باريس: اكدت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية في تقرير نشر الثلاثاء عشية قمة اوروبية حول ازمة الهجرة ان ازمة المهاجرين يمكن ان تطول وتؤدي الى "شعور بالقلق" في عدة دول لكن اوروبا "تملك القدرة والخبرة" اللازمتين لمواجهتها.
&
وقالت المنظمة التي تتخذ من باريس مقرا لها في وثيقة بعنوان "آفاق الهجرات الدولية للعام 2015" ارفقت بالتقرير ان "الازمة الانسانية الحالية غير مسبوقة وكلفتها البشرية مروعة وغير مقبولة".
&
واضافت ان عدد اللاجئين "لا مثيل له حاليا" وقد يقدم مليون طلب لجوء في 2015 في دول الاتحاد الاوروبي مع ضمان حماية "ما بين 350 و450 الف" شخص على الارجح.
&
واشارت الى "تنوع كبير في الرحلات ودول الاصل والدوافع" ما يجعل "من الصعب معالجة" هذه الازمة. وذكرت مثلا ان السوريين يشكلون 21 بالمئة من طالبي اللجوء العام الماضي والكوسوفيين 9,6 بالمئة والاريتريين 6,4 بالمئة.
&
ومن الصعوبات الاخرى تذكر المنظمة العدد "المرتفع" للقاصرين الوحيدين (4 بالمئة العام الماضي) والازمة الاقتصادية والوضع المختلف جدا في الدول الاوروبية والتطور "السريع" لطرق الهجرة بينما يتكيف المهربون الذين يملكون قدرات اتصال كبيرة، بسرعة مع التبدلات السياسية.
&
وقال رئيس ادارة الهجرات الدولية في المنظمة جان كريستوف دومون "في هذه الازمة، هناك ازمات كثيرة وهذا يجعل القضية معقدة". واضاف ان "جزءا كبيرا من الازمة يكمن في اننا لا نرى نهاية لهذه الازمة".
&
ومن النزاع في سوريا الى الوضع الغامض في لييبا وعدم الاستقرار في افغانستان والعراق، قالت المنظمة "في الامد القصير تبدو احتمالات استقرار الوضع تدريجيا في دول المصدر ضئيلة".&
&
واضافت "في المقابل، ستواصل العوامل الاقتصادية والديموغرافية في دول افريقيا جنوب الصحراء في التسبب بالهجرة وكذلك نسبة الفقر المرتفعة والبطالة في غرب البلقان".
&
وقالت المنظمة انه لهذه الاسباب "ليس الوضع مجرد ضرورة ملحة في الامد القصير بل هو وضع بنيوي مع تدفق عدد كبير في السنوات المقبلة ما يغذي شعورا بالقلق بشأن الهجرة في دول عدة".
&
لكن جان كريستوف دومون صرح ان "الرسالة الاساسية هي ان اوروبا تملك الوسائل والخبرة لمواجهة هذه الازمة"، مشيرا الى عدد للاجئين "يمكن ادارته" بالمقارنة مع عدد السكان في اوروبا والترسانة القانونية والقضائية التي اقرها الاتحاد الاوروبي في السنوات الاخيرة.
&
واضاف ان "التصريحات العلنية حاسمة في هذا المجال"، مشيرا الى ان "الوقائع واضحة: ليس للهجرة تأثير سلبي على سوق العمل وهي لا تعزز العجز في الموازنة والمهاجرون يساهمون في ارباح الافراد اكثر مما يتلقون".
&
واكد التقرير ان اللاجئين السوريين "اكثر كفاءة من المهاجرين الآخرين" ومن الذين هاجروا من يوغوسلافيا السابقة في تسعينات القرن الماضي.&
&
وقال دومون ان "هذا لا يهدد هويتنا لكن هذه رسالة لا تجدي بين ليلة وضحاها بل يجب توضيحها وتكرار ذلك".
&
وترى المنظمة انه يجب الذهاب ابعد من التحركات على الامد القريب المحددة بعمليات الانقاذ وتوزيع الواصلين على دول الاتحاد الاوروبي و"التركيز على اجراءات عاجلة لاستقبال اللاجئين وتسريع معالجة طلبات اللجوء".
&
وبينما يواجه الاوروبيون صعوبة في ايجاد رد مشترك على الازمة، دعا معدو التقرير الى "معالجة بعض جذور الازمة وتقديم رد سياسي منسق وكامل بشكل عاجل".
&
واكد التقرير ان "استراتيجية سياسية شاملة هي امر ضروري " لان "عدم التحرك في مواجهة الوضع الملح يمكن ان يؤثر على الجهود الهادفة الى تحسين الوضع على الامد الطويل".
&
وقال جان كريستوف دومون ان الخطر يكمن في ان "تصبح ازمة اللاجئين ازمة ترتدي طابعا بنيويا اكبر"، مؤكدا ان "عدم ايجاد حل ليس خيارا لان الكلفة الاقتصادية ستكون كبيرة جدا".
&