ردود فعل متباينة وعواقب من المنتظر أن تلقي بظلالها الواسعة على شركة طيران لوفتهانزا الألمانية، بعدما أعلنت أن طياريها بدأوا إضراباً عن العمل اليوم الاثنين، بعد إخفاق محاولات للتوصل إلى حل وسط. فتقول من جهتها صحيفة quot;كولنر شتات أنتسايغرquot; الألمانية في عددها الصادر اليوم إن ذلك الإضراب قد يُكلِّف الشركة خسائر تزيد قيمتها عن 65 مليون يورو، وما يصل إلى 100 مليون يورو، إذا ما تم إلغاء الرحلات كافة.

إعداد أشرف أبوجلالة من القاهرة: وتشير الصحيفة في هذا السياق إلى أن الطيارين يرغبون في زيادة رواتبهم بنسبة 6.4 %. في حين أكّد ستيفان لوير عضو مجلس إدارة لوفتهانزا لصحيفة فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ يوم الأحد أن الشركة مستعدة لضمان وظائف كل الطيارين حتى نهاية 2012 ، مضيفاً أن بإمكانها تمديد الضمانات حتى 2013 أو 2014، إذا كان الطيارون مستعدين للتخلي عن زيادة الرواتب لأكثر من 12 شهراً.

أما صحيفة واشنطن بوست الأميركية فذكرت في عددها الصادر الاثنين كذلك أن الشركة لجأت إلى القضاء من أجل المطالبة بوقف ذلك الإضراب، الذي سيقوم به أكثر من 4000 آلاف من طياريها. وأفادت في الوقت عينه بأن كلوديا لانغ، المتحدثة باسم لوفتهانزا، قد أدلت بتصريحات لوكالة أنباء quot;أسوشيتد برسquot;، قالت فيها إن الشركة تأمل في التوصل لقرار بحلول يوم غد الثلاثاء. وأشارت إلى أنهم قاموا برفع دعوى قضائية في مسعى من جانبهم إلى تجنب إلحاق المزيد من الأضرار بركابها وعملائها والمساهمين. هذا وقد تم اليوم إلغاء ما يقرب من نصف رحلات الشركة، البالغ عددها 1800 رحلة، وتأثر بذلك نحو عشرة آلاف مسافر حول العالم.

طيارو لوفتهانزا يبدأون إضراباً عن العمل لمدة أربعة أيام

طيّارو لوفتهانزا يعلنون الإضراب حتى الخميس

فيما قالت شركة الخطوط السنغافورية إن المسافرين عبر طائراتها قد يتضررون كثيراً نتيجة لهذا الإضراب، وأشارت إلى أن ذلك سيؤدي إلى إلغاء ما يقرب من 260 رحلة، تعمل بنظام الرمز المشترك. وهو الأمر الذي دفع الشركة إلى مطالبة عملائها بالاتصال بوكلاء السفر أو بشركة لوفتهانزا مباشرة للتنسيق حول ترتيبات بديلة لربط الرحلات.

كما أكدت الشركة أنها ستتنازل عن الرسوم الإدارية والعقوبات لإعادة الأموال للمسافرين الحاملين لتذاكر مؤكدة أو تحويل مسارهم، لافتة إلى أن ذلك الأمر ينطبق فقط على التذاكر التي جرى حجزها في أو قبل الثامن عشر من شهر شباط / فبراير الجاري للسفر في الفترة ما بين 22 و 25 من الشهر نفسه.

أما مجلة دير شبيغل الألمانية فأوردت في عددها الصادر اليوم أن ذلك الإضراب هو الأكبر من نوعه في تاريخ الطيران الألماني، ولفتت إلى أن القائمين على الصناعة في البلاد تنتابهم حالة من الذعر والقلق، خشية أن يكون لذلك أثره السلبي على الاقتصاد الألماني. ثم تمضي المجلة لتشير إلى حالة الفوضى والارتباك التي أحدثها هذا الإضراب في مطارات فرانكفورت، وميونخ، وهامبورغ، ودوسلدورف، وبرلين. الأمر الذي أجبر المسافرين على الحجز مرة أخرى على رحلات شركات منافسة وأخرى تابعة للوفتهانزا، أو الاستعانة بالقطار في السفريات الداخلية.

ونقلت المجلة ما صرح به اليوم ناطق باسم الشركة لإذاعة دويتشلاندفونك، حيث قال quot;تتحمل نقابة الطيارين وحدها مسؤولية ما حدث من عواقب، سواء في ما يخص العملاء ومستقبل الشركة وألمانيا كمركز اقتصاديquot;. فيما دافع وينفريد شترايخر، رئيس النقابة، عن قرار الإضراب بقوله quot;إن قامت لوفتهانزا بشراء مزيد من الطائرات في شرق أوروبا على سبيل المثال، فإن جميعنا سيعمل نظير رواتب هزيلة عما قريب. كما تًُلمح لنا الإدارة بشكل دائم إلى أنها ستقوم بنقل أعمالها إلى الخارج، إذا لم يتم تحقيق مدخرات. فماذا يمكنك أن تسمّي هذا سوى أنه محاولة للابتزازquot;.