طلال سلامة من برن (سويسرا): زادت سوق زوريخ المالية قيمتها، في العام الماضي، 20 في المئة، أما القيمة الكلية للأسهم الزرقاء الممتازة (Blue Chips)، وهي أسهم شركات ضخمة راسخة لها تاريخ طويل من الأرباح ودفعات الأرباح المنتظمة للمساهمين، فهي ارتفعت بنسبة 20.7 في المئة، من حيث المغذى، فان ما حققته بورصة زوريخ ينتمي الى بانوراما دولي لم يخش الأزمة المالية وتم شحنه بمضاربات عاتية نجم عنها أرباح هائلة. في الحقيقة، تتقدم أوروبا قليلاً على سويسرا. فسوق أمستردام المالية زادت قيمتها في عام واحد 36 في المئة. أما سوق ستوكهولم المالية فان قيمتها زادت 43 في المئة. اذن، لا يمكننا تصنيف 2009 عاماً أسوداً ولد على أطلال مصرف quot;ليمان بروذرزquot; الأميركي. مع ذلك، فان شهور شتاء 2009 دفع بورصة زوريخ والعديد من البورصات الأوروبية، على رأسها بورصة quot;بياتسا أفاريquot; الايطالية، الى الهاوية، لغاية أوائل شهر مارس(آذار) الماضي. بعدها، تمكنت بورصة زوريخ من تعويض 75 في المئة من خسائرها.

على صعيد التداولات، التي تمحورت خصوصاً حول الأسهم الزرقاء الممتازة، فان مصرف quot;يو بي اسquot; وحده قام بتحريك خمس ثرواته المالية الاجمالية. في المرتبة الثانية، نجد دخول الشركات السويسرية، صغيرة ومتوسطة الحجم، بشجاعة الى حلبة مضاربات بالأسهم ما ضمن لها أرباحاً رست على أكثر من 31 في المئة. هكذا، تمكنت هذه الشركات من توطيد أدائها السوقي، وبالتالي حجم استثماراتها، بصورة تخطت التوقعات.

علاوة على ذلك، قامت سوق زوريخ المالية بضخ موارد مالية من أجل تقوية الشركات المدرجة أسهمها على مؤشراتها. بالنسبة للعام الماضي، استطاعت بورصة زوريخ جني ثروات رسا مجموعها على 30 بليون فرنك سويسري، ومن ضمنها 250 مليون فرنك سويسري تقريباً تعلقت بالادراج الأولي لأسهم الشركات الجديدة. في ما يتعلق برسملة بورصة زوريخ، المقدرة بنحو 730 بليون فرنك سويسري، فانها شكلت في العام الماضي 31 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي مقارنة ب24 في المئة تقريباً للعام 2008، أما السيولة النقدية فهي زادت 160 في المئة، في العام الماضي، أي أنها تقدمت على عدة أسواق مالية أوروبية، يذكر أن بورصة فرانكفورت الألمانية زادت سيولتها 132 في المئة، في حين زادت السيولة المالية في بورصة مدريد 110 في المئة.