قال مسؤولون أردنيون إنّ عدد السياح الأسبان القادمين إلى المملكة خلال العام 2009 قد تراجع بأكثر من 26% نتيجة الأزمة الاقتصاديّة العالميّة. تحاول هيئة تنشيط السياحة الأردنية تعويض هذا التراجع من خلال استغلال الانفراج في سوق السياحة العالمي وتوفير الموارد المادية اللازمة للبقاء في السوق والمحافظة على حصة الأردن منه،وهو ما يتطلب استثمارًا أكبر في الترويج للمملكة ومكوناتها السياحية الثمينة. ويعتبر السوق الأسباني سوقًا مهمًّا من حيث موسميته التي تتركز في فترة الصيف التي عادة ما تشهد تراجعًا في أعداد زوار المواقع السياحية.

عمان: أكدت هيئة تنشيط السياحة الأردنية عزمها على تجاوز الآثار السلبية للأزمة المالية العالمية من خلال تكثيف نشاطها التسويقي في مختلف الأسواق العالمية، وأنها تولي اهتمامًا خاصًّا لأسواق جديدة مثل الهند والصين وهي أسواق كبيرة تشكل مصدرًا كبيرًا ومهمًّا للسياحة العالمية، إضافة إلى الأسواق السياحية في القارة الأميركية الجنوبية. وأنهت هيئة تنشيط السياحة الأردنية مشاركة ناجحة بمعرض السياحة الدولي في اسبانيا (فيتور 2010) الذي احتفل هذا العام بالعيد الثلاثين لانعقاده.

وشاركت الهيئة بجناح أردني ضم 16 مشاركًا من مختلف أطراف صناعة السياحة من مكاتب ووكالات سياحة وسفر وفنادق وشركات نقل والملكية الأردنية وسلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، وبمشاركة معالي وزير السياحة والآثار السيدة مها الخطيب ومدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف حميدي الفايز. وشهد الجناح الأردني خلال ثلاثة أيام إقبالاً كبيرًا من المشاركين الأسبان والعالميين من شركات ووكالات سياحة وسفر أبدت اهتمامًا كبيرًا بالمنتج السياحي الأردني. كما شهد الجناح إقبالاً مماثلاً من الجمهور الأسباني الذي افتتحت أبواب المعرض لاستقباله اعتبارًا من يوم السبت ولمدة يومين.

وتنوع الاهتمام الاسباني والعالمي خلال فترة انعقاد المعرض بمختلف الوجهات والخدمات السياحية التي تقدمها مكونات التجربة الأردنية الفريدة من سياحة التاريخ والآثار والمؤتمرات والحوافز والاستجمام والمغامرات. وقد أبدت العديد من الجهات اهتمامًا خاصًّا بالسياحة الدينية التي أصبحت عنصرًا مهمًّا من مكونات برامج زيارة السياح الأوروبيين وغيرهم.

مدير عام هيئة تنشيط السياحة نايف حميدي الفايز قال في تصريحات للصحافيين عقب عودته إلى العاصمة الأردنية إن الاهتمام المستمر في الأردن كموقع سياحي عالمي كان ظاهرًا خلال أيام انعقاد المعرض من قبل مختلف أطراف صناعة السياحة الممثلة في هذا التجمع العالمي الكبير والهام، مضيفا أن هناك طلب مشجع على الأردن كوجهة سياحية هامة.

وكشف الفايز عن توجه عدد من شركات الطيران الأردنية والاسبانية لتسيير رحلات إضافية وعارضة إلى المملكة خلال فترة الصيف لتلبية هذا الطلب على المنتج السياحي الأردني الفريد. وأكد الفايز ضرورة الإبقاء على هذا الاهتمام وزيادة نسبته من خلال رفع وتيرة التسويق للمنتج السياحي الأردني في مختلف الأسواق العالمية لاستغلال بوادر التحسن الذي بدأ يطرأ على سوق السياحة والسفر العالمي ولجذب مزيد من السياح للاستمتاع بكنوز المملكة السياحية.

وأضاف مدير عام هيئة تنشيط السياحة أن جودة المنتج السياحي وتنوعه الكبير،إضافة إلى السمعة العالمية الطيبة للمملكة حدت من تأثرنا بالأزمة الاقتصادية العالمية التي تركت أثرا مؤلما على دول مثل الدولة المضيفة أسبانيا التي تراجع عدد السياح القادمين إليها بنسبة تقارب من 9%. وقد انعقد معرض هذا العام في ظل تبعات هذه الأزمة التي تركت أثرًا كبيرًا على قطاع السياحة العالمي وعلى الدولة المضيفة اسبانيا التي شهدت انخفاضًا في أعداد السياح القادمين إليها وارتفاعًا في أعداد العاطلين عن العمل.