دبي: ناقشت جلسة "من أفريقيا ولأجلها- شراكات جديدة لتعزيز النمو"، تراجع اعتماد التنمية الأفريقية على المساعدات الخارجية، وارتكازها على نماذج جديدة في العمل التنموي، بالإضافة إلى دور السيولة المالية القادمة من المغتربين في تنشيط المشهد الاقتصادي، وسبل الارتقاء بالجوانب الحياتية للقارة الافريقية، ومستقبل ريادة الأعمال ودورها في عملية التنمية الشاملة، وذلك ضمن فعاليات اليوم الأول من المنتدى العالمي الأفريقي للأعمال الذي تنظمه غرفة تجارة وصناعة دبي في مدينة جميرا بدبي يومي 1-2 نوفمبر، تحت عنوان "أفريقيا الغد: جيل جديد من رواد الأعمال".

واستعرضت الجلسة التي كان ضيفاها، توني كول، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي لمجموعة صحارى ومقرها نيجيريا، وكريس فولايان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة مول لأفريقيا ومول للعالم في نيجيريا، أهم التغييرات الديناميكية التي طرأت على المشهد الاقتصادي الافريقي، من النشاط التجاري، وارتفاع الطلب على المنتجات الأفريقية، وازدياد الحوالات المالية من المغتربين الأفارقة إلى القارة، الأمر الذي شكل قفزة نوعية على مؤشر الاقتصاد الافريقي.

كما بحثت الجلسة تأثيرات انخفاض أسعار السلع بشكل عام على الاقتصاد الأفريقي، والتحركات الملحوظة الأخيرة في العمالة بين الدول الأفريقية، وازدياد العوامل المؤثرة في سهولة التجارة الأفريقية الافريقية، ما ساعد على انتعاش المشهد الاقتصادي بشكل عام في القارة.

وتطرق المتحدثون في الجلسة إلى أهمية العمل على البنية التحتية وتطويرها والارتقاء بسويتها، الأمر الذي يشكل عامل محفز للتجارة الداخلية، كما ناقش الضيفان حزمة الشروط والمقاييس والمواصفات التي باتت تطبق على البضائع الافريقية، والتي ساهمت بشكل كبير في ارتفاع جودة المنتجات الافريقية على اختلاف انواعها، وفي مقدمتها الأقمشة والمجوهرات والتحف والمشغولات اليدوية، التي باتت تحمل بصمة افريقية متميزة، وأصبح الطلب عليها متزايداً بشكل كبير.

كما شجع المشاركون جميع الجهات المعنية بضرورة تهيئة وتأهيل البنية التحتية الالكترونية في القارة، والتي تعد عصب اقتصاد العصر الحالي، والعمل على تفعيل منصات التجارة الالكترونية، وتسهيل حركة البضائع والمنتجات ضمن القارة السمراء، والعمل على تفعيل دور هذه المنصات في ربط المناطق النائية ببعضها البعض، وأشار ضيوف الجلسة إلى أهمية تفعيل دور رواد الأعمال في ايجاد وتنفيذ المبادرات الخلاقة التي من شأنها ربط القارة الافريقية بشكل أسهل وعلى نطاق أوسع. 

وأجمع المشاركون في الجلسة على أن الهدف الرئيسي لنشاطات ريادة الأعمال في القارة يجب أن يتركز على احداث تأثير وفارق ايجابي في المجتمع، ويجب على الجميع توحيد الأهداف والرؤى للارتقاء بمستوى المعيشة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لكافة سكان القارة الافريقية، من خلال توحيد جهود المسؤولية المجتمعة للشركات من جهة وجهود المشاريع الصغيرة والمتوسطة في الارتقاء بالجوانب الحياتية للقارة السمراء.

كما سلط المشاركون الضوء على التحديات الحالية في القارة الافريقية، وعلى راسها تحدي الطاقة، ومشاريع الطاقة الكهربائية، مبينين بأن هناك توجه كبير في القارة إلى خصخصة القطاع الكهربائي وتوليد الطاقة، ما يفتح المجال للمزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة على مستوى القارة.