الخرطوم: قال وزير الطاقة في حكومة جنوب السودان شبه المستقل يوم الاحد ان حكومته وافقت على خطط لبناء أول مصفاة لتكرير النفط بالجنوب بتكلفة تبلغ ملياري دولار وذلك في خطوة تجاه تعزيز البنية التحتية النفطية قبل استفتاء على الانفصال.

وينتج السودان أكثر من 500 ألف برميل يوميا من النفط الخام من حقول يقع معظمها في الجنوب غير الساحلي. لكن المصافي وخطوط الأنابيب تقع جميعها في شمال البلاد مما يعطي الخرطوم سيطرة على السلعة النفيسة.

وقال الوزير جون لوك في مقابلة مع رويترز quot;تعتزم حكومة جنوب السودان إنشاء مصفاة في منطقة أكون بولاية واراب ستخدم جميع ولايات غرب النيل السبع.quot;

وقال quot;سيستغرق (بناؤها) 36 شهرا على أقصى تقدير وستتكلف ملياري دولار.quot; وستغذي حقول النفط في ولاية الوحدة المصفاة بالخام.

وأضاف لوك أن شركة ايطالية تعمل حاليا على وضع تفاصيل المشروع وستطرح مناقصة للشركات السودانية والأجنبية quot;قريبا جداquot; لبناء المصفاة التي ستبلغ طاقتها الانتاجية 50 ألف برميل يوميا.

وساعد اكتشاف السودان للنفط على إعادة إشعال الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب والتي استمرت على فترات متقطعة منذ عام 1955 بسبب خلافات تتعلق بالايدولوجية والدين والعرق وأسفرت عن مقتل مليوني شخص.

ومنح اتفاق سلام جرى التوصل اليه عام 2005 سلطات واسعة لحكومة جديدة في جنوب السودان وقسم الثروة النفطية للبلاد وأعطى الجنوب حق إجراء استفتاء على الانفصال عام 2011.

وتسهم عائدات النفط بأكثر من 90 بالمئة من ميزانية جنوب السودان ونحو نصف الايرادات السنوية للخرطوم. ومن شأن إقامة مصافي تكرير في الجنوب أن يقلل من حاجة الجنوب الى التعاون مع الشمال في حالة الانفصال.

وقال لوك ان المصفاة ستكون مشروعا مشتركا بين شركة نايلبت الحكومية للنفط بالجنوب والشركة التي ستفوز بالمناقصة.

وسيجري تصدير جزء من النفط الى الدول المجاورة في ظل ضعف استهلاك جنوب السودان من النفط حاليا.

وتابع لوك أن الحكومة تعتزم أيضا إنشاء مصفاة ثانية لخدمة حقول خام مزيج دار الثقيل في منطقة أعالي النيل لكن ذلك المشروع سيؤجل لما بعد الاستفتاء.

وعانى الجنوب من عنف قبلي تصاعد هذا العام وأسفر عن مقتل 1200 شخص على الاقل وهو ما قد يثني مستثمرين محتملين. لكن لوك قال ان الموقع المخصص لاقامة المصفاة آمن.