لا يمكن لصناعة الأنسجة أن تستغني عن القطن لانتاج الألبسة. فمن جراء ارتفاع أسعار القطن، يستعد المستهلكون، السويسريون وغير، لشراء ألبستهم بأسعار أعلى من العام الماضي بسبب الضغوط التي تتعرض لها صناعات الأنسجة والألبسة، عالمياً.


برن: يشير الخبراء السويسريون الى أن أسعار القطن، وهي مادة أولية، زادت 80 في المئة تقريباً منذ الصيف الفائت. ولو نظرنا الى مؤشرات القطن، كما (Cotlook-A-Index) التي تمثل أبرز أسواق القطن الآسيوية، لوجدنا أن سعر نصف كيلوغرام القطن، في فترة أعياد الميلاد، وصل الى 1.75 دولار أميركي. في شهر سبتمبر(أيلول) الماضي، رسا هذا السعر على 94 سنتاً فقط. وفي أسواق أخرى، غير آسيوية، وصل سعر القطن الى مستويات قياسية.

ويعزي الخبراء السويسريون ارتفاع أسعار القطن الى باقة من العوامل المؤثرة. فمحاصيل القطن غالباً ما كانت مخيبة للآمال، في السنوات الأخيرة. وتدخل باكستان، التي تعتبر رابع أكبر مصدرة للقطن حول العالم، ضمن هذه العوامل لكونها رزحت تحت طوفانات عاتية في الصيف الماضي. وبما أن الطلب المتأتي من الدول الآسيوية، التي تحولت الى مصانع الأنسجة والألبسة للعالم برمته، يتراكم بدوره، للآن، من دون ايجاد تجهيزات القطن الضرورية لها، فان جميع الدول والشركات، خارج آسيا، عليها الوقوف في طابور، لا ينتهي، للحصول على احتياجاتها، الصناعية والاستهلاكية، من القطن!

في سياق متصل، تشير الخبيرة أندريا فيدمار لصحيفة ايلاف الى أن العديد من شركات انتاج الألبسة، هنا، أعادت تنظيم أجندة تسليم السلع الى عملائها من جراء ارتفاع أسعار القطن. بالنسبة للعام، فان المستهلكين المحليين سيدفعون 5 الى 10 في المئة أكثر لشراء ألبستهم بما أن المصانع المحلية سترفع، بدورها، تكاليف الانتاج.

علاوة على ذلك، تنوه الخبيرة فيدمار بأن قوة الفرنك السويسري ساعدت قليلاً في امتصاص ارتفاع أسعار القطن. فالمصانع هنا تشتري هذه المادة الأولية باليورو الذي تراجعت قيمته، في الآونة الأخيرة، أمام العملة الوطنية. كما تتوقع هذه الخبيرة زيادة جديدة، في أسعار القطن، هنا، في الخريف القادم. أما على الصعيد العالمي، فان أسعار القطن ستواصل ارتفاعها لفترة طويلة الأجل.