الكويت: فيما يلي نص كلمة حضرة صاحب السمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه في افتتاح القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية (قمة التضامن مع الشعب الفلسطيني في غزة.
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية الشقيقة فخامة الأخ الرئيس بشار الأسد رئيس القمة العربية فخامة الرئيس عبدالله واد رئيس جمهورية السنغال الصديقة ورئيس منظمة المؤتمر الاسلامي معالي بان كي مون السكرتير العام للامم المتحدة معالي عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أصحاب المعالي والسعادة الضيوف الكرام السيدات والسادة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أحييكم تحية أخوية طيبة واعلن افتتاح هذا اللقاء التاريخي ومبتدئا بالترحيب الحار بكم جميعا في بلدكم الكويت واقرن هذا الترحيب بمشاعر الاعتزاز لقبولكم دعوتنا لحضور هذه القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي ساهم في تبنيها فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك. رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة .


واثمن كثيرا تقديركم لأهمية ما سنبحثه في هذا الاجتماع وأنوه بحرصكم على الوصول إلى الهدف الذي نرجوه من هذا اللقاء الخير . ويشاركني في هذا الترحيب شعب الكويت الذي لا يداني صدق مشاعره نحوكم إلا عمق اليقين بأن يخرج هذا المؤتمر التاريخي بحصاد يحقق الآمال ويمنح المصداقية لمتانة الأفعال . ومن خارج هذه القاعة يتابع أبناء الأمة العربية إسهاماتنا للوصول إلى ما يتمنونه من هذا اللقاء غير المسبوق ويأملون بأن تنسجم المكاسب مع قوة التحديات.
إننا جميعا نتطلع إلى هذه القمة كفاتحة خير في نهج جديد ومنظم في العمل العربي المشترك آملين أن تنصب فيها جهودنا المخلصة على مراجعة القضايا والتحديات الاقتصادية والتنموية والاجتماعية التي تواجه دولنا وشعوبنا العربية عاقدين العزم بإذن الله على تحقيق ما تصبوا إليه من مشاريع وبرامج تنموية إستراتيجية غايتها الارتقاء بمستوى المعيشة وتوفير فرص العمل المنتجة لشعوبنا . والنهوض بالأداء الاقتصادي لدولنا كي تلحق بالركب العالمي.


إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ...
اسمحوا لي أن أستهل كلمتي هذه بالترحم على أرواح الشهداء الأبطال والأبرياء الذين سقطوا في غزة الباسلة . أن أحيي نضال وصمود الشعب الفلسطيني وهو يدافع ببسالة عن كرامته الانسانية متمسكا في حقه الطبيعي في إقامة دولته المستقلة كي تتوفر له الحياة الآمنة والكريمة كسائر شعوب العالم . فاهلنا العزل في غزة يواجهون عدوانا إسرائيليا بشعا يستهدف الأبرياء ويدمر كل مقومات الحياة.
إن حجم هذا العدوان وضراوته والأسلحة والقذائف المحرمة دوليا التي استخدمت فيها والمواقع التي استهدفها وعدم الاكتراث بتضخم أعداد القتلى والجرحى والمشردين والتدمير الكامل لكل مرافق الحياة في غزة كل ذلك لا يتفق ابدا ولا يتناسب مع مزاعم إسرائيل التي ساغتها لشنها عدوانها.
إن هذا العدوان يعتبر بحق جريمة من جرائم الحرب وجريمة ضد الانسانية وهو من الجرائم التي تدينها وتحرمها القوانين الدولية كما أنه يمثل انتهاكا صارخا لأبسط مبادئ حقوق الانسان بالتالي فإنه يستوجب الوقف الفوري لهذا العدوان ومحاسبة المسؤولين عنه .


