كامل الشيرازي من الجزائر : شهدت الفترة الماضية تراجعا محسوسا لاستثمارات مجموعة quot;أوراسكوم تيليكومquot; المصرية للهاتف الخلوي في الجزائر، وأظهرت بيانات حديثة تلقت quot;إيلافquot; نسخة منها، أنّ التعاملات التجارية لشركة quot;جازيquot; العلامة التجارية لأوراسكوم في الجزائر، انخفضت العام المنقضي إلى حدود النصف، تماما مثل عجز أوراسكوم عن استيعاب عدد معتبر من الزبائن الجدد، خلافا لما شهده تواجدها بالجزائر طوال الثماني سنوات الماضية من إحرازات جعلت رقم أعمال المجموعة المصرية يرتفع إلى مستوى 1.8 مليار دولار.

بلغة الأرقام، عرفت استثمارات جازي التي يقودها quot;تامر مهديquot; تراجعا بواقع 167 مليون دولار، بعدما كانت تقدر بـ325 مليون دولار العام قبل الماضي، و392 مليون دولار سنة 2006، وخلافا لمعدلها السنوي المعتاد، لم تقو جازي في العام الأخير على اجتذاب أكثر من بضع آلاف زبون جديد، بريتم بطيئ مخالف لنجاحات شركة آل ساوريس في استمالة 14 مليون مشترك بشبكتها في الجزائر.

وتشغّل أوراسكوم لوحدها نحو 35 ألف موظف، وتتوفر على أكبر محول مكالمات بمسافة 23 ألف كيلومتر إضافة إلى 6500 هوائي استقبال، كما تحصي 150 ألف مكالمة يوميا، إضافة إلى 21 مليونا كعملية تعبئة شهريا، بيد أنّ انخفاض المردود العام سيلقي بظلاله على حصيلة شبكة جازي للعام الحالي، حتى وإن كان المتعامل المصري مرشحا للحفاظ على ريادته لسوق الهاتف الخلوي في الجزائر، بـ64 بالمئة من الحجم العام، بعد سبع سنوات على فتح الجزائر لسوق الهاتف الخلوي أمام المنافسة الأجنبية.

وكانت مجموعة quot;أوراسكومquot; المصرية وعلامتها التجارية quot;جازيquot; الرابح الأكبر في quot;حرب إلغاء الشرائح المجهولةquot; على حساب quot;الوطنيةquot; الكويتية وquot;الجزائريةquot; للاتصالات، حيث دعم إلغاء سلطة الضبط الجزائرية لنحو ثلاثة ملايين شريحة مجهولة الهوية أو ما اصطلح عليهم محليا بـquot;المشتركين الوهميينquot;، من تصدّر أوراسكوم لسوق الهاتف المحمول في الجزائر، بينما تفاقمت متاعب منافسيها، ما جعل quot;جازيquot; (العلامة التجارية لأوراسكوم تيليكوم) تحافظ على المقدمة بـ14 مليون مشترك، متبوعة بمؤسسة quot;موبيليسquot; التابعة quot;للجزائرية للاتصالاتquot;، التي تمتلك حوالي سبعة ملايين مشترك، فيما تبدو نجمة (العلامة التجارية للوطنية الكويتية) مرشحة إلى مزيد من الهبوط، رغم طرحها عديد العروض المغرية.

ويبلغ إجمالي عدد مشتركي الهاتف الخلوي في الجزائر نحو 28 مليونا، علما أنّه كان لا يتعدّى 86 ألف مشترك قبل ثماني سنوات، ما يجعل الجزائر الثانية عربيا بعد مصر، في وقت ارتفع رقم أعمال سوق الاتصالات الجزائرية إلى مستوى5 مليارات دولار وهو ما يمثل 4 بالمائة من الناتج الداخلي الخام للجزائر.وتتوقع مجموعة المرشدين العرب أن تتجاوز عوائد الاتصالات الخلوية والثابتة في الجزائر تتجاوز 4.7 بلايين دولار في 2011، مقارنة بحوالي 4.1 بلايين دولار العام الماضي.