تاج الدين عبدالحق من ابوظبي: كلف الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ، الشيخ حمدان بن مبارك ال نهيان وزير الأشغال العامة ، بالإشراف على مشروع فيدرالي لبناء شبكة سكة حديد اتحادية تربط الإمارات السبع المكونة لاتحاد دولة الإمارات من جهة، وترتبط مستقبلا مع شبكات سكك حديدية في الدول الخليجية المجاورة . ووفق التصور الموضوع فأن شبكة السكك الحديدة الإماراتية ستمتد من منطقة الحدود مع السعودية في المنطقة الغربية من دولة الإمارات وحتى الفجيرة على بحر العرب .وحسب مصادر مطلعة فأن المبادرة الإماراتية ستسرع في اتفاق دول الخليج على انجاز مشروع شبكة السكك الحديدية الخليجية والتي تعد الشبكة الإماراتية المكون الأهم فيها بالنظر للموقع المتوسط التي تحتله الإمارات حيث تحاذي أربع دول خليجية فيما تعد معبرا بريا لجميع دول المجلس .

ولن تكون سكة الحديد الفيدرالية بديلا عن مشاريع المترو التي استهلتها دبي بمشروعها العملاق المنتظر أن يكتمل في سبتمبر من العام المقبل . أو مشروع ميترو ابوظبي الوارد ضمن بنود الخطة الإستراتيجية لأمارة ابوظبي لمواجهة التوسع في التجمعات السكنية ومواجهة الاختناقات المرورية الحالية والمستقبلية . لكن الخبراء يقولون أن مكونات من مشاريع ميترو المدن سيتم استخدامها في الشبكة الفيدرالية مشيرين الى فوارق بين الشبكة الفيدرالية والمحلية الخاصة بالنقل الداخلي حيث سيكون التركيز في الشبكة الفيدرالية على نقل البضائع فيما ينتظر أن يتركز نشاط الميترو على نقل الركاب .

ولا يوجد إلى الآن تقديرات حول كلفة الشبكة الفيدرالية إلا أنها لا تشكل في ظل الانتعاش الحالي عبئا على موارد الإمارات التي تضاعفت مرات عدة بسبب ارتفاع عوائد النفط من جهة وتحسن مناخ الاستثمار من جهة ثانية . وبصفة عامة فأن الطبيعة الطوبغرافية لخط سير القطار طبيعة سهلة ولا تتطلب استثمارات عالية فالأرض منبسطة في معظمها وهي خالية تقريبا من تجمعات سكانية تعيق أي إنشاءات تحتاجها الشبكة فضلا عن أن الأراضي التي تمر بها هي أراض حكومية لا تحتاج إلى استملاكات .

ويعتقد أن جزءا رئيسيا من الشبكة الفيدرالية سيتم تمويله من قبل القطاع الخاص الذي يمكن أن يستثمر في مشروعات سكنية وخدمية على خط سير شبكة الحديد . وقد أبدت بالفعل مؤسسات أعمال محلية وخليجية استعداد للمساهمة في التمويل مقابل الحصول على امتياز استغلال لأراض يمر بها المشروع .

ولم يحدد الإطار الزمني اللازم لمراحل التنفيذ المختلفة لكن الواضح أن تكليف الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم الشيخ حمدان بن مبارك لمتابعة المشروع ينقله من مرحلة التمنيات والدراسات إلى مرحلة أكثر تقدما في مجال التنفيذ . وينتظر أن يشهد المشروع منافسة دولية كبيرة خاصة بين كل من فرنسا والمانيا واليابان . ومن ابرز مظاهر هذه المنافسة إدراجه ضمن مهام الزيارتين التي قام بهما للإمارات كلا من المستشارة الألمانية الغربية انجيلا ميركل والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل حوالي الشهرين . واليابان ليست بعيدة عن ميدان المنافسة سيما وان رئيس الوزراء الحالي هو رئيس