في تقرير لها تحت عنوان quot;قطر تغير من سياستها لدعم المركز الماليquot;، تلقي صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الضوء على حملة الإصلاح التي أطلقها مركز قطر المالي، وسيكون من شأنها العمل على إعادة توجيه جهود الدولة الغنية بالنفط على جذب إدارة الأصول وشركات التأمين في محاولة للتنافس مع باقي المراكز المالية الإقليمية.

وتمضي الصحيفة في هذا الإطار لتتناول هذا الأمر من عديد الزوايا من خلال مقابلة تجريها مع شاشانك سريفاستافا، الرئيس التنفيذي بالإنابة في هيئة مركز قطر للمال، بعد أن تلفت في مستهل حديثها إلى ما أقرته الهيئة من توجه استراتيجي جديد تعول عليه بأن يصبح مرحلة جديدة من تطورها. ثم تمضي لتقول إن تلك الخطوة تأتي في وقت تتخذ فيه الحكومة تحضيرات لوضع اللمسات النهائية على عملية تأخرت طويلا ً لتوحيد ثلاثة وكالات تنظيمية تحكم عملية التمويل في البلاد، وهي ( مُنظم مركز قطر للمال وسوق الأوراق المالية وإشراف البنك المركزي على القطاع المصرفي المحلي ).

وفي بداية حديثه مع الصحيفة، قال شاشانك إن التركيز سينصب الآن على تعزيز إدارة الأصول والتأمين وإعادة تأمين الصناعات. ويضيف بقوله:quot; سوف نركز الآن على تلك المحاور الثلاثة حيث نعتقد أن قطر سيكون بمقدورها أن تصبح بارزة في هذا الميدان. وستساعد الهيئة 31 من 100 موظف في العثور على وظائف جديدة بعد أن باتوا زائدين عن الحاجة، تزامنا ً مع بدئها مرحلة سوف تستعن فيها بمصادر خارجية لبعض وظائفهاquot;.

وهنا، تؤكد الصحيفة على أن قطر لا تزال تنمو بقوة رغم حالة الانكماش الإقليمي، ومع زيادة رواج المرافق الكبرى المُصدرة للغاز على مدار العام المقبل، من المقرر أن تشهد البلاد قفزة أخرى من النمو الاقتصادي، مع زيادة التركيز على تطوير الخدمات المالية في ظل سعيها لتنويع الاقتصاد. وتمضي الصحيفة في هذا الإطار كذلك لتشير إلى أن قطر أصبحت ndash; جنبا ً إلى جنب مع أبو ظبي والمملكة العربية السعودية - بمثابة وعاء العسل بالنسبة للمصرفيين المتعطشين لإبرام صفقات ويتمركزون في مركز دبي المالي، وذلك بفضل إصدار سندات الدين، وعمليات الدمج، وعمليات الشراء الخارجية باهظة التكلفة من جانب صناديق الثروة السيادية القطرية.

ومع هذا، تلفت الصحيفة إلى حزمة التساؤلات التي طفت على السطح بشأن سيادة القانون والحكم في المجال المالي بعد أن أفادت مجلة quot;يورومونيquot; بأن دافيد بروكتور، الرئيس التنفيذي السابق لبنك ( الخليجي ) المحلي غير التابع لمركز قطر المالي، محاصر في قطر، ( رغم عدم وجود اتهامات ) في الوقت الذي رفضت فيه السلطات القطرية إصدار تصريح بالخروج للمصرفي السابق ببنك ستاندرد تشارترد في خضم معركة سياسية واضحة يشهدها البنك. وهنا، تعاود الصحيفة لتنقل عن شاشانك تأكيده على أن quot;المركز سيستمر في تشجيع البنوك لتطوير عملياتها في الدوحة، لكن المركز سيصب تركيزه على خلق مجالات جديدة للخبرة لتمييز قطر عن منافسيها الإقليميينquot;.

وتختم الصحيفة حديثها بالقول إن هناك جانبا ً آخرا ً وراء التحول المالي للدوحة يتمثل في إقامة قطر القابضة لمشروع مشترك مع بورصة نيويورك يورونكست لتحويل البورصة المحلية إلى منصة عصرية، في الوقت الذي تتنافس فيه بورصات المنطقة لكسب الهيمنة على الصعيد الإقليمي، في مناوشة تشكل جزءا ً من معركة أكبر لدور المركز المالي.