في العام الماضي، استهلكت أوروبا ما مجموعه 3042 تيراواط ساعة من الطاقة الكهربائية. بيد أن حوالي 608 تيراواط ساعة منها، أي 20 % تقريباً، تم إنتاجها بوساطة مصادر الطاقة المتجددة التي تتمسك بها الدول الأوروبية لتنال، في المستقبل القريب، استقلالها الطاقوي، ولو بصورة متواضعة.

برن ( سويسرا): تقع الدول الأوروبية، لا سيما في فصل الشتاء، رهن الصراعات غير الأوروبية، على رأسها عمليات تصفية الحسابات المالية بين أوكرانيا وروسيا، التي ساهمت، أكثر من مرة، في إغلاق quot;حنفياتquot; توزيع الغاز والنفط تجاه دول أوروبا الشمالية.

علاوة على ذلك، تستأثر الطاقة المائية الكهربائية بنحو 11 % مما أنتجته أوروبا من طاقة متجددة، في العام 2009. في المركز الثاني نجد الطاقة الريحية (4 %)، ثم الشمسية (0.5 %). خلال العام، أقدمت الدول الأوروبية على إنشاء قدرات طاقوية متجددة، جديدة، من شأنها توليد حوالي 27 غيغاواط ساعة من الطاقة الكهربائية. ومرة أخرى، تستأثر الطاقة الريحية بنحو 37 % من هذه المنشآت الطاقوية الجديدة. يليها الطاقة الفوتوضوئية (21 %) ثم المائية-الكهربائية (1.4 %)، وأخيراً الطاقة الشمسية (0.4 %).

أما في السنوات العشر المقبلة، فتأمل أوروبا في توليد لغاية 1400 تيراواط ساعة من الطاقة الكهربائية بمساعدة منشآت الطاقة المتجددة، بهدف تغطية 35 إلى 40 % من حاجات دول الاتحاد الأوروبي. في سياق متصل، يشير رونالد إيشباخ، الخبير الطاقوي السويسري، إلى أن سويسرا متمسكة بالطاقة النووية، مع أنها ترحب بفكرة استغلال مصادر الطاقة المتجددة.

وثمة تباين شاسع بين إنتاج الطاقة النووية وتلك المتجددة حالياً. فالنووي يمكن بيعه إلى الخارج بأسعار تنافسية، كما تفعل سويسرا اليوم مع دول مجاورة، كما إيطاليا والنمسا وألمانيا. أما الطاقة المتجددة فهي مخصصة للاستهلاك محلياً بصورة كاملة.

ويتوقف الخبير إيشباخ للإشارة إلى أن إنتاج الطاقة النووية، بشروط لا تؤذي لا البيئة ولا السكان، نعمة وليست نقمة. على صعيد سويسرا، ينوه هذا الخبير بأن فاتورة الكهرباء السنوية، لكل أسرة هنا، زهيدة (لا يتخطى معدلها 200 فرنك سويسري) مقارنة بالعبء الذي يتراكم على الأسر الأوروبية، التي تنفق ما معدله 8 إلى 10 أضعاف ما يُنفق في سويسرا لتغطية استهلاكها السنوي للطاقة الكهربائية.