية بدأت شركات الألبان في السعودية معركة تنافسية شرسة أدت إلى تخفيضات كبيرة في أسعار منتجاتها وصلت إلى نحو ثلاثين بالمئة من السعر المعتاد، ما جعلها تجلب فرحة جديدة للمستهلكين الذين ارتبط في ذهنهم ارتفاع سعر الحليب مع الغاز والمحروقات التي مرت بمراحل ارتفاع وانخفاض متواترة.

وبالعودة إلى الأمير محمد الفيصل وشركة quot;الصافيquot; اللبنية فإن هنالك مئات الألوف من السعوديين يعتبرون أنفسهم أبناء هذه الشركة عن طريق الرضاعة كونهم قد ولدوا وكبروا على منتجاتها، باستثناء أولئك الذين يشجعون فريق quot;الإتحادquot; الذي يعتبر المنافس الشرس لفريق الأمير والشركة منذ سنوات طويلة.

وحسب تقارير صحافية فقد دعا الدكتور هاشم يماني وزير التجارة والصناعة السعودي عددا من مديري شركات إنتاج الألبان إلى اجتماع عقد في مقر الوزارة، لبحث العودة بأسعار الحليب والألبان إلى أسعارها السابقة، عطفا على أنباء أشارت إلى رفع عدد من شركات إنتاج الألبان أسعار منتجاتها من الحليب والألبان بنسبة 20 بالمئة.

وأوضحت وزارة التجارة في بيان لها أمس إن ذلك يأتي انطلاقاً من حرص الوزارة على مباشرة دورها الأساسي وفقاً لنظامها واختصاصاتها التي تنص على أن للوزارة تنظيم وسائل تنمية التجارة والإشراف على حالة تنظيم الأسواق الداخلية والاستغلال والتخزين وضغط الأسعار عندما تدعو إليه الحاجة أولاً فأول، وعلى تطورات أسعار السلع بصفة عامة، وكذلك ما يقضي به نظام المنافسة.

وغادر الأمير الفيصل إلى بيروت مساء الثلاثاء في زيارة خاصة.

وتضررت بعض الشركات فعلاً بالمقاطعة لدرجة بلغت خسائرها بالملايين بينما الشركات الأخرى التي حافظت على سعرها ضمنت توافد مستهلكين آخرين إلى قائمة جمهورها، رغم أن السعوديين يحرصون على ابتياع السلع ذات الثمن المرتفع معتقدين أنها أكثر جودة.

وهذه الارتفاعات المتواترة في أسعار السلع الحيوية بالنسبة إلى السعوديين مثل الأرز واللبن والحليب قد تسهم في ظهور جيل جديد يمتاز بالرشاقة بعد ما كانت تسببه تلك المواد الغذائية، التي تعتبر من مشتقات وكماليات الأكلة الشعبية الشهيرة quot;الكبسةquot;، من جعل الجسم السعودي مترهلاً كثير الانحناءات.

وكانت شركات الألبان السعودية اتفقت على رفع أسعارها بنسبة 20 في المئة قبل عدة أسابيع، وهي التي تمت على العبوات من وزن لتر ولترين حيث تمت زيادتها بإضافة ريال واحد، في حين أضافت نصف ريال على العبوة زنة نصف لتر، ولم تشمل الزيادة العبوات ذات سعة 200 مللتر.
وقد تتسبب هذه الارتفاعات في تغيير المائدة السعودية ومعها الكثير من العادات.