في وقت تسود فيه حالة كبيرة من الترقب بعدد كبير من الدول التي تتمتع بثقل اقتصادي على الساحة العالمية، انتظارا ً لما سيشهده العام الجديد من تطورات قد تحمل بين طياتها بوادر انفراجة لعامين شهدا ظروفا ً وأوضاعا ً غاية في الصعوبة، تعد صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية قائمة بأبرز عشرة توقعات من المرجح أن يشهدها الاقتصاد العالمي في عام 2010.

القاهرة: تراوحت تلك التوقعات ما بين مستويات إنفاق المستهلكين، ونمو معدلات التوظيف، وغيرها من الجوانب الاقتصادية. وتورد الصحيفة في النقاط التالية تلك التوقعات مدعومة ً برأي مجموعة من الخبراء.

1 ndash; انطلاق الانتعاش بشكل أقوى من المتوقع، وهو ما دعمه مايكل دردا، كبير الاقتصاديين بشركة إم كي إم بارتنرز بولاية كونكتيكت، حيث توقع إحراز نمو حقيقي في الناتج المحلي الإجمالي بمتوسط يقدر بنحو 4 % في الستة أرباع التي ستنتهي في كانون الأول/ ديسمبر عام 2010، وأرِجع الفضل في ذلك جزئيا ً إلى تحسن شروط الائتمان. كما أكد على ضرورة بدء الولايات المتحدة في توفير وظائف إضافية مطلع العام الجديد.

2- نمو الإنفاق الاستهلاكي بنحو 2 %، حيث تقول آشا بنغالور وغيرها من الخبراء في شركة نورثرن ترست، إنه quot;سيظل مقيدا ً بسبب ظروف ركود سوق العمل، وانخفاض القيمة الصافية، وتشديد أوضاع الائتمانquot;. 3 ndash; ظهور سندات الخزانة بصورة جيدة. حيث يقول الخبير الاقتصادي غاري شيلينغ، إن الاقتصاد المضطرب مازال يواجه ضغوطا ً انكماشية بسبب حالة الخمول التي تخيم على عدد كبير من المصانع وتواجد أعداد كبيرة من العاطلين عن العمل. ويتابع بتأكيده على أن سندات الخزانة القديمة الموثوق بها سوف تبلي بلاءً حسنا ً في ظل بحث المستثمرين عن السلامة، وهو ما سيحدث أيضا ً مع بعض الأسهم مدفوعة الأرباح مثل مرافق الكهرباء.

4 ndash; عدم ظهور سندات الخزانة على أفضل نحو ممكن، وهو ما توقعته كثير من الشركات المالية، بعد تحدثها عن زيادة متواضعة على أقل تقدير في أسعار الفائدة الخاصة بالسندات خلال عام 2010. وتشير الصحيفة في تلك الجزئية إلى أن ارتفاع المعدلات يميل لخفض أسعار السندات، وتتكهن بأن تقوم الحكومات بإصدار الكثير من الديون الجديدة، في حين سيظل المستثمرين متيقظين بشان إرتفاع الأسعار وتزايد خطر التضخم.

5- اتجاه الشركات للاستثمار بقدر قليل، فبالرغم من تأكيد خبراء شركة آي إتش اس جلوبال انسايت على عدم الحاجة لبناء مصانع جديدة خلال الوقت الراهن بشكل عام، إلا أنهم يلفتون في غضون ذلك إلى أن الشركات متخمة بالسيولة النقدية، وأنهم يتوقعون زيادة في الإنفاق على الاستثمارات البديلة لسحب شراء المعدات بشكل أكبر في 2010.

6 ndash; تحرك أسعار السلع الأساسية بانحراف، وفقا ً لتوقع شركة آي إتش اس جلوبال انسايت، التي استندت في ذلك على وجهة نظرها الخاصة بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 2.8 % بالنسبة للاقتصاد العالمي ( و 2.2 % بالنسبة للولايات المتحدة ). وحتى مع تسريع الصين لنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى ما يقرب من 10 %، لا تتوقع الشركة حدوث طفرة أخرى في أسعار السلع إلى الآن.

7 ndash; بقاء المصارف المركزية في وضعية متسارعة، حيث يقول مانوج برادان والزملاء المحللون في شركة مورغان ستانلي إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي والعديد من المصارف المركزية ستركز لبعض الوقت على الاستمرار في توفير القوة النقدية للتعافي من الركود.

8 ndash; استمرار الشكوك حول مدى ثبات سوق الذهب، حيث تنقل هنا الصحيفة عن الخبير الاقتصادي، إيد يارديني، إن الذهب ( الذي غالبا ً ما ينظر إليه على أنه تحوط ضد التضخم ) سوف يميل للتحرك جنبا ً إلى جنب مع مستويات الدين الحكومي. ويردف يارديني، الذي يدير شركة بحثية في نيويورك، بالقول إنه إذا ما تعافي الاقتصاد، فإنه لا داعي للقلق بصورة كبيرة من العودة المفاجئة للصحة المالية. وأكد على أن مشروع قانون الاعتمادات لعام 2010 سيكون محملا ً بتخصص للإنفاقات الجديدة.

9 ndash; نجاح الولايات المتحدة في تجاوز أوروبا واليابان، حيث يقول موقع Economy.com التابع لوكالة مودي للتصنيفات الائتمانية إن هذا التكهن قد بُني على التوقعات التي تتحدث عن أن الانتعاش الأميركي سيقوم تدريجيا ً بتجميع زخماً ذاتيا ً، وسيقوم بقطع مسافة نسبتها 5 % من النمو السنوي بحلول نهاية العام 2011، ومن ثم العودة في اتجاه السير بمعدل نسبته 3 % بحلول عام 2013. وذلك في الوقت الذي لم تشهد في اليابان تزايدا ً في معدلات نمو ناتجها المحلي الإجمالي عن 2 % منذ أربعة أعوام.

10 ndash; استمرار الجدل حول مسألة التوظيف في الولايات المتحدة الأميركية، فيرى اقتصاديون في ويلز فارغو للأوراق المالية أن مشكلة الوظائف الأميركية ليست مجرد مشكلة متعلقة بالكمية، وإنما تتعلق أيضا ً بالبنية التي تتواجد بها الوظائف في الكيان الاقتصادي. وهنا، تلفت الصحيفة إلى حقيقة اختفاء ما يقرب من 2 مليون وظيفة من وظائف الصناعات التحويلية أثناء موجة الركود العالمي، وأنها قد لا تعود مرة أخرى. ويتابع جون سيلفيا وزملاؤه في ويلز فارغو بقولهم :quot; سوف يستمر ضعف سوق العمل لفترة أطول مما كنا نود، لكن التكيف مع الحقائق الاقتصادية الجديدة سوف يقود إلى حدوث سلاسة في الانتقال من الركود إلى الانتعاشquot;.