إنتعاش الأسواق قادم وعلى الأبواب
آمال كبرى بإنحسار الأزمة في بريطانيا

إعداد نضال نعيسة: انتعشت الآمال بنهاية محنة أسواق الأسهم بينما ارتفعت هذه الأخيرة، إلى أعلى مستوياتها القياسية، في الوقت الذي يتكهن فيه كثير من الخبراء، والمحللين الاقتصاديين، بأن السوق قد تكون على عتبة سوق جديدة واعدة ومزدهرة. ويبدو أن أسواق الأسهم الإنكليزية ستشهد في المستقبل القريب، حالة من الانتعاش الواعد، مع موجة التفاؤل التي سادت مؤشر فوتسي، حين بلغ أعلى ارتفاعات وصل إليها في أحد عشر أسبوعاً، كما ذكر تقرير اقتصادي لصحيفة التلغراف كتبه إدموند كونواي والذي قال فيه إن مؤشر فوتسي قد ارتفع مئة نقطة أي بمعدل3،1% مغلقاً على أكبر ارتفاع له منذ العام 2003. ما حدا بالكثير من المراقبين إلى القول بأن الوجه الأسوأ من الأزمة المالية قد انتهى الآن.

وكان المؤشر قد انخفض في العام 2008 بمعدل 31 نقطة بالمائة، غير أنه عاود للارتفاع في أسبوعه الحادي عشر ليصل إلى 4،243،71 رغم الجو الحانق مع أنباء انتشار وباء انفلونزا الخنازير، والتحذيرات التي يطلقها صندوق النقد الدولي من أن الأزمة ما زالت في منتصف الطريق.

وقد رحب محللون اقتصاديون بهذه الأنباء، مع ارتفاع المؤشر بمعدل1،8% هذا الشهر، التي ترافقت مع أداء قوي من قطاع المصارف بالأمس. هذا ويتم تجاهل، وعدم النظر إلى كل الأنباء المخيبة، والمحبطة، فيما تقفز الأنباء المتفائلة إلى المقدمة في محاولة لإغراء المتعاملين للعودة والانخراط في الأسواق.ومن جهة أخرى، يؤكد أكثر من خبير مالي، ومحلل اقتصادي ومنهم على سبيل المثال السيد انتوني بولتون بأن الارتفاع في الأسعار قد بدأ للتو في شهر مارس. وإن كل المؤشرات على أن ركود السوق قد انتهى.

كما يشير تقرير من إعداد باركليز ويلث إلى أن احتمالية أن يكون عالم الاقتصاد قد تفادى للتو حالة الكساد، وأفلت من الركود الذي ألمّ به. أما هارون جيرويتز، الذي يشغل منصب رئيس مؤسسة استراتيجيا العالمية للاستثمار، فقد أدلى بدلوه قائلاً: quot;نحن نقترح بداية إضافة المزيد من المجازفة إلى المحافظ، والتطلع نحو آسيا لقيادة الانتعاش الاقتصادي. وأضاف قوله إن الأسواق الائتمانية لا بد ستنتعش حينما تتضاعف الشهية للمجازفة. غير أننا سنبقى حذرين بطريقة ما. فتقلبات وعدم ثبات الأسواق ستخف بالتدريج ونحن لا ندعو المستثمرين إلى زيادة مخصصات الأسهم إلى مستويات أعلى من المعايير الإستراتيجية المعمول بهاquot;.

وعلى أية حال، فقد حذر آخرون، فيما البنوك ما تزال تفتقر إلى المزيد من رؤوس الأموال الإضافية، بأن الأزمة، وما يرتبط منها من تكاسل للأسواق، يلزمها وقت أطول لكي تعمل كالمعتاد. قد تكون الأسواق، فعلاً، على عتبة مرحلة جديدة من الانتعاش بعد محاولات الإنعاش الإسعافية التي خضعت لها، وقد تكون تلك المحاولات قد أفلحت في لملمة جراحها لتمكنها من الوقوف على قدميها بعد صدمة الانهيارات الكارثية التي تعرضت لها عبر العالم من أقصاه إلى أقصاه، وهذا ما يأمل وما يطمح له كثيرون. وإن غدا لناظره قريب.