بروكسل: بحلول صباح أول أيام العام الجديد، الاربعاء المقبل،rsquo;يستيقظ سكان لاتفيا، ليس فقط على شمس عام جديد، ولكن أيضا على عملة جديدة.فبعد غد تصبح لاتفيا، الدولة الصغيرة (السوفياتية سابقا) المطلة على بحر البلطيق، العضو رقم 18 في منطقة اليورو، في وقت تبدأ فيه العملة الأوروبية في التعافي من تداعيات أزمة اقتصادية عنيفة.ويثق مسؤولون في لاتفيا بأن التحول إلى اليورو سيعزز اقتصاد بلادهم، صاحبة أعلى معدل نمو في الاتحاد الأوروبي.

وقال فالديس دومبروفسكيس، رئيس وزراء لاتفيا المنتهية ولايته، على هامش قمة الاتحاد الاوروبي في بروكسل مؤخرا إن lsquo;الانضمام إلى منطقة اليورو يعني الانضمام إلى عملة أقوى وأكثر عالمية، وهو ما سيعود بالفائدة على الاقتصادrsquo;.لكن المواطن اللاتفي العادي يبدو أقل حماسا، بعد أن أعرب نصف سكان البلاد البالغ عددهم 2 مليون نسمة عن تأييدهم للانضمام إلى منطقة اليورو في أحدث استطلاعات للرأي .وتعامل دومبروفسكيس وحكومته مع ذلك بنجاح، حيث أشاروا إلى تجربة جارتهم إستونيا، التي شهدت ارتفاعا ملحوظا في معدلات تأييد اليورو بعد تدشين العملة في عام 2011، في الوقت الذي كانت فيه أزمة اليورو لا تزال في ذروتها.وقال توماس هندريك إلفيس، رئيس إستونيا، في اجتماع لزعماء منطقة البلطيق عقد في شهر تشرين اول/أكتوبر الماضي lsquo;إنها علامة جودة حقيقية بالنسبة لأي دولة ولاقتصادها ولنظامها المالي أن تصبح عضوا في منطقة اليوروrsquo;، مؤكدا أن الانضمام إلى اليورو lsquo;يجلب مزايا كبيرة فيما يتعلق بالقدرة التنافسية والاستثمار الأجنبي المباشر وأيضا العلاقات التجاريةrsquo;.
وأشار دومبروفسكيس إلى أن الشعور بفقدان الثقة لدى مواطني لاتفيا تصاعد بعد استمرار ترديد مصطلح lsquo;الأزمةrsquo; حول منطقة اليورو طوال ثلاث سنوات. وفي الربع الثاني من عام 2013 خرج التكتل من فترة ركود استمرت ثمانية عشر شهرا.
وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أمام القمة التي حضرها دومبروفسكيس lsquo;لقد حققنا تقدما في تحقيق الاستقرار بمنطقة اليورو.. يمكننا القول الآن إن 18 دولة من 28 (دول الاتحاد الأوروبي) أعضاء في العملة المشتركة. أنا سعيدة بانضمام لاتفياrsquo;.لكن مواطني لاتفيا يشعرون أيضا بالقلق من أن العملة الجديدة ستؤدي إلى زيادة في الأسعار، كما أعربوا عن حزنهم قبيل وداع عملتهم الوطنية الـrsquo;لاتrsquo;.وسيبلغ سعر صرف اللات مقابل اليورو 0.7028 لات، وهو نفس سعر الصرف المستخدم حاليا. ويعتبر اللات رمزا لاستقلال لاتفيا عن الاتحاد السوفيتي في عام 1991.ولتسهيل التحول ستحمل عملات اليورو المعدنية نفس الصورة التي كانت على القطع المعدنية فئة الخمسة لات، وهي صورة امرأة ترتدي الزي الوطني .
ويقول دومبروفسكيس lsquo;بالتأكيد، هناك درجة من الحنين للاتhellip; أعتقد أن اللات خدمنا جيداhellip;لكن يجب أن نمضي قدما.rsquo;ويرجح أن يكون ارتفاع الأسعار هو التحدي الاكبر، وسط تحذير العديد من المؤسسات، وبينها الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي، من الضغوط التضخمية.وكان معدل التضخم في لاتفيا يدور حولي صفر في المئة لعدة أشهر، ما يعني انه لا يوجد تضخم. وقال اندريس فيلكس، وزير المالية اللاتفي، للصحافيين في بروكسل إنه يتوقع أن يستقر التضخم عند 2.5prime; في السنوات المقبلة.
وأشادت المفوضية الأوروبية في تقريرها الأخير بلاتفيا لتبنيها حملة lsquo;يورو نزيهrsquo; لتشجيع الشركات على lsquo;الالتزام بعدم إساءة استخدام تحويل العملة من أجل تحقيق أرباحrsquo;.كما تم وضع نظام لرصد الأسعار موضع التنفيذ.وخلال أول أسبوعين من شهر كانون ثاني/يناير المقبل سيتم تداول اللات واليورو معا. وقد طلبت لاتفيا 400 مليون يورو عملات معدنية و110 مليون يورو عملات ورقية من أجل التحول، علاوة على 800 ألف عبوة يطلق عليها lsquo;مجموعة الانطلاقrsquo;، حيث تحتوي كل واحدة على قطع معدنية بقيمة 14.23 يورو (10 لات) متاحة للجمهور.
وأشارت المفوضية الاوروبية ،الذراع التنفيذية للاتحاد الاوروبي، في تقريرها إلى أن lsquo;تحولا ناجحا من شأنه أن يساعد على زيادة التأييد الشعبي لليوروrsquo;.يذكر أن لاتفيا انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في عام 2004، وستنضم جميع بلدان الاتحاد إلى منطقة اليورو بمجرد استيفاء المعايير، باستثناء بريطانيا والدنمارك.وواجهت لاتفيا مشاكل اقتصادية ضخمة في عام 2008، إثر انفجار فقاعة عقارية في ظل الأزمة المالية العالمية، مما أدى إلى خطة انقاذ بقيمة 7.5 مليار يورو (10.3 مليار دولار ) من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي.وأعقبت ذلك جولة قاسية من تدابير التقشف، أدت إلى انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 21prime;، كما تضخمت معدلات البطالة. لكن لاتفيا نجحت تدريجيا في انقاذ اقتصادها. وقال الوزير فيلكس lsquo;لقد قمنا بأكثر مما كان متوقعا، وليس أقل من ذلك. فعلنا ذلك بطريقة أسرع، وليس أبطأrsquo;.وتعتبر معدلات العجز في الميزانية والديون لدى لاتفيا حاليا بين أدنى المعدلات في الاتحاد الأوروبي، إلا أن هذه البلاد ما تزال تكافح في ظل مستويات الهجرة المرتفعة.
وقدر فيلكس عدد المواطنين الذين يعملون في الخارج حاليا بنحو 300 ألف لاتفي. واضاف lsquo;سيعودون فقط عندما يجدون رواتب جيدةrsquo;.