إعداد لؤي محمد من لندن: ظهرت علامات الإنعاش على مستوى المصانع في الولايات المتحدة وآسيا الاثنين، مما شحن المدينة التجارية في نيويورك quot;وول ستريتquot; بحالة من البهجة العارمة وإقبال واسع على الشراء، مما يعزز الشعور ببدء الاقتصاد استرجاع عافيته بشكل حقيقي.

لكن صحيفة النيويورك تايمز تتساءل ما إذا كان الركود الاقتصادي الذي أرخى قبضته من عنق الحياة الأميركية قد ترك وراءه ما يمكن تسميته بـ quot;الالتباس الكبيرquot;، وهي فترة تتطلب نقاشاً معمقاً حول مدى صلابة المؤشرات الاقتصادية ومدى قوة التحسنات البارزة للعيان.

فالإنتاج الصناعي في الولايات المتحدة قد اتسع خلال ديسمبر للشهر الخامس على التوالي، معمقاً معه الآمال ببدء تقلص البطالة التي بلغت رقمين، كذلك فإن طلبات الإعانة الاجتماعية الخاصة بالعاطلين عن العمل قد تقلّصت في الأسبوع الماضي. ويظن بعض الاقتصاديين أن البيانات التي ستنشر يوم الجمعة المقبل ستظهر أن الاقتصاد كسب وظائف جديدة في ديسمبر (كانون الأول)، وهو الشهر الأول الذي تحققت فيه زيادة بعدد الوظائف خلال السنتين الأخيرتين.

مع ذلك، ما زال هناك الكثير من الاقتصاديين القلقين من أن يضعف هذا الزخم قريباً، ليعود الاقتصاد معه إلى أوقات الركود.
ويمكن القول إن المجال الوحيد الذي يستطيع الاقتصاديون الإعلان عن تحقق توسع فيه هو كمية ما يقال وينشر عن الاقتصاد وربما ذلك أمر متوقع خلال الفترة الانتقالية ما بين الركود والتحرك نحو الأحسن.

وقال جوشوا شابيرو رئيس الاقتصاديين الأميركيين في مؤسسة quot;أم أف أر إنْكquot; المالية quot;أنت تستطيع أن تعود إلى الحقيقة المحزنة المتمثلة في بقاء المشاكل العويصة. وستكون هناك أمامنا فترة طاحنة طويلةquot;.

رغم ذلك فإنه لا يوجد هناك إلا القليل من الاقتصاديين الذين يتوقعون عودة الاقتصاد إلى حالة الركود، لكن الكثير منهم يخشون استمرار فترة النمو الركودي، الذي قد يستمر سنوات عدة، مثلما كان الحال بالنسبة إلى الاقتصاد الياباني خلال التسعينات من القرن الماضي، بعد نهاية فجائعية لفترة مضاربات مبالغ بها للعقارات.

وبعض الاقتصاديين يقارنون علامات التحسن في الاقتصاد الأميركي لما كان يجري في اليابان، حيث يعلن في الغالب عن تحقق انتصار قبل الأوان.

من جانبه، توقع الاقتصادي ستيفن كينغ، كبير الاقتصاديين في بنك quot;أتس أس بي سيquot; في لندن سيادة فترة طويلة من التكيف مع معدلات نمو اقتصادية بطيئة في الولايات المتحدة. لكن الاقتصاديين المتفائلين يؤكدون على أن آراء كهذه تفشل في أخذ ما حدث خلال الأشهر الأخيرة بنظر الاعتبار، فمجالات الاقتصاد التي دخلت فترات جمود كامل ابتدأت باسترجاع الحياة.

وانعكس هذا الوضع على مؤشر إدارة المشتريات الذي ارتفع إلى 55.9، وهو أعلى نسبة يصلها منذ أبريل/نيسان 2006، كذلك فإن بدء استعادة الاقتصاد عافيته قد تعزز مع الأخبار المقبلة من الصين، حيث أظهرت الأرقام التي نشرت الاثنين توسع الاقتصاد في شهر ديسمبر(كانون الأول) الماضي بمعدل أعلى من أي وقت منذ بدء الركود الاقتصادي العالمي. وهذا يعني أن نمواً قوياً في آسيا سيبعث بذبذباته إلى شتى أنحاء العالم، وسيساعد الولايات المتحدة على التصدير.