فرانكفورت (ألمانيا): ألغيت مئات الرحلات على متن طائرات شركة لوفتهانزا الاثنين، في حين بدأ طيّارو أكبر شركات الطيران الألمانية إضراباً كبيراً، يتوقع استمراره حتى الخميس.

وبدأ الإضراب تلبية لدعوة نقابات الطيارين (أكثر من أربعة آلاف طيار) منتصف ليل الأحد الاثنين (23:00 ت غ). وستستمر حركة الإضراب، التي تبدو الأهم في تاريخ أكبر شركة طيران أوروبية، حتى الساعة 23:59 (22:59 ت غ) الخميس.

ووضعت الشركة خطة لرحلات طارئة، تقضي بتأمين ما بين 50 إلى 60% من الرحلات الاثنين، أي حوالي ألف رحلة. لكن عدداً من هذه الرحلات ألغي مع ذلك صباح الاثنين، بحسب ما أعلنت متحدثة باسم لوفتهانزا، ويتوقع أن تلقى رحلات أخرى المصير نفسه.

وكانت لوفتهانزا أعلنت الجمعة أنها ستلغي ثلثي رحلاتها المقررة من الاثنين إلى الخميس، أي 3200 رحلة، ونشرت لائحة الوجهات التي تؤمّنها من الآن وحتى الخميس. وسيكون اليوم الاثنين أقل تأثّراً من الأيام التالية. وفشل طرفا النزاع في التفاهم حول وسائل استئناف المفاوضات خلال نهاية الأسبوع.

وتطالب نقابة الطيارين بالاتفاقية نفسها المتعلقة بالرواتب لكل طياري المجموعة، الذين يقودون طائرات تحمل شعار لوفتهانزا، بمن فيهم الطيارون العاملون في فروعها في الخارج، وهو ما ترفضه الشركة.

يذكر أن فرعي quot;جيرمانوينغزquot; وquot;لوفتهانزا للشحنquot; معنيان أيضاً بالإضراب. إلا أن الوجهات التي تقوم الشركات الإقليمية التابعة لشركة لوفتهانزا بتسيير رحلات إليها، فلن تتأثّر في المقابل بحركة الإضراب. وتسيّر الشركة نحو 1800 رحلة يومياً، من بينها 160 رحلة عابرة للقارات، وهو الرقم الذي يشمل أيضاً رحلات شركاتها الإقليمية.

ونجحت لوفتهانزا في تنظيم نفسها لضمان عدد مناسب من الرحلات، عبر لجوئها إلى شركاتها الإقليمية وفرعها البريطاني بريتش ميدلاند، وعبر استئجار طائرات من شركات أخرى، كما أعلن توماس فون شتورم (من نقابة الطيارين) لصحيفة quot;سودويتشي تسايتونغquot;.

وقال فون شتورم quot;إن كلفة الإضراب لا تقاس فقط بعدد الرحلات التي ألغيت، لأن الكثير من الناس لا يقومون بالحجز، واستئجار طائرات أخرى باهظ الكلفةquot;. وتتوقع لوفتهانزا ربحاً فائتاً يقارب 100 مليون يورو في هذه الأيام الأربعة من الإضراب، في حال إلغاء كل رحلاتها. ويواجه الطيارون المضربون الاثنين سيلاً من الانتقادات من الأوساط الاقتصادية.

ففي صحيفة quot;برلينر تسايتونغquot;، وصف رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة مارتن فانسليبن حركتهم بأنها quot;غير مسؤولةquot;، في الوقت الذي ينهض الاقتصاد الألماني رويداً رويداً من الانكماش الخطر العام الماضي.