إننا لا نستطيع ونحن نجتمع اليوم وصدى ذلك العدوان الاسرائيلي يخيم علينا وانات الشعب الفلسطيني وأطفاله في غزة ومشاهد القتل والدمار تغرق ضمائرنا دون أن نتدارس معا هذه المأساة بكل مسؤولية وأمانة فواجبنا أن نتفق كقادة مجتمعين على خطوات عملية لتثبيت وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه وقفا دائما ورفع المعاناة المستمرة عن الشعب الفلسطيني والاستجابة لأهدافه المشروعة في إقامة دولته المستقلة فمن دون ذلك لن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة الذي ننشده جميعا.
وإنني أهيب بالأخوة القادة بمواصلة الجهود التي بذلتها دولنا في إطار الجامعة العربية - وبالتعاون مع المجتمع الدولي - حتى نطمئن إلى التطبيق الفوري والشامل لقرار مجلس الأمن الأخير والداعي إلى وقف القتال تمهيدا للانسحاب الاسرائيلي الكامل وغير المشروط ورفع الحصار والمعاناة عن شعبنا في غزة

- quot;وإننا في هذا المقام نشيد بجهود فخامة الأخ الرئيس محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة ومساعيه الرامية لوقف إطلاق النار حقنا لدماء الأشقاء في غزة كما نقدر دعوته لعقد قمة شرم الشيخ الدولية والتي اكدت على تثبيت وقف اطلاق النار ورفع الحصار عن غزة وفتح المعابر واستكمال انسحاب إسرائيل من قطاع غزة من أجل تقديم المساعدات الانسانية والدعوة إلى عقد اجتماع دولي للدول المانحة في منتصف شهر فبراير القادم لاعادة إعمار ما دمرته الالة الحربية الاسرائيلية في غزة.
إننا نقدر الافكار والمقترحات ونثمن التحركات والجهود التي قام بها وقدمها العديد من الاخوة القادة في جهد مخلص لوقف تلك المأساة التي تعرض لها أشقاؤنا في غزة . فلهم جميعا منا بالغ الشكر والتقدير.
إن مماطلة إسرائيل في تنفيذ قرار مجلس الامن الاخير - وكعهدها في تجاهل قرارات الشرعية الدولية والالتزامات الثنائية ومتعددة الأطراف - تبرهن للعالم المرة تلو الأخرى حقيقة النوايا الاسرائيلية في الاعتماد على حق القوة وتجاهل قوة الحق لكنها بكل تأكيد مخطئة إن ظنت أن منطلق القوة كفيل بتحقيق الأمن والاستقرار . ولها في تاريخها شواهد كثيرة ومتتالية.


فتجارب التاريخ برهنت أن الحوار والمفاوضات والتفاهمات واحترام الالتزامات المبرمة وقرارات الشرعية الدولية هي النهج الامثل لتحقيق الامن والسلام والاستقرار . وأن القوة العسكرية والعدوان وسياسات قضم الأراضي والتشريد تشحن النفوس وتؤجج الكراهية وتغذي التطرف ... ليس في أوساط الفلسطينيين فحسب . وإنما يتعداهم إلى شعوب العالمين العربي والاسلامي وسائر دول العالم المحبة للسلام والعدالة . فتتوسع دائرة العنف وترتد آثارها وليذهب ضحيتها مزيد من الأبرياء .
إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ...
إننا مطالبون اليوم أن نقف معا وبكل صلابة مع أشقائنا الفلسطينيين في غزة . وأن نواصل تقديم كافة أشكال العون والاغاثة لهم والعمل على إعادة إعمار قطاع غزة في إطار جهد دولي مشترك ومن خلال مؤتمر دولي للدول المانحة .


وإن دولة الكويت يسرها أن تلبي النداء الذي وجهته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأنروا) بالتبرع الفوري لتغطية كامل احتياجاتها والمقدرة بأربعة وثلاثون مليون دولار إيمانا منها بالدور الانساني لهذه الوكالة ولمواجهة الحاجات العاجلة للاشقاء الفلسطينيين كما أنها ستدعم الجهد الدولي للدول المانحة وستشارك فيه .
إن تحقيق هذه الغايات ونجاح كل المساعي النبيلة تستلزم في المقام الأول توحيد الصف واتفاق الكلمة وإزالة الفرقة بين الأخوة في فلسطين . وأنني من هذا المنبر - وباسمكم جميعا- أدعو كافة القيادات الفلسطينية إلى الوحدة والتكاتف والتعاون . فما من خطر أعظم على إخوتنا في فلسطين - وعلينا جميعا كذلك - من الفرقة والتناحر بين الأشقاء . إخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ...


لم تكن القضية الفلسطينية بصفة عامة . والموقف العربي من مسلسل العدوان الاسرائيلي على شعبنا العربي في الأراضي العربية المحتلة . والذي يمثل العدوان المستمر على غزة أحد فصوله بصفة خاصة إلا مصدر توحيد في مواقفنا العربية ومنبع دعم وتأييد مستمر لنضال أشقاءنا وصدهم للعدوان. ولا نتصور ولا نريد أن يكون ذلك بأي حال من الأحوال مصدر انشقاق وفرقة وتمزق في مواقف دولنا تجاه هذه القضية المصيرية.
إننا لا نستطيع ولا نملك سوى أن نكون متحدين في مواقفنا ومطالبنا وإن اختلفت اجتهاداتنا وطرائق تعاملنا فكلنا ننشد المصلحة العليا للشعب الفلسطيني في حقه في الحياة والحرية والكرامة الانسانية التي لن تتحقق إلا بقيام دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف .


ولعل المبادرة العربية للسلام والتي اعتمدت وتكرر التأكيد عليها في عدة مؤتمرات قمة لنا تمثل الأساس لموقفنا العربي الواضح والصريح . نسأل الله القدير أن يرحم الشهداء الأبرار . ويحمي إخوتهم . ويجمع كلمتهم . ويوفقهم على طريق العزة والسداد . إنه سميع مجيب .

اننا مطالبون اليوم أن نقف معا وبكل صلابة مع أشقائنا الفلسطينيين في غزة. وأن نواصل تقديم كافة أشكال العون والاغاثة لهم والعمل على اعادة اعمار قطاع غزة في اطار جهد دولي مشترك ومن خلال مؤتمر دولي للدول المانحة.
ون دولة الكويت يسرها أن تلبي النداء الذي وجهته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بالتبرع الفوري لتغطية كامل احتياجاتها والمقدرة بأربعة وثلاثون مليون دولار ايمانا منها بالدور الانساني لهذه الوكالة ولمواجهة الحاجات العاجلة للأشقاء الفلسطينيين كما أنها ستدعم الجهد الدولي للدول المانحة وستشارك فيه.
ان تحقيق هذه الغايات ونجاح كل المساعي النبيلة تستلزم في المقام الأول توحيد الصف واتفاق الكلمة وازالة الفرقة بين الأخوة في فلسطين.
وأنني من هذا المنبر - وباسمكم جميعا - أدعو كافة القيادات الفلسطينية الى الوحدة والتكاتف والتعاون. فما من خطر أعظم على اخوتنا في فلسطين - وعلينا جميعا كذلك - من الفرقة والتناحر بين الأشقاء.
اخواني أصحاب الجلالة والفخامة والسمو...
ان واقع الحال في غالبية دولنا يشهد على تدني رهيب في مستويات المعيشة وتراجع كبير في الدخل الفعلي للفرد وارتفاع خطير في معدلات البطالة وخاصة بين الشباب . وواكب ذلك تخلف في نوعية الخدمات التعليمية اللازمة للتنمية الحديثة وضيق في القدرات الاستيعابية لمؤسساتها. وغالبية شعوبنا لا تنعم الا باليسير من مكونات الرعاية الصحية الحديثة. وتغذي هذه الاتجاهات السلبية ضغوط النمو السكاني. ولقد يسرت هذه الظروف - بكل أسف - هجرة العقول العربية ذات الخبرة والكفاءة الى الدول الاجنبية.
وأمام هذا الواقع المؤلم ورغم ما حبا الله بلادنا من خيرات وطاقات تخلفت قدرات دولنا على المساهمة في الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية. فتراجعت قيمة الصادرات التجارية للسلع والخدمات بينما ارتفعت في المقابل فواتير الواردات لتنهش المدخرات الوطنية ولتضعف قدرات اقتصاديات دولنا على النمو والتطور