بروكسل: هدّد الاتحاد الأوروبي شركتي الغاز في كل من روسيا وأوكرانيا باتخاذ إجراءات قانونية ضدهما بشأن النزاع الدائر بينهما، الذي أدّى إلى أن تصبح أعداد كبيرة من الأوروبيين بدون تدفئة.

وقال رئيس المفوضية الأوروبية العليا مانويل باروسو إنه سينصح شركات الطاقة الأوروبية باللجوء إلى مقاضاة شركتي quot;غازبرومquot; وquot;نفطوغازquot; ما لم يتم إستئناف إمدادات الغاز.

وتزايدت الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصّل إلى حل للمشكلة، ويجتمع اليوم في موسكو وكييف برلمانيون من بلجيكا وسلوفاكيا ومولدوفا لبحث المسألة.

وظلّت إمدادت الغاز مقطوعة بسبب خلاف بين روسيا وأوكرانيا على تسوية ديون كييف لموسكو.

وعلّق باروسو أمام البرلمان الأوروبي قائلاً إن الخلاف بين روسيا وأوكرانيا هو خلاف quot;غير مقبول وغير معقولquot;. وهدّد أنه في حال عدم الالتزام بالاتفاقات التي تمّت بوساطة أوروبية، سيفهم من ذلك أن روسيا وأوكرانيا لا يمكن التعويل عليهما.

وكان الغاز قد تدفّق من روسيا عبر أوكرانيا أمس الثلاثاء، لكن كييف قالت إنها عجزت تقنياً عن إعادة ضخّه إلى جيرانها.

وكانت 18 دولة أخرى تأثّرت من مشكلة نقل الغاز. ويعاني مئات الآلاف من الأوروبيين من البقاء بدون تدفئة في شرق وجنوب شرق أوروبا، بعدما أوقفت موسكو ضخّ الغاز الذي يمر عبر أوكرانيا الأسبوع الماضي.

واضطرت بلغاريا إلى إغلاق عدد من المدارس، وغير ذلك من المباني الحكومية، بسبب نقص الغاز. وقال رئيس حكومة سلوفاكيا أثناء زيارته إلى كييف لنظيرته الأوكرانية إن كل ما تبقى من احتياطي الغاز في بلاده لا يكفي إلا لـ 11 يوماً، وبعد ذلك ستضطر سلوفاكيا إلى اتخاذ إجراءت لم يسبق لها مثيل في تاريخها كله.

وطلب من أوكرانيا مدّها بالغاز من مخزونها الاحتياطي إلى حين تسوية المشكلة العالقة مع موسكو.
إلا أن رئيسة الحكومة الأوكرانية اعتذرت مبررة بأن بلادها لا تملك كمية كافية من الغاز.

في الوقت نفسه، من المقرّر أن يجتمع الرئيس البولندي الذي تعتمد بلاده اعتماداً رئيسياً على الغاز الروسي مع نظيره الأوكراني لبحث الأزمة.

وكان قد تم الاتفاق يوم الاثنين الماضي بوساطة تشيكية على الاستعانة بمراقبين دوليين لمراقبة تدفق الغاز من روسيا عبر أراضي أوكرانيا، من أجل التغلّب على أزمة الثقة القائمة بين الدولتين الجارتين.

وبدأت روسيا ضخّ كميات من الغاز إلى أوكرانيا أمس، فيما أسمته ضخاً تجريبياً. إلا أن أوكرانيا قالت إنها لا تستطيع إعادة ضخّ الغاز إلى البلدان الأوروبية المجاورة، بسبب ضآلة الكميات التي تضخّها روسيا، وبسبب مسار الأنابيب المحدّد الذي فرضت روسيا استخدامه. ورفضت شركة الغاز الروسية هذه التبريرات.