«إيلاف» من الرباط: انتعشت بورصة الدار البيضاء خلال السنة المنتهية التي عرفت إصلاحات أساسية لأسواق الرساميل بالمغرب، بينها تغيير تشكيلة المساهمين في الشركة المسيرة للبورصة عبر فتح رأسمالها أمام البنوك وشركات التأمين وكبار المستثمرين المؤسساتيين، إضافة إلى حل مجلس القيم المنقولة واستبداله بهيئة سوق الرساميل، وهي هيئة مستقلة تتمتع بصلاحيات واسعة في التنظيم والتقنين والمراقبة.

وأنهى المؤشر العام للأسهم المغربية سنة 2016 بزيادة 30.5 في المائة، مقابل خسارة 7.2 في المائة خلال سنة 2015. وارتفعت القيمة السوقية لبورصة الدار البيضاء خلال السنة المنتهية بنسبة 28.7 في المائة لتصل 583.4 مليار درهم (58.4 مليار دولار) عند آخر إغلاق. وارتفع الحجم الإجمالي للمعاملات التي جرت في البورصة خلال السنة بنسبة 39.6 في المائة وبلغت 72.7 مليار درهم (7.3 ملياردولار)، تم خلالها تبادل 332.6 مليون ورقة مالية (بين أسهم وسندات).

وعرفت بورصة الدارالبيضاء ارتفاعا قويا في حجم العمليات المتعلقة بالزيادة في الرأسمال، والتي بلغت خلال العام المنتهي 9.88 مليار درهم (مليار دولار)، مقابل 2 مليار درهم (200 مليون دولار) خلال العام السابق، أي بزيادة 383 في المائة. أما قيمة عمليات الإدراجات الجديدة فبلغت 1.93 مليار درهم (193 مليون دولار) خلال 2016 مقابل 893 مليون درهم (89 مليون دولار) في 2015، وذلك نتيجة عملية إدراج شركة "مرسى المغرب" عبر بيع الحكومة لحصص من رأسمالها في البورصة.

وانخفضت خلال العام المنتهي أسعار أسهم 19 شركة فقط، مقابل 51 شركة خلال سنة 2015. فيما ارتفعت أسعار أسهم 54 شركة خلال 2016 مقابل 23 شركة في 2015.

ديناميكية تجارية قوية

وتجاوز معدل زيادة أسعار أسهم الشركات الخمس الأكثر ارتفعاعا هذه السنة نسبة 100 في المائة، تصدرتها أسهم شركة "داري كوسبات" للكسكس والمعجنات الغذائية بنسبة 132 في المائة.

وتعرف الشركة ديناميكية تجارية قوية خصوصا مع توسعها الدولي في الأسواق الأميركية والأوروبية والعربية والإفريقية. واحتلت أسهم شركة أليانس للتطوير العقاري المرتبة الثانية من حيث الإرتفاع بنسبة125.4 في المائة، وذلك على إثر نجاح مخطط تقويم الشركة، وتوفقها في تجاوز محنتها المالية الناتجة عن ركود السوق العقارية، وتمكنها من السيطرة على مديونيتها. واحتلت أسهم "توتال المغرب "الصف الثالث بإرتفاع 124.2 في المائة، نتيجة استفادتها من تحرير سوق المنتجات النفطية في المغرب لرفع هوامشها ومضاعفة أرباحها. ثم أسهم شركة سنيب للكهرباء والبيتروكيماويات التابعة لمجموعة ميلود الشعبي التي ارتفعت بنسبة 104.4 في المائة، فأسهم شركة كوسومار لصناعة السكر، والتي حققت أرباحا عالية في المغرب إضافة إلى انطلاق توسعها الدولي في إفريقيا والخليج العربي، خاصة السعودية، والتي ارتفعت خلال العام بنسبة101 في المائة.

وعكست مؤشرات القطاع العقاري في البورصة المغربية استرجاع القطاع لعافيته وعودة ثقة المستثمرين فيه. وعرف المؤشر القطاعي للأسهم العقارية في بورصة الدار البيضاء ارتفاعا بنسبة 73.4 في المائةخلال 2016، نتيجة ارتفاع أسعار أسهم أليانس بنحو 132 في المائة وأسهم الضحى بنسبة 81.2 في المائة وأسهم إقامة دار السعادة بنسبة 44.5 في المائة.

وتصدر مؤشر أسهم قطاع صناعة الورق وزراعة الغابات المؤشرات القطاعية من حيث معدل الإرتفاع السنوي بنسبة 90 في المائة، متبوعا بمؤشر أسهم قطاع الصناعات الكيماوية بنسبة 88 في المائة، ثمأسهم خدمات النقل بنسبة 80 في المائة. وارتفع مؤشر أسهم الصناعات الغذائية بنسبة 53 في المائة، وأسهم البترول والغاز بنسبة 49 في المائة، وأسهم الأجهزة والبرمجيات والمعلوميات بنسبة 47 في المائة،وصناعة مواد البناء بنسبة 44 في المائة، ومؤشر أسهم الكهرباء 36 في المائة، ومؤشر أسهم التأمينات 30 في المائة، والاتصالات 27 في المائة، والبنوك 18.5 في المائة.