اسطنبول: احتفل الرئيسان التركي رجب طيب اردوغان والروسي فلاديمير بوتين الاثنين في تركيا بانجاز مرحلة أساسية من عملية بناء خط أنابيب الغاز المهم الذي يربط البلدين عبر البحر الأسود ويجسّد التقارب بين أنقرة وموسكو.

وشاهد الرئيسان خلال حفل ضخم في اسطنبول، إعادة بثّ مقطع فيديو لوضع الأنبوب الأخير من الجزء البحري والممتدّ على 930 كيلومتراً من خط أنابيب الغاز الذي أطلق عليه اسم "تورك ستريم" أو أحياناً "توركيش ستريم"، حسب ما أفادت مراسلة وكالة فرانس برس.

وأكد اردوغان أن "تورك ستريم سيكون مفيداً جداً لبلادنا وأمتنا، لكن أيضاً لجيراننا والمنطقة" مضيفاً "أننا ندخل في المرحلة الأخيرة من هذا المشروع التاريخي".

ومن المفترض أن يتيح "تورك ستريم"، المؤلف من خطين متوازيين، نقل كل سنة حوالي 31,1 مليار متر مكعّب من الغاز الذي يتمّ ضخّه في روسيا. وحالياً، لم يبقَ للبناء إلا الجزء البري الواقع في تركيا قبل افتتاح الصمامات المقرر في نهاية العام 2019.

وستسمح هذه البنى التحتية التي بدأت عملية بنائها في 2017، لروسيا بتصدير غازها إلى تركيا وأيضاً إلى أوروبا من دون المرور عبر أوكرانيا التي تعاني من عدم الاستقرار.

وصرّح بوتين من جهته أثناء الاحتفال في اسطنبول أن تورك ستريم "سيحوّل تركيا إلى مركز مهم" للطاقة مضيفا أن خط أنابيب الغاز سيصبح أحد رموز "تعزيز الشراكة" بين أنقرة وموسكو.

ويربط الجزء الممتدّ تحت مياه البحر والذي بُني على عمق كيلومترين تقريباً، مدينتي أنابا الروسية وكييكوي التركية. وقد وضعت هذه الأنابيب بمساعدة "بايونيرينغ سبيريت" وهي إحدى سفن البناء الأكبر في العالم، والتي يبلغ طولها ستّ مرات طول ملعب كرة قدم.

ويأتي هذا المشروع في إطار التقارب بين تركيا وروسيا بعد أزمة دبلوماسية خطيرة عام 2015 اندلعت إثر إسقاط الجيش التركي طائرة روسية فوق الحدود السورية.

وفي الوقت الحالي، ينسّق البلدان بشكل وثيق في الملف السوري وأيضاً في مجال الطاقة مع بناء روسيا أول محطة للطاقة النووية في تركيا وكذلك في مجال الأسلحة.