الرياض: زادت البنوك السعودية مخصصاتها إلى أكثر من ثلاثة أمثالها، لمواجهة خسائر القروض هذا العام، مُثيرة مخاوف من أن بعضها قد يواجه مشكلات أخرى، بعد فضيحة مرتبطة بمجموعتين بارزتين، تسببت في تفاقم تباطؤ الإقراض.

وجنبت البنوك لسعودية مخصصات لمواجهة خسائر القروض بقيمة 6.04 مليار ريال (1.61 مليار دولار) في الأشهر التسعة الأولى من العام حتى نهاية سبتمبر، مقارنة مع 1.58 مليار ريال قبل عام.

وبسبب ضعف الشفافية بين البنوك السعودية، من غير الواضح ما إذا كانت الزيادة في المخصصات مرتبطة بالمخاوف بشأن مستويات الملاءة لمجموعتي سعد وأحمد حمد القصيبي وأخوانه السعوديتين المثقلتين بالديون، التي بدأت تظهر في يونيو.

وقال هشام أبو جامع، مدير إدارة الأصول لدى مجموعة بخيت الاستثمارية، وهي بنك استثمار سعودي، quot;الزيادة في المخصصات لتغطية خسائر القروض، تظهر أن البنوك السعودية غير مطمئنة، وأن المزيد من الشركات الخاصة والشركات التجارية قد يواجه صعوبات في سداد الديونquot;.

وانضم البنك الأهلي التجاري، أكبر بنك في المملكة من حيث الأصول، إلى بنوك سعودية أخرى، في إعلان زيادة حادة في المخصصات، وكانت مخصصاته في الربع الثالث هي أعلى مخصصات يجنبها بنك سعودي حتى الآن، منذ ظهرت المخاوف بشأن قدرة مجموعتي سعد والقصيبي على سداد ديونهما. والمجموعتان في قلب عملية إعادة هيكلة لديون تقدر بنحو 22 مليار دولار.

وبذلك يرتفع إجمالي مخصصات البنك الأهلي التجاري غير المدرج في البورصة في الأشهر التسعة حتى نهاية سبتمبر إلى 1.9 مليار ريال (497.5 مليون دولار) تعادل نحو تسعة أمثال ما كانت عليه قبل عام. وزاد البنك صافي أرباحه في الربع الثالث رغم أن كثيراً من البنوك السعودية، التي حققت زيادة في أرباح الربع، لم تضطر لتجنيب مثل هذا القدر من المخصصات. ويؤثر عدم اليقين بشأن تعرض البنوك السعودية لشركات، مثل سعد والقصيبي، على حملة الأسهم والمستثمرين.

وقال محلل مقيم في دبي، طلب عدم الكشف عن اسمه، quot;انه مبعث قلق كبير، لا سيما عندما ترى بنوكاً سعودية تتبنى توجهات مختلفة بشأن المخصصات، في الوقت الذي تسجل فيه نتائج متباينة خلال معظم الفصول الثلاثة في 2009quot;.

وعلى النقيض من نظائرها في دول كثيرة في أنحاء العالم، لم تكشف البنوك السعودية عن مستوى تعرضها لمجموعتي سعد والقصيبي. وقال محمد الجاسر، محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي، (البنك المركزي) في سبتمبر إن المشكلات المالية التي تواجهها المجموعتان لا تشكل مخاطر على النظام المصرفي في البلاد. وأضاف أن البنوك السعودية ستحرص على تجنيب مخصصات كافية لتغطية أي تعرض للديون المتعثرة.

وأشار مسؤول في صندوق النقد الدولي الثلاثاء إلى أن بنوك منطقة الخليج العربية ربما لا تزال تواجه زيادة في الديون المتعثرة، لكن اختبارات تشير إلى أن الأمر ربما يحتاج ضخ رؤوس أموال كبيرة، إذا زادت الديون المتعثرة بشكل حاد.

وتوسطت لجنة حكومية سعودية الشهر الماضي في اتفاق بين مجموعة سعد والدائنين السعوديين، إلا أنه لم يتم الكشف عن تفاصيل الاتفاق. وقال أبو جامع quot;حققت البنوك بشكل عام نتائج طيبة في الربع الثالث، ولذلك جنبت مخصصات كبيرة للغاية، لتغطية (القروض المتعثرة) في الربع الأخير، وبدء 2010 بأنظف سجل ممكنquot;.

وأضاف quot;ينبغي ألا يمنعها ذلك من الكشف عن تعرضها، ليس لمجموعتي سعد والقصيبي فحسب، وإنما لشركات أخرى، تواجه صعوبات، وذلك من أجل طمأنة المساهمينquot;.