أعادت وفاة رجل الأعمال الكويتيّ ناصر الخرافي إلى الواجهة مسألة الشركات العائلية، ومسألة ارتباط هذه الشركات والمجموعات بإدارة الشخص الواحد، وتضعضع ثقة المستثمرين بالشركة والورثة وامكانية ادارتهم لها بالعقلية نفسها بابتعاده عنها لسبب أو لآخر.


نزيهة سعيد من المنامة، وكالات: تأثّرت مؤشرات سوق الكويت للأوراق المالية في بداية تعاملاتها اليوم الأحدبخبر وفاة رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي في مصر إثر سكتة قلبية باغتته في القاهرة فجر الأحد.

ففقد المؤشر السعري 55 نقطة ليتراجع إلى مستوى 6332 نقطة، وتراجع المؤشر الوزني 8.25 نقطة، إلا أنه عاد إلى مستوى 445.45 نقطة في وقت لاحق.

يأتي ذلك في الوقت الذي يتم فيه نقل جثمان رجل الأعمال الكويتي من مستشفى السلام إلى مطار القاهرة، لإعادته إلى الكويت على متن quot;طائرة أميريةquot;.

وفي رصد لسير البورصة الكويتية اليوم فإن كل مؤشرات القطاعات خسرت، عدا التأمين، الذي بقي دون تغير، فيما خسر بعضها بشكل كبير، وبنسبة أكثر من واحد بالمائة، مثل غير الكويتي والبنوك والاستثمار والصناعة، ولم يسجل أي من الأسهم ارتفاعًا، حيث غاب اللون الأخضر بشكل واضح وللمرة الأولىبهذا الشكل، وكان الأكثر خسارة سهم الاستثمارات الوطنية بفقدان 8.5 %، والجزيرة بنسبة مقاربة، وصافتك وقابضة مصرية كويتية ووطنية عقارية، وكلها بنسب فاقت 6.7 %.

عن ذلك، يقول الباحث الاقتصادي البحريني الدكتور جاسم حسين إن تأثر أسهم الشركات التي تملكها مجموعة الخرافي في البورصة بعد وفاة ناصر الخرافي تعيد إلى الواجهة مسألة الشركات العائلية، ومسألة ارتباط هذه الشركات والمجموعات بإدارة الشخص الواحد، وتضعضع ثقة المستثمرين بالشركة والورثة وامكانية ادارتهم لها بالعقلية نفسهابابتعاده عنها لسبب أو لآخر.

وأضاف الدكتور حسين: quot;موضوع الشركات العائلية يثار كلما غاب أحد أقطاب الشركات العائلية في منطقة الخليج، حيث إن البحث في أمر تطبيق الإدارة الحديثة غير المركزية وطرح بعض أسهم الشركة في إصدارات أولية قد يعزز من مكانة الشركة ويحمي مصالحها والمستثمرين فيهاquot;.

وبيّن الدكتور حسين أن الشركات العائلية في الخليج تتوسع وتتطور في مجالات عمل مترابطة أو غير مترابطة بناء على العلاقات التي تخلقها في سوق الدولة الواحدة أو دول الخليج أو حتى في الوطن العربي، لتخلق أخطبوطًا من الأعمال مبنيًا على أسس التجارة العائلية، وهو ما يؤثر على مكانتها، في حال غياب الرأس أو قائد المسيرةquot;.

ويختتم الدكتور جاسم حسين بالقول إنquot;وفاة رجل الأعمال الكويتي المحنّك وذي الباع الطويل في الأسواق فيكل أنحاء الوطن العربي قد لا يكون لها تأثير سلبي على شركاته وأسهمها في البورصات المختلفة، لكنه فرصة لبقية الشركات العائلية لتتخذ العبرة، وتبدأ في تطوير نماذج أعمالهاquot;.

وكانت مجلة فوربس قد صنفت ناصر الخرافي (مع عائلته)، ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة قدرتها بـ 14 مليار دولار لعام 2008، متقدمًا ستة مراتب عن سنة 2007.

رحيل رجل الأعمال الكويتي ناصر الخرافي يثير مخاوف اقتصادية

الى ذلك، أبدى اقتصاديون تخوفًا من تأثر أسهم شركاته ضمن مجموعة الخرافي الذي توفيّ فجر الأحد ، والتي تعد إحدى المجموعات الكويتية الكبرى التي تأسست عام 1976، والتي تضم عدداً من الشركات، وتقدم خدمات في ميادين الهندسة والإنشاءات والصيانة، على أنها تركز بشكل رئيسي على قطاع النفط والمياه والكيماويات والطاقة.

يذكر أن ناصر الخرافي من مواليد عام 1944، وهو نجل رجل الأعمال الكويتي الراحل محمد عبد المحسن الخرافي وشقيق رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم الخرافي، ومن مؤسسي مجموعة الخرافي، التي تضم عدداً ضخماً من الشركات. ونقل عن مصدر مسؤول في مجموعة الخرافى الكويتية بالقاهرة قوله إن ناصر الخرافي تعرّض لأزمة قلبية حادة مساء أمس السبت نقل على إثرها الى المستشفى حيث توفي فيه.

وصنفت مجلة فوربس ناصر الخرافي (مع عائلته) ضمن قائمة أغنى أغنياء العالم بثروة قدرتها بنحو 11.5 مليار دولار.

يشار إلى أن ناصر الخرافي هو عضو مجلس إدارة بنك الكويت الوطني وشركة الخير التابعة للمجموعة التي تمتلك 16.5 % من زين، و33% من شركة ساحل، و68% من استثمارات الوطنية، و48% من المال، و37.5% من كابلات، و16% من أنابيب، و67% من أغذية و18% من القابضة المصرية الكويتية.

كما يعد ناصر الخرافي من كبار المستثمرين العرب والخليجيين في مصر، حيث تدخل مجموعته الاستثماريةquot; الخرافيquot; في 35 قطاعًا، أبرزها الطاقة والاتصالات والعقارات والسياحة والمطارات والإعلام، باستثمارات تزيد قيمتها على 7 مليارات دولار.

وأحدث استثمارات المجموعة في مصر كانت الفوز بمناقصة توريد وتركيب وتشغيل محطتي كهرباء في مدينتي الإسماعيلية ودمياط بقيمة 650 مليون دولار. وتعد الشركة القابضة المصرية الكويتية من ضمن أنشط الاسهم الدولارية في البورصة المصرية الذراع الاستثمارية للمجموعة في القاهرة.

ومن أهم استثمارات الخرافي أيضًا مطار مرسى علم الدولي، الذي شيدته المجموعة بنظام quot;بي او تيquot; بتكلفة إجمالية بلغت حوالى 2.1 مليار دولار، اضافة الى مشروع quot;بورت غالبquot;، الذي يضم مارينا بسعة 1050 يختا، وتعد أكبر مارينا لليخوت في الشرق الأوسط، إلى جانب مجمع عقاري ضخم، وأتاحت المجموعة الآلاف من فرص العمل للمصريين.

ويعتبر الراحل أحد الاعضاء الرئيسيين في بنك الكويت الوطني، وهو يشغل منصب عضو مجلس ادارة البنك، اضافة الى عضويته في العديد من الشركات الاخرى، وحصل على الكثير من الاوسمة، منها وسام الاستقلال من الدرجة الاولى، الذي منحه اياه العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني في عام 2004، تقديرا لاسهاماته المتميزة في دعم الاقتصاد العربي ودوره الريادي في تعزيز الاستثمار في الاردن.

كما كرم اتحاد المهندسين العرب فقيد الكويت في دمشق في عام 2007 تقديرًا لجهوده ودعمه للاتحاد وللمشاريع الاستثمارية القيمة التي قامت بها مجموعة الخرافي في الوطن العربي في مختلف قطاعات التنمية الاقتصادية والسياحية والهندسية.

ومنح مجلس امناء الجامعة الأميركية في بيروت الراحل ناصر الخرافي في عام 2006 شهادة الدكتوراه الفخرية في الآداب تقديرا لانجازاته واسهاماته المتعددة في مجالات الاقتصاد والاعمال والمجتمع على مستوى العالم العربي والشرق الاوسط، الامر الذي اعتبره الفقيد تشريفًا لدولة الكويت وليس له.

كما حصل الفقيد على وسام الاستحقاق الوطني بدرجة (أسد) من الرئيس السنغالي عام 2007، وحصل على وسام الفارس العظيم من رئيس جامبيا عام 2002. وشغل الراحل مناصب عدة في مؤسسات وشركات استثمارية عربية واجنبية، ومنها رئيس مجلس ادارة الشركة القابضة المصرية - الكويتية وعضو لجنة المشاريع التنموية الكويتية الايرانية المشتركة. وحاز الراحل دبلومًا في التجارة وادارة الاعمال من جامعة ليفربول في المملكة المتحدة.