وصف الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر وعود نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني بتوفير الطاقة الكهربائية بنهاية العام الحالي وتصديرها إلى دول الجوار بأنها كاذبة ومشينة، داعيًا العراقيين إلى عدم تصديقها، مؤكدًا أنها استهزاء بمشاعر الناس.


أسامة مهدي: جاء ذلك في رد للصدر على سؤال لأحد المواطنين، يسأله فيه عن موقفه من تصريحات نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة حسين الشهرستاني أخيرًا، والتي قال فيها إنه وفي نهاية عام 2013 فإن العراق سوف يصدر الطقة الكهربائية إلى خارج البلاد، حيث ينوّه المواطن بأن هذا يأتي في وقت يعيش الشعب العراقي في منتصف عام 2013 الأجواء الحارة وانقطاع التيار الكهربائي المستمر وشبه المنقطع تمامًا.

وشدد الصدر في رده على ضرورة عدم تصديق هذه الأقوال أو القبول بالتحسن القليل لساعة أو ساعتين، إن وجدت، فهي مجرد تسكين لعواطف المواطنين وأصواته، في وقت بدأت تخرج فيه تظاهرات احتجاج في عدد من المحافظات على فقدان المواطنين للكهرباء في درجات حرارة تزيد على الخمسين درجة مئوية.

وقد أجاب الصدر عن ذلك قائلًا:
بسمه تعالى
لنا على ذلك تعليقات عدة منها:
أولًا - إنها تصريحات لا مسؤولة، وإن صدرت من مسؤول، فإنها لغرض تهدئة الناس والشعب وكسب عواطفهم وأصواتهم
ثانيًا - فيها استهزاء بمشاعر الناس المظلومين المتضررين من انقطاع التيار الكهربائي في عموم العراق.
ثالثًا - أرجو من الشعب أن يتنبه إلى مثل هذه التصريحات الكاذبة والمشينة، وأن لا يرضى بالتحسن القليل لساعة أو ساعتين إن وجدت، فهي مجرد تسكين لعواطفكم وأصواتكم.

رابعًا - أخشى أن أطالبه بالاستقالة فيكون محافظًا على كربلاء، وأخشى أن تبقى هذه المحافظة العزيزة بلا كهرباء ولا خدمات كمنصبه الخالي من المحتوى.
مقتدى الصدر

يذكر أنه وعلى الرغم من توالي الوزراء على حقيبة الكهرباء في الحكومة العراقية خلال السنوات الماضية، فإن أحدًا منهم لم يستطع وضع حلول لهذه الأزمة المستعصية، حتى بعد إنفاق حوالى 27 مليار دولار عليها.

وكان الشهرستاني قال في وقت سابق إن العراق سيصدر الطاقة الكهربائية إلى دول الجوار خلال العام الحالي 2013، مؤكدًا أن حاجة العراق من الطاقة لا تتعدى 15 ألف ميغا واط. وقال على هامش زيارته لعدد من المحطات الكهربائية في محافظات الفرات الأوسط إن quot;العراق سيصدر الطاقة الكهربائية لدول الجوار خلال عام 2013quot;. موضحًا أن العراق سيصل بإنتاجه من الطاقة الكهربائية إلى 20 ألف ميغا واط.

وأضاف الشهرستاني أن ما ينتجه العراق من الطاقة الكهربائية حاليًا، إضافة إلى المحطات التي يتم إنشاؤها، والتي ستدخل الخدمة في نهاية العام الحالي، سيصل إنتاج العراق من الطاقة إلى 20 ألف ميغا واط، وبالتالي سيتحوّل العراق إلى مصدر للطاقة الكهربائية عبر الربط الثماني.

وسبق أن تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي في مطلع عام 2011 بإنهاء أزمة الكهرباء في البلاد خلال مدة لا تزيد على 15 شهراً في إطار سلسلة التعهدات التي أطلقها استجابة لحركة الاحتجاجات الواسعة التي شهدتها غالبية المدن في منتصف شباط (فبراير) 2011.

وقد حذرالصدر يوم الجمعة الماضي من تظاهرات شعبية، لا حزبية ولا طائفية، احتجاجًا على فقدان الكهرباء، داعيًا السياسيين إلى الكفّ عن البعد عن الله وعن الشعب، ودعاهم إلى خدمة الشعب، وحذرهم قائلًا quot;وإلا اذنوا بتظاهرات شعبية كالتي في الناصرية الفيحاء والاعتصامات المستمرة فيها للمطالبة بالكهرباء والطاقة المفقودةquot;.

جاء ذلك ردًا من الصدر على التظاهرات والاعتصامات الشعبية، التي تشهدها مدينة الناصرية (375 كم جنوب بغدد) منذ أيام، حيث يتظاهر المعتصمون منذ أيام أمام مديرية توزيع كهرباء المحافظة في حراكهم المطالب بتحسين إمدادات الطاقة والخدمات.
وتشهد المدينة، تظاهرات يشارك فيها المئات للمطالبة بتحسين واقع الكهرباء والخدمات في المحافظة، منذ ستة أيام، مرددين شعارات مناهضة للحكومة وائتلاف دولة والقانون، الذي يتزعمه رئيسها نوري المالكي، واتهموا وزارة الكهرباء والحكومة المحلية بـquot;الفساد وهدر المال العامquot;، ومنها quot;وين الكهرباء يا دولة القانونquot;، وquot;يا وزير الكهرباء أنت نايم على المكيف وأني نايم بالعراءquot; وquot;يجي مجلس ويروح مجلس والمواطن دوم مفلسquot;.. وquot;صارلهم عشر سنين رواتبهم ملايينquot;.. وquot;ساعة ونص ينطوها والباقي يبيعوهاquot; وغيرها، كما نقلت وكالة القدس برس من المدن الجنوبية.

وشهدت محافظة ذي قار وعاصمتها الناصرية على مدى السنوات الماضية تظاهرات عديدة احتجاجًا على تردي واقعها الكهربائي، لاسيما خلال الصيف، مما أدى إلى إعلان حظر للتجوال وتدخل قوات الجيش ومكافحة الشغب لتفريقها بالقوة كونها، بحسب الشرطة، quot;غير مرخصةquot;، وهو ما أدى إلى حصول صدامات مع المتظاهرين ووقوع قتيل واحد وحوالى 10 إصابات، من جانب المتظاهرين، بحسب شهود عيان، وست إصابات بجانب الشرطة، في حين تم اعتقال العشرات بتهمة quot;إثارة الشغبquot;.

يذكر أن العراق يعاني نقصًا في الطاقة الكهربائية منذ عام 1990، فيما ازدادت ساعات القطع بعد عام 2003، في بغداد والمحافظات، ووصلت إلى حوالى عشرين ساعة في اليوم الواحد، لم تتمكن الحكومة ووزارة الكهرباء، من إيجاد معالجات جذرية للمشكلة، برغم المبالغ الطائلة التي أنفقت على قطاع الطاقة وعشرات المشاريع التي أعلن عنها، فضلًا عن الوعود المبالغ فيها التي يطلقها كبار المسؤولين العراقيين.