الرياض: تسعى السعودية إلى توفير مناخ مناسب لجذب رؤوس الأموال الأجنبية إلى المملكة بالشكل الذي يسمح للبلاد بالمضي قدمًا في تحقيق بنود رؤية السعودية 2030، التي كشف عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في أبريل 2016 لتقليل الاعتماد على النفط.

وكشفت ثلاثة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" أن السعودية تُكثف من خطواتها لحل نزاع ديون بقيمة 22 مليار دولار. في مسألة يعتبرها المستثمرون تحديًا لمدى قدرة المملكة على الالتزام بالإصلاحات الاقتصادية التي يقودها ولي العهد.

تقدم تدريجي

ويبدو أن المعارك القانونية الخاصة بديون خلّفها انهيار مجموعتي سعد والقصيبي منذ عام 2009، قد حققت تقدمًا تدريجيًا عندما عرضت الأخيرة تسوية تحظى بمساندة حوالي ثلثي المستثمرين إلا أن التقدم كان أقل كثيرا فيما يتعلق بديون مجموعة سعد.

واتخذت مجموعة سعد أول خطوة كبيرة للتعامل مع الدائنين في العام الماضي، من خلال توظيف شركة استشارية مالية، وهي مجموعة ريماس، لتقديم تسوية مقترحة تغطي 4 مليارات دولار من الديون.

وأشارت المصادر، وفقا لـ "رويترز" "أن هيئة قضائية من ثلاثة قضاة تشكلت عام 2016 للتعامل مع المطالبات المالية على مجموعة القصيبي ومجموعة سعد صدقت على مطالب لدائنين تبلغ قيمتها 11.5 مليار ريال (ثلاثة مليارات دولار) على مجموعة القصيبي وعينت مسؤولين لتولي تصفية امبراطورية أعمال مجموعة سعد".

خطوات حاسمة

ويمكن لهذه الخطوات أن تكون حاسمة بالنسبة للحكومة للفوز بالمستثمرين وتأمين الأموال الأجنبية لمشاريع الخصخصة، في إطار رؤية 2030.

وقال أحد المصادر المطلعة "هذه مشكلة بأكثر من 20 مليار دولار وإذا لم تعالج معالجة سليمة فستخلق مشكلة طويلة الأجل لبعض المستثمرين الأجانب".

وتدين المجموعتان لأكثر من 100 بنك دولي بما في ذلك HSBC، بي إن بي باريبا وسيتي غروب، أما مجموعة سعد فتمتلك أيضًا ديونًا للمقاولين، بما في ذلك شركة سيمنس الألمانية والآلاف من الموظفين.

 مبادرة مستقبل الاستثمار

يذكر أن صندوق الاستثمارات العامة أطلق "مبادرة مستقبل الاستثمار"، في شهر أكتوبر الماضي، التي تعدّ الأولى من نوعها على مستوى العالم برعاية العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وتشكل المبادرة نقلة نوعية في مجال الاستثمار العالمي، خاصة أنها ستركز على استكشاف ومناقشة الاتجاهات والفرص والتحديات والقطاعات الناشئة التي ستسهم في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد والاستثمار في العالم خلال العقود المقبلة.

وشهدت أعمال المبادرة الإعلان عن تفاصيل «مشروع نيوم» الذي وصفه الأمير محمد بن سلمان بمشروع «الحالمين